لوموند: ما حصيلة سنة من عمليات التحالف ضد تنظيم الدولة؟ - ساسة بوست

منذ 1 دقيقه، 30 سبتمبر,2015

نشرت صحيفه “لوموند” الفرنسيه تقريرا عرضت فيه حصيله عام كامل من العمليات العسكرية للتحالف الدولي ضد تنظيم الدوله في العراق وسوريا، وقيمت اداء القوات العراقية في مواجهه التنظيم، ومدي فعاليه الدعم العسكري الامريكي للفصائل السوريه.

وقالت الصحيفه، في هذا التقرير الذي ترجمته “عربي21“، ان تنظيم الدوله يمتلك حاليا قوه بشريه تتراوح بين 100 و125 الف مقاتل، منتشرين بين العراق وسوريا، من بينهم 15 الف مقاتل اجنبي. ويتواجد اغلب المقاتلين الاجانب علي الاراضي السوريه، فيما يقدر عدد المقاتلين الفرنسيين بحوالي 800 عنصر، يضطلعون هناك بمهام مختلفه، منها الاداريه والماليه والاعلاميه، كما يشرفون علي عمليات الاستقطاب والتجنيد.

وذكّرت الصحيفه بان الولايات المتحده بدات حملة عسكرية في 8 اب/ اغسطس 2014 في المنطقه، بطلب من الحكومة العراقية، ليتشكل في ايلول من العام ذاته، تحالف واسع ضد تنظيم الدوله يضم 60 بلدا، من اهمها فرنسا وبريطانيا العظمي وبلجيكا وهولندا واستراليا والدنمرك وكندا.

واضافت ان القوات الأمريكية قامت بتوسيع عملياتها في الـ23 من ايلول/ سبتمبر 2014، لتشمل الاراضي السوريه. واستهدفت الضربات الامريكيه معاقل تنظيم الدوله وتنظيم “خراسان” المقرب من القاعده.

واشارت الصحيفه الي ان دولا عربيه مثل المملكه العربيه السعوديه والاردن والامارات وقطر والبحرين، اوقفت مشاركتها في هذا التحالف، وتعللت بانشغالها بالعمليات العسكريه التي يشنها التحالف العربي بقياده السعوديه، ضد الحوثيين في اليمن.

وذكرت الصحيفه ان كندا انضمت الي الحمله الدوليه في شهر نيسان/ ابريل الماضي، وتلتها لاحقا تركيا، التي استهدفت معاقل تنظيم الدوله والمليشيات الكرديه. ثم اعلنت بريطانيا في شهر ايلول/ سبتمبر انها “وجهت ضربات جويه دقيقه، ضد مواقع لتنظيم الدوله تمثل تهديدا لمصالحها وامنها”.

وقالت الصحيفه ان اخر المعطيات تشير الي ان التحالف شن 7085 ضربه جويه خلال 415 يوما، منها 506 ضربه في العراق، و2579 ضربه علي الاراضي السوريه.

ولاحظت ان الدعم العسكري الذي توفره الولايات المتحده للفصائل السوريه يعتبر شحيحا ومحدودا، وهو امر يعلله الامريكيون بصعوبه التمييز بين المعتدلين والمتطرفين وسط عدد كبير من الفصائل المسلحه.

وقال التقرير ان الولايات المتحده الامريكيه بدات في ربيع العام الجاري برنامج تدريب وتجهيز للثوار السوريين في معسكرات في تركيا، بغرض اعدادهم لمجابهه تنظيم الدوله، وذلك علي غرار مشروع مماثل اطلق سابقا في الاردن لتدريب ثوار الجبهه الجنوبيه في سوريا.

وقالت الصحيفه ان الجنرال لويد ج.اوستن، قائد القياده المركزيه الامريكيه، اعترف بان اربعه او خمسه مقاتلين ممن دربتهم امريكا يقاتلون الان علي الارض، من اصل 75 مقاتلا تلقوا تدريبات علي يد الامريكيين، وهو رقم يبتعد كثيرا عن الهدف المعلن سابقا لتدريب 15 الفا خلال ثلاث سنوات، وهو ما يعد فشلا ذريعا، بحسب الصحيفه.

واشار التقرير الي ان التحالف الدولي قتل اكثر من 15 الف مقاتل من تنظيم الدوله منذ بدايه الحمله الدوليه، كما تم اغتيال 19 من اصل 43 قياديا بارزا في التنظيم.

ورغم مسارعه تنظيم الدوله بتعويض القتلي بقيادات جديده، فان المراقبين يرجحون انه لا يمتلك مخزونا كبيرا من القيادات المؤثره والقويه، التي سبق ان خاضت تجربه “جهاديه” طويله، مثل قيادات تنظيم القاعدة.

ولاحظت الصحيفه ان ضربات التحالف الدولي منعت تنظيم الدوله من التوسع علي حساب اقليم كردستان العراق، ولكنه في المقابل يسيطر حاليا علي منطقتي الموصل وسنجار.

وقد تم مؤخرا دحر مقاتلي التنظيم من محافظتي صلاح الدين وديالي، بعد ان سيطروا علي هذه المناطق التي تبعد 100 كيلومتر شمال العاصمه بغداد، منذ حزيران/ يونيو 2014.

وذكرت الصحيفه ان القوات العراقيه تواجه صعوبات كبيره في مواجهه تنظيم الدوله، رغم الدعم الامريكي الكبير لها، اذ لم تتقدم شبرا واحدا في منطقه بيجي، الواقعه علي بعد 200 كيلومتر شمال بغداد، منذ شهر نيسان/ ابريل الماضي، بعد ان قامت سابقا بتحرير تكريت عاصمه محافظه صلاح الدين.

ومنيت القوات العراقيه بانتكاسه كبيره في منطقه الانبار السنيه، في شهر ايار/ مايو الماضي، بعد ان سيطر تنظيم الدوله علي الرمادي، مركز المحافظه.

وقالت الصحيفه ان وحدات حمايه الشعب الكرديه، المدعومه من قوات التحالف الدولي، قد تمكنت من دحر تنظيم الدوله من عين العرب (كوباني) وتل ابيض ومناطق في سوريا متاخمه للحدود التركيه.