المحتوى الرئيسى

فاروق شريف يكتب: فكروا باللجوء لأنفسكم | ساسة بوست

09/28 23:33

منذ 1 دقيقه، 29 سبتمبر,2015

سياج دول الاتحاد الأوروبي هذه الايام العصيبه يستحضر مشاهدا كانت قبل عشرات السنين تدعی التغريبة الفلسطينية.

فمن انتظار سوري علی امل العوده في دول الجوار الی بحث عن حياه الاقامه الشبه نهائيه خلف جبال الآلب، ربما لم تتغير ملامح الصوره الفلسطينيه عن الصوره السوريه، الا من حيث المسبب ففي فلسطين عرف العربن بل العالم كله، ان التهجير الفلسطيني من قبل اليهود هو اغتصاب جماعات قادمه من كافه انحاء العالم الی فلسطين.

تجمعها رابطه الدين الواحد وتسوغ مبرراتها باحقيه اثبتها الدين لها، وهو ما يعرف بارض الميعاد كنايه عن فلسطين وشعب الله المختار كنايه عن اليهود، لكن ما الهدف الممنهج من تهجير السوريين سواء بطريقه مباشره عن طريق القتل والتدمير لاي منطقه خرجت عن سلطه النظام او بطريقه غير مباشره، عن طريق بعث روح الهزيمه والاستسلام في نفوس السوريين من خلال الاطروحات السياسيه التي تقول بحتميه رسم خارطه جديده ديموغرافيا وجغرافيا من قبل الدول العظمی، وكان لسان حالهم يخبر السوريين (قضي الامر الذي فيه تستفتيان ).

ويبقی السؤال اليس الالم السوري ومن قبله الفلسطيني واحد وان اختلف المسبب.

لا يغيب عن ذاكره اي شخص انه قبل مائه سنه فقط، كان السوريون والفلسطينيون دوله واحده وكذلك الامر بالنسبه للعراقيين وغيرهم من العرب، وحتی عندما استعمر العرب من قبل الدول الأوروبية، كانت تلك الدول المستعمره تنظر اليهم ككل واحد يتفق بالجنس واللغه والثقافه والعقيده.

وعلی هذا تم اقتسام اراضيهم، ورسم حدود لها، وطرح نظريه الدول الحديثه التي انهت عصر الامبراطوريات الی غير رجعه، لكن المتابع للاطروحات المتزامنه مع الربيع العربي، والتي تتعلق باعاده تقسيم الدول العربية ورسم خرائط جديده يتبين له سقوط نظريه الدولة الحديثة وامكانيه تغير الحدود وفقاً لمتغيرات الزمن والاحداث.

فمن العجب المؤسف ان العرب يؤمنون بامكانيه تقسيم المقسم، بل يسلمون له وفي نفس الوقت ينكرون امكانيه الوحده، بل يسخرون من هذه الاطروحه ويعتبرونها جزء من التراث الذي يصلح لتاريخه لا لتحقيقه.

سبعون عاماً فقط هي الفاصل بين المحنه الفلسطينيه والعراقيه ثم السوريه ودون ان يتحرك الدول العربيه الاخری ساكناً بل علی العكس تمضي القياده في مصر وهي اكبر قوه عربيه الی المضي في تدميرها اقتصادياً وبشريا ممايجعلها مهياه لمحنه قد لا تحمد الايام عقباها فكيف تقر العيون العربيه وهي تشاهد هذا التسلسل الزمني للماسي دوله تعقبها دوله اخری.

كل قارئ للتاريخ لابد ان يمر علی محنه خروج العرب من الاندلس بعد ثمانيه قرون مشرقه ، ايضا كانت الاندلس دوله واحده الی ان جاء عصر ملوك الطوائف فتقسمت الی اكثر من عشرين دويله وبعدها بدات تلك الدويلات تسقط واحده تلو الاخری ، فلو اسقطنا الحاله التاريخيه الاندلسيه علی واقعنا الحالي لتوصلنا الی ما ستؤول الامور اليه مستقبلاً.

فمثلاً عند سقوط طليلطه سنه (478ه ) بيد القشتاليين كانت دول الطوائف الاخری تنظر الی دويلاتها كوحده منفصله لن يفكر القشتاليون في مهاجمتها ونظروا الی محنه اهالي طليطله كالنظره العربيه هذا الزمن الی محنه السوريين ، شفقه وحزن دون ان يحركوا ساكناً وكانهم خارج الحسبان

وما ان توالت السنون حتی بدات الدويلات الاندلسيه تتساقط واحده تلو الاخری بفواصل زمنيه تركتهم مطمانين البال غير مكترثين لمصيرهم المنتظر مع علم في قراره انفسهم بحتميه وقوعه ، فسقطت سرقسطه واجلي اهلها وبلنسيه وقرطبه واشبيليه وغيرها الی ان كانت سنه (897ه )هي نهايه الوجود العربي في الاندلس بسقوط غرناطه .

لم تكن الاندلس هي المثال الوحيد، بل الحروب الصليبيه جسدت الواقع العربي نفسه والمصير نفسه دون اعتبار ولا تحرك ، وهذه الايام تعيد كره سالفاتها بنفس الطريقه ونفس الادوات، فكيف بالعرب وهم يرون الاحتلال الروسي والايراني الواضح لسوريا ثم كيف سيامن الجوار السوري علی نفسه بعد هذا الاحتلال.

وهذا عينه ما قاله الشاعر في سقوط طليطله واثبت المستقبل صحه قوله : من جاور الشر لا يامن عواقبه / كيف الحياه مع الحيات في سفط

حري بالدول العربيه ان لم تجد في المواجهه ان تبحث لها عن اوطان تلجا اليها بدلا من مناقشه لجوء السوريين وامكانيه استقبال العرب لهم ، فايضا كانت سوريا ملجا للفلسطينيين والعراقيين وهاهي اليوم تبحث عن ملجا لها مع الذين لجاوا اليها فالعرب مطاردون من ملجا الی اخر بينما مفاتيح العوده قد صدات،

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل