المحتوى الرئيسى

كيف تشتري الذهب ؟

09/30 17:27

الذهبُ معدنٌ لا يخبو من قلوب الناس ، بل سَكن اليها بالفطره ، وقد بيَّن اللهُ في كتابِه الكريم هذا التعلق دون استنكار له ، فقرنَ بينه وبين حبِ النساءِ والبنين في ايه واحده ، فقال " زُيِّنَ " اي هو التعلق و الحبُ الذي لا رجعهَ فيه ، ولطالما سلبَ الذهبُ عقولَ الناسِ ودفعهم الي بذلِ جهودٍ حثيثهٍ لامتلكِه ، ومع ذلك فثقافه شرائِه تغيبُ عن كثيرٍ من عُشقِه ، مع انها لا تتجاوزُ بعضُ الارشاداتِ البسيطه ، ولا ينبغي لمن يُلم بها ان يكون متخصصا .

وفي حين شهدت اسعار الذهب ارتفاعا كبيرا خلإل آلفترات السابقه ، اكدت تقارير مجلس الذهب العالمي خلال الاربع سنوات السابقه ان المصريين ظلوا يُقبلون علي شراء الذهب في صوره المختلفه من المشغولات والسبائك والجنيهات ، مرجعه ذلك الي الرغبه في الاستثمار الامن في ظل الاحوال السياسه المضطربه التي شهدتها البلاد .

ولا تخرج الصوره المعتاده لاقبال المستهلكين علي شراء الذهب عن تجمع الاهل والاصدقاء بصوره مبهجه امام محلات الذهب ،يتخللها الزغاريد ومساعده العروس في اختيار قطع الشبكه ، لكن هذه الصوره لا تتجاوز عن كونها احدي صور الالهاء ، ليكتشف المستهلك بعد ذلك انه وقع فريسه للنصب من بعض التجار معدومي الضمير ، ولا يعرف ذلك الا حينما يذهب لبيعه .

وذكر " وائل علي " ( محاسب ) ، انه تعرض لعلميه النصب اثناء شرائه للشبكه ، ولم يتضح له ذلك الا عندما توجه الي احد محال الذهب لبيعه ، حيث اكتشف وجود تلاعب في وزن القطع ، فقد نُصب عليه في 6 جرامات ، بالاضافه الي وجود بعض المشغولات غير المدموغه ،وعدم مطابقه بعض القطع مع بيانات الفاتوره .

واشار " د. ايمن عفيفي "، ( استاذ تصميم الحُلي ، ومدير مركز فنون الذهب والمجوهرات )، الي ان افتقار المستهلك الي ثقافه شراء الذهب تُعرضه بصوره كبيره الي الوقوع في عمليات النصب من قبل التجار معدومي الضمير .

وذكر العميد " محمد حنفي "( رئيس مصلحه الدمغه والموازيين )، ان احصائيات المصلحه تؤكد انتشار عمليات النصب علي المواطنين ، حيث صادرت المصلحه من الاسواق ما يزيد عن 65 كيلو من الذهب ، كما سجلت المصلحه اكثر من 200 محضرا في عام 2014 منها مشغولات بدون دمغه ،و محاضر اخري لمشغولات مدموغه باقلام مزيفه .

ويشير خبراء الذهب والمجوهرات الي ان هناك مجموعه من الارشادات التي يجب علي المستهلك الالمام بها لتحميه من الوقوع في الغش ، مثل " معرفه اسعار الذهب ، والتاكد من دمغ المشغولات الذهبيه وسلامه العيار ، ومراجعه وزن المشغولات و بيانات الفاتوره ، واختيار الصائغ .

يقول "عفيفي " ، علي المستهلك ان يعرف سعر الذهب قبل التوجه لشرائه ، كما ان كثيرا من المستهلكين يتابعون اسعار الذهب من خلال الصحف ويعتمدون عليها في الشراء ، وهذا خطا ، لان اسعار الذهب غير ثابته فهي تتغير كل ساعه تقريبا وفقا لمتغيرات تتحكم في اسعاره ، حيث يرتبط سعر الذهب العالمي باسعار الدولار وبرميل النفط ، فكلما هبط سعر الدولار ، ارتفاع سعر الذهب والعكس ،لذلك يجب علي المستهلك التعرف علي اسعار الذهب من خلال مصادر تُحدث اسعاره بصوره دائمه ، مثل المواقع الالكترونيه المتخصصه في تحديد اسعار الذهب ، والتي تُحدث هذه الاسعار كل نصف ساعه تقريبا ،ومنها موقع Gold Prices ، , Gold Price-today Gold Price Arabia ، وان كان المستهلك من الذين لا يستخدمون شبكه الانترنت ، فعليه سؤال اكثر من محال للذهب قبل اتمام الشراء مباشره .

ويشير " فؤادعبد الباقي " ( جواهرجي بالصاغه )، الي شعور المستهلك دائما بوجود مشكله في تحديد اسعار الذهب ، حيث يجد تضاربا بين اسعار الذهب المُعلنه في وسائل الاعلام والاخري المتداوله في الاسواق .

وقال ان ذلك ناتج عن عدم درايه كثير من المستهلكين بكيفيه تحديد سعر المشغوله الذهبيه ، حيث يتحدد هذا السعر من خلال اربعه عوامل هي : سعر جرام الذهب ( وفقا للاسعار العالميه ) - نوع العيار - وزن القطعه - تكلفه الانتاج ( المصنعيه ) .

بينما يشير " امير رزق " ، ( عضو الشعبه العامه للذهب بالغرفه التجاريه ،وعضو رابطه مصنعي الذهب ) ، انه لا يوجد تعارض مع اسعار الذهب العالميه ، فالاسعار المعلنه خلال وسائل الاعلام غير صحيحيه ، لانها تعتمد علي تحويل الاسعار وفقا لسعر الدولار المعلن من قبل البنك المركزي ، وهذه هي الازمه ، فالبنوك وشركات الصرافه عاجزه عن تلبيه احتياجات السوق من الدولار ، بالاضافه الي غياب الرقابه من الحكومه علي سوق العمله ، مما ادي الي انتعاش السوق السوداء للدولار ، وبالتالي اصبح من الواضح ان هناك سعر موازي لسعر الذهب الرسمي .

واضاف : مع استمرار ازمه اختفاء الدولار من الاسواق وعدم تلبيه البنوك لاحتياجات تجار ومصنعي الذهب اصبح سعر الدولارالمتداول في السوق السوداء هو السعر الرسمي للتعامل في سوق الذهب .

التاكد من سلامه الدمغه والعيار

يقول " مدحت البيراقدار " (كبير اخصائي الذهب بمصلحه الدمغه والموازيين ( سابقا )) ،ان قوانين الدوله تنص علي عدم تداول اي من قطع المشغولات الذهبيه دون دمغها داخل مصلحه الدمغه والموازيين ، حيث تدمغ القطع باقلام خاصه ووفقا لعيارها ، فالمشغوله الذهبيه من عيار 21 تدمغ باقلام تحمل قيمه العيار 21.

كما يشير " البيراقدار " الي ضروره عدم شراء المستهلك اي قطع من المشغولات الذهبيه غير المدموغه ، لكن المشكله التي تواجه المستهلك هي كيفيه تعرفه علي الدمغه المزيفه والحقيقيه ، حيث ان هذا الامر يحتاج متخصص .

ونوه " البيراقدار " الي وجود دلالات تجعل المستهلك مطمئن لسلامه دمغه وعيار المشغولات ، مثل وضوح الدمغه ، فالدمغه المزيفه لا تكون واضحه لانها مدموغه باقلام مزيفه ، بالاضافه الي ليونه وصلابه المشغوله ، فكلما ارتفعت قيمه العيار دل علي ارتقاع قيمه العيار ، فالقطع منخفضه العيار تكون صلبه .

كما يؤكد " فؤاد عبد الباقي " علي اهميه تاكد المستهلك من عيار المشغوله الذهبيه ، حيث يقوم بعض ضعفي النفوس بتزييف الدمغه ودمغ قطع من العيارات المنخفضه 9 ، 12 علي انه ذهب عيار 21 ، 18 " .

التاكد من وزن المشغولات الذهبيه

يشير " مدحت البيراقدار " الي اهميه تاكد العميل من وزن المشغولات الذهبيه اثناء الشراء ، بالاضافه الي وجود ما يعرف في منطقه الصاغه بـ " الوزان "وهو ما يقوم بوزن المشغولات الذهبيه علي اختلاف اشكالها من مشغولات جديده او مستعمله او كسر او سبائك ، وهي احدي المهن التي تمنح المصلحه رخص مزاوله لها .

يقول "وائل علي " انه اثناء توجه الي بيع المشغولات الذهبيه وجد ان الفاتوره التي حررها لها صاحب المحل غير مطابقه لمواصفات المشغولات التي اشتراها منه .

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل