المحتوى الرئيسى

كيف غيرت "طالبان" استراتيجيتها للسيطرة على "قندوز"؟

10/01 18:27

استطاعت حركه طالبان الافغانيه السيطره علي مدينه "قندوز" في عده ساعات يوم الاثنين الماضي، ومن ذلك الوقت خرجت العديد من التصريحات من الجيش الافغاني باستعاده السيطره علي المدينه الا ان حركه طالبان لم تقوم بالرد علي اي من هذه التصريحات لا بنفيها او تاكيدها.

ووفقًا لـصحيفه نيويورك تايمز، فان طالبان طورت منظورًا جديدًا للحكم والسيطره، احدهم تتضمن المرونه ومدخلات محليه. حتي انها سمحت للفتيات الالتحاق بالتعليم، بل وتوزيع الاحتياجات المدرسيه علي الطلاب، -تغير ملحوظ بالنسبه لمجموعه عُرفت بتدميرها للمدارس.

عبيد الله، قاضي تابع لطالبان يبلغ من العمر 27 عامًا، تقع محكمته في شرق قندوز، في مقابله معه في يونيو، وصف بان احكام طالبان اصبحت اكثر رحمه وليونه التي لم تعد تعتمد علي العقاب الجسماني لمين يستمع الي الموسيقي عن طريق حلقهم لشعره بالكامل.

"عقليتنا تغيرت"، يقول عبيد الله في مقابله اثناء وجوده في السجن بعد القبض عليه، "لقد ادركنا ان الاحكام الصارمه لن تؤدي الي النحاج، فتغيرنا".

انسحبت طالبان من مناطق البشتن لطالح اعضائها، لكن في الشمال في السنوات الماضيه لعبت بدهاء علي تجنيد قاده مهمشون من العِرقيات المختلفه. في بعض الاوقات علي سبيل المثال تقوم بدعم قبيله من التاجيك في خلاف علي اموال ضد الاوزبك الاكثر قوه. علي صعيد اخي، قامت طالبان باعطاء اوامر للمسلحين الاوزبك من الدول المجاوره بالتحرك لشمال افغانستان وبدا هجماتهم، مما جرّ الاوزبك لقضيتهم.

"انا من الهزاره"، احد قاده طالبان في عمليه قندوز، محمد الله سادات، في مكالمه تليفونيه، عرّف نفسه علي انه فرد من طائفه عانت من الاضطهاد علي يد البتشن. "كلنا نقاتل جنبًا الي جنب تحت رايه واحده، وهي الاسلام. نحن نحارب من اجل الاسلام وليس طائفه".

حتي التركمان، واحده من اصغر الطوائف الافغانيه واكثرهم تهميشًا، بدات في الانضمام لطالبان بارقام كبيره في الاربع سنوات الماضيه في المقاطعات في الشمال. كان قرارًا جماعيًا حيث انهم غير راضون عن تمثيلهم في الحكومه، يقول نزار الله تركمان، احد اعضاء البرلمان.

التعبير الشعبي لدي الافغان عمن يذهب وينضم لطالبان "انه ذهب للجبال"، دليل علي التمرد وانه قد اخرج نفسه من عالم الحكومه.

علي مر السنوات الماضيه، الامل في الحكومه وامراء الحرب المتحالفين مع الحكومه، لم يكن قويًا وقد اختفي سريعًا.

المسلحون وقوت الشرطه الافغانيه المحليه المدربه علي يد القوات الخاصه الامريكيه كان غير جديريين بالثقه الي حد كبير. ارتكبوا العديد من الجرائم بين اغتصاب وسرقات وابتزاز للفلاحين من اجل توفير حمايه لهم. ولكن تم تجاهل شكاوي الناس واعتراضاتهم لان مرتكبو هذه الجرائم مدعومون من قريين من الحكومه.

في خان اباد، مقاطعه في جنوب قندوز، علي سبيل المثال، اشتكي السكان من المليشيات المحليه التي بدورها تعد اسوء من طالبان، حيث ان طالبان تاخذ اموالًا مره واحده علي كل حصاد، في حين ان المليشيات متعدده وكل واحده منهم تطلب حصتها علي حدي.

بمرور الوقت، قام المتمردون بعمل كردون حول قندوز حتي اصبح الخناق يزداد. في العام الماضي اصبحت المدينه تحت الحصار حتي ان رجال الشرطه توقفوا عن ركوب سيارات تابعه للحكومه خوفًا من ان يقوم مسلحو طالبان بالقاء القنابل المغناطيسيه عليهم.

علي الرغم من ان ناقوس الخطر قد علي في قندوز، كانت هناك صوره اكثر رعبًا: ليس فقط في الشمال وانما حول المدينه ايضًا، هجمات ممنهجه علي قوات الشرطه الافغانيه -التي لم تعد تعتمد علي الدعم الامريكي طوال الوقت- قد وصلت ارقامًا قياسيه.

وُصِفّت اعداد الضحايا من الشرطه من قِبل المسئولين الامريكيين والافغان انها دليل راسخ علي ان قوات الشرطه الافغانيه تقاتل بضراوه. لكن المسئولين في مناطق مثل مقاطعه هلمند في الجنوب، وفي قندوز ايضًا، حيث كانت الروح المعنويه سيئه للغايه، وتردد لقوات الشرطه وهروب لرجال الامن من مواقعهم.

في بعض الاحيان، لم يتعين علي طالبان قتل رجال الشرطه للمضي قدمًا في طريقهم.

في فبراير من هذا العام، قالت هيئه الاستخبارات الافغانيه، ومديريه الامن الوطني انهم يحققون في شان تعاون مجموعه من رجال الشرطه في قندوز مع طالبان، وفي بعض الاوقات بيع الذخيره لهم.

ومع تصاعد الهجمات هذا العام، افاد مواطنون ومسئولون ان طالبان لديها مقاتلين في الشمال اكثر من الاعوام الماضيه. بعض منهم يقال انهم من مجموعه تم تجنيدها محليًا ضمن مجموعات من طوائف مختلفه.

بدا مئات من المتمردين الوصول من الجنوب، مدعين انهم عمال مهاجرون لموسم حصاد الافيون/الخشخاش، وفقًا لمسئولين. وافادت تقارير ان مزيد من المقاتلين الاجانب تسللوا من باكستان.

"قندوز كانت هدفهم منذ البدايه"، يقول عبد الله عبد الله، قائد حكومه الواحده في كابول مع الرئيس اشرف غاني، في مقابله معه يوم الاربعاء الماضي.

"الارهابيون الاجانب –بعض التاجيك، والازبك، والشيشان- قاموا بالوصول لقندوز" يضيف عبد الله، ويكمل حديثه "في هذا الوقت، قندوز كان بقعه ساخنه. لكننا علمنا ما كان سيحدث، لان هذه المجموعات الارهابيه قد وجدت طريقها".

بحلول الربيع، كانت طالبان فد بدات باختبار مدينه قندوز نفسها، معظمهم قادم من شهار دارا، مقاطعه تقع غرب قندوز. "التفوا حول المدينه لكن تم ايقافهم –او فضلوا الوقوف قبل الوصول لقلب المدينه" يشير توماس روتنج، مساعد مدير شبكه التحليلات الافغانيه، مؤسسه بحثيه ومركز تفكير.

كان امر في منتهي الذكاء. في بعض النقاط حيث كان القتال خارج مدينه قندوز خطر لدرجه تجعل مسئولو المقاطفعه يحذرون من انهيار وشيك، وبدات الحكومه الوطنيه في كابول باستدعاء قاده المليشيات للدفاع عن المدينه.

لكن بعد ذلك بدا وان طالبان تنسحب، ومع خفوت الهجمات لعده اشهر.

"لست متاكدًا اذا ما كانوا قد ارادوا الوصول للمدينه او التوقف والتوغل في الضواحي، لكن هذا ما فعلوه وكانت هذه هي القاعده التي شنوا منها هجماتهم"، يقول روتنج.

طوال ذاك الوقت، كانت سلطات المقاطعات قد حذرت حكزمه كابول بان المقاطعات علي وشك الانهيار، بالرغم من وجود اعداد كبيره من القوات الحكوميه والمليشيات التابعه للحكومه موجوده في المدينه.

لكن مسئولون حكوميون اكدوا ان الامدادات سوف تاتي في وقت الحاجه. والقائد الامريكي في افغانستان، جين جون كامبل، سُئِل في مايو الماضي حول خطه طالبان الاستراتيجيه، قال "اذا نظرت جيدًا لبعض الامور في قندوز وفي بادخشان، فانهم يهاجمون بعض نقاط التفتيش الصغيره جدًا".

"سيخرجوا ويقوموا ببعض الضربات القليله ومن ثم يختفوا ويعودوا الي الارض"، يُكمل كامبل حديثه، "وبذلك فانهم لن يكتسبوا الا ارض صغيره."

عندما بدا الهجوم علي قندوز، في يوم الاثنين، طالبان لم يكن عليها القتال للدخول. حيث قاموا بالسيطره علي المدينه بسهوله كبيره مما ترك بعض المدافعين في جهاد لشرح ما حدث.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل