المحتوى الرئيسى

السر فى الشيخ «عبدالحليم» (4)

09/30 23:52

تجاوز الشيخ عبدالحليم محمود كل الحدود، وتخطي كل الخطوط، حين اتي بالقاصمه، وهو يتحدث عن أبي الحسن الشاذلي، فذكر ان القطب الصوفي كلم الله تعالي تكليماً. يقول الدكتور: «قرا الشيخ علي جبل زغوان سورة الأنعام الي ان بلغ الي قوله تعالي: (وَاِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا) اصابه حال عظيم، وجعل يكررها ويتحرك، فكلما مال الي جهه مال الجبل نحوها. وما كانت حياته علي الجبل الا علي نباتات الأرض واعشابها. وعلي هذا الجبل ارتقي منازل، وتخطّي مراتب حيث نبعت له عين تجري بماء عذب، ثم بدات الملائكه تحفّ بابي الحسن، بعضها يساله فيجيبه، وبعضها يسير معه، ثم تاتيه ارواح الاولياء زرافات ووحداناً تحفّ بابي الحسن وتتبرك به، وبعد تجاوز هذه المراتب كلها التي اهّلته لان يخاطب الرب دون واسطه ولا ملك، كلّمه الرب تبارك وتعالي، -حسب ما ذكر ذلك الدكتور- فقيل له: «يا علي، اهبط الي الناس ينتفعوا بك.. فقلت (اي: ابوالحسن الشاذلي): يا رب اقلني من الناس فلا طاقه لي بمخاطبتهم، فقيل لي: انزل فقد اصحبناك السلامه، ودفعنا عنك الملامه، فقلت: تكلني الي الناس اكل من دُريهماتهم.

فقيل لي: انفق عليّ، وانا الملي، ان شئت من الجيب وان شئت من الغيب».

هذا تجاوز لكل الحدود، وكسر لكل القيود، وكلام يرقي الي حد التخريف، لان القران الكريم لم يحكِ ان الله تعالي كلم بشراً، سوي نبيه «موسي»، وفي حدود ما اعلمه من كتاب الله الكريم لم يكلم الله تعالي النبي «محمد» نفسه، صلي الله عليه وسلم، لكن الشيخ عبدالحليم محمود يري ان «الشاذلي» اجل واكرم. والشيء الاخر العجيب ان الشيخ عبدالحليم محمود لم يجد مندوحه في ان يتمتع ابوالحسن الشاذلي باطايب الدنيا، وهو الصوفي الزاهد، فيذكر انه كان يلبس الفاخر من الثياب، ويمتطي الفاره من الدواب، ويتخذ الخيل الجياد. ويبدو ان هذا الدرس تعلمه كل الملهمين الذين ملاوا حياه المصريين منذ السبعينات وحتي الان، فرغم اصرارهم علي انهم محسوبون علي الله، فان ذلك لم يصرفهم عن حسابات البنوك، وامتطاء افخم السيارات، والغرق في ترف الحياه المخمليه، وليس في مقدور احد ان يعتب عليهم ذلك، او يقول لهم: من اين لكم هذا؟. فالامام الاكبر نفسه مر علي ما ذكره من معلومات حول الحياه المترفه للصوفي الزاهد ابي الحسن الشاذلي، ولم يخطر بباله ان يسال: من اين له هذا؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل