المحتوى الرئيسى

فؤاد سليمان.. نصب «تموز» يرتفع في قريته

09/30 01:08

تستعد بلديه فيع ولجنه تكريم فؤاد سليمان للاحتفال رسمياً وشعبياً، السبت المقبل، بتدشين النصب التذكاري للاديب الراحل في ساحه بلدته فيع، الي جانب منزل العائله.

هذا التكريم ليس الاول للمفكر الفيعاني، اذ ان اسمه اطلق علي مكتبات عامة، وعلقت لوحات رخاميه علي امكنه خلَّدها في كتاباته. الا ان ابناء فيع ارادوا اليوم من خلال هذا الحفل، التذكير بكتابات فؤاد سليمان الحيّه، في زمننا الصعب هذا، وتقديمه الي الجيل الصاعد بفكره العروبي القومي الحر، ومواقفه الوطنيه الجريئه، ورسالته الانسانيه.

وليد الابن المتوسط لسليمان بين ربيع ووسام، تعرف علي والده ممّن عاصروه فكراً وادباً واجتماعيات. اذ انه فقده في عمر لم يتجاوز السبع سنوات. وما يزال في كل مره يلتقي فيها احدهم يشعر بفخر كبير لما يسمعه عنه من مواقف تميز فيها «بالعزه والكرامه والوطنيه والشجاعه والنزاهه والاخلاص والحنان». اذ ان اديبنا الفيعاني عندما رُزق بوليد كتب رساله تمني فيها ان يكون ابنه «صالحاً، وثمره شهيه فيها خير للناس ولوطنه وللعالم». فهو لم يطلب له الجاه والمال والثروه علي حد تعبير وليد بل «الخير الذي يتمناه لوطنه». من هنا وجَّه رساله عتب علي «الدوله اللبنانيه ومؤسساتها التي لم تمنح مفكرها حقه من التقدير والتكريم». ويقول «ان عاد والدي الي الحياه وراي ما تشهده الساحه اللبنانيه من حراك مدني كان ليباركها ويدعمها لتقف متحده في وجه الطغاه والاميين والسياسيين الدجالين».

وفي حين كانت حياه فؤاد سليمان قصيره، اذ انه ولد في العام 1912 وتوفي في العام 1951، الا ان عطاءه كان مميزاً وغزيراً. فقد كان استاذاً للغه العربيه وادابها في الجامعه الاميركيه في بيروت من العام 1937 حتي وفاته. واسس النادي الادبي في الكليه الثانويه العامه في الجامعه الاميركيه. واشرف علي تحرير مجلته «صدي النادي». له الفضل الاكبر في تاسيس جمعيه «اهل القلم». وساهم في الصحافه اللبنانيه اديباً وشاعراً وناقداً ادبياً وسياسياً واجتماعياً. حرر بين عامي 1937 و1938 «زاويه من نافذتي»، و «ما اري وما اسمع» في جريده «النهضه». ومنذ العام1948 حتي العام 1950 تولي رئاسه تحرير مجله «صوت المراه». وفي العام 1949 حتي وفاته حرر زاويه «صباح الخير» في جريده «النهار» ووقَّع مقالاته باسم «تموز». له مقالات وكتابات ظهرت في «المكشوف» و «المعرض» و «الجمهور»، و «الرائد الطرابلسيه»، و «كل شيء» وغيرها من الصحف والمجلات.

منحته الحكومه اللبنانيه وسام المعارف من الدرجه الاولي عام 1951. وكرمته لجان وجمعيات ووسائل اعلام وجامعات عده.

والنصب التذكاري الذي سيعمل علي ازاحه ستاره رئيس بلديه فيع يعقوب عبود مع ابناء المُكَّرم واللجنه والوزيرين روني عريجي ورمزي جريج صممته المهندسه المعماريه رينا قرداحي التي ارادت من خلال شكله المبسط اظهار مدي تاثير كتابات فؤاد سليمان الخالده في الاجيال، وخرقها الجدار في مسيره مستمره للبقاء والسير نحو مستقبل افضل.

يذكر ان اعمال الاديب الفيعاني تضم «درب القمر»، «تموزيات»، «القناديل الحمراء»، «يا امتي الي اين»، «كلمات لاذعه»، «اغاني تموز»، «في رحاب النقد»، «يوميات ورسائل». وضمن الاعمال الكامله كتاب «فؤاد سليمان .. باقلامهم». وله اطروحه عن جبران خليل جبران ما زالت مخطوطه ومفقوده.

احب فؤاد سليمان بلدته فيع كثيراً، وتغني بكل شيء فيها، وجعلها محطه لادباء وفنانين كبار امثال سعيد عقل، مصطفي فروخ، الاخطل الصغير، حليم الرومي وميشال طراد وغيرهم. واحب لبنان من كل قلبه، وشارك رفاقه في رحلات القريه للتعرف الي معالمها علي حدّ تاكيد رئيس هيئه حمايه البيئه والتراث المهندس رفعت سابا. الذي قال فيه «ابرز ما ميّز فؤاد سليمان انه عاش ما كتب وكتب ما عاش». اذ انه ساعد في انشاء مركز للبريد في فيع، و»جمعيه الثبات الخيريه». وحاول العمل في الاصلاح فجابهته قسوه النفوس الوضيعه والحساسيات الرخيصه وفوضي الاداره. حتي قال «ما اقسي ان تصرخ في الفضاء.. وحدك، في بلد يسد اذنه وقلبه وعينه، ويمشي علي العمي..».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل