المحتوى الرئيسى

ساركوزي ينبش الماضي الاستعماري والجزائر تتجاهله

09/29 10:18

ونالت الجزائر استقلالها عن فرنسا في 5 يوليو/تموز 1962 بعد سبع سنوات ونصف السنه من ثوره تحريريه مسلحه خاضها الشعب بقياده جبهة التحرير الوطني، وحصل الاستقلال تتويجا لنتيجه استفتاء شعبي بشان تقرير المصير.

وجاء الاستفتاء بعد اشهر من المفاوضات بين الاحتلال وممثلين عن جبهه التحرير، وقع بعدها الطرفان في مارس/اذار 1962 "اتفاقيه ايفيان" التي تطرقت الي ملفات عده منها شروط استفتاء تقرير المصير، والنظم العامه، ووقف إطلاق النار، ومبادئ التعاون الاقتصادي والمالي واستغلال ثروات الباطن بالصحراء الجزائرية، والتعاون الثقافي والحريات العامة ووضع الجزائريين في فرنسا والفرنسيين بالجزائر.

ويعتقد كثير من الجزائريين ان هناك بنودا في الاتفاق بقيت سريه، وانه حتي المعلن عنها "لا تمثلهم لانها مجحفه ومنقصه للاستقلال". وليست "ايفيان" هي الاتفاقيه الوحيده، بل هناك عده تفاهمات اخري بين الطرفين وقعت كملاحق للاتفاقيه الاولي او اتفاقيات جديده، اهمها اتفاقيه عام 1968 التي تُعني باوضاع المهاجرين والمغتربين الجزائريين بفرنسا.

وقوبلت تصريحات ساركوزي التي لا تعد الاولي من نوعها تجاه الجزائر، بتجاهل جزائري رسمي، وقال الصديق شهاب المتحدث باسم حزب التجمع الوطني الديمقراطي -حزب السلطه الثاني- ان حزبه "لا يعير اي اهتمام لهذا الشخص لاننا اعتدنا علي مزاجه المتقلب، وفي كل مره يدلي بتصريحات ثم يتراجع عنها ويعتذر، ويقول انه قد اُسيء فهمه".

وقال شهاب للجزيره نت ان العلاقات الجزائرية الفرنسية "متينه وتاريخيه، نتجت عنها ظروف سياسيه واقتصاديه واجتماعيه، ولا اعتقد ان تصريحا او تصريحات من امثال هذا الشخص ستعكر صفو هذه العلاقات".

من جهته اعتبر الوزير الجزائري السابق عبد الرحمن بلعياط تصريحات ساركوزي "كلاما مُجملا وغامضا".

وقال للجزيره نت "اذا اراد هذا الشخص اعاده النظر في الاتفاقيات فليقل اي البنود تحرجه، ونحن مستعدون لذلك، لان الاستقلال اخذناه بسواعدنا وتضحيات الشهداء، اما ان يتحدث بالجمله هكذا فهذا شان فرنسي لا يعنينا".

لكن المعارضه انتقدت صمت السلطات الجزائريه، وحذرت من تداعيات هذا السلوك، واعرب رئيس "حزب الفجر الجديد" المعارض الطاهر بن بعيش عن اسفه من "تخاذل السلطه من الرد علي هذا الشخص".

واضاف ان "ساركوزي يتجاوز حدود اللياقه في كل مره، ويهين الجزائر، ولا يوجد من يرد عليه واخشي ان يطرح مستقبلا فكره اعاده الاستفتاء عن الاستقلال، ولا نجد من يضعه عند حده".

اما الكاتبه الصحفيه فتيحه بوروينه فقالت ان ساركوزي "ما هو الا امتداد لفكر جيسكار ديستان وعقيده اليمين المحافظ الذي حاول منذ سبعينيات القرن الماضي اللعب علي ملفي الهجره والاسلام كملفين يخيفان الفرنسيين".

نرشح لك

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل