المحتوى الرئيسى

أشرف أبو الخير يكتب : تاه في الزحمة (6) القول السديد في واقعة بنت سعيد

09/28 19:02

في مشهد معبر من مسرحيه “تخاريف” للفنان الكبير محمد صبحي، في دور الجرسون طويل الانف اخنف الصوت، وقف محدثاً الفنان الراحل شعبان حسين، حاكياً عن السيده التي اخذته الي غرفتها، وخلعت عنه معظم ملابسه لتعطي طفلها درساً مصيرياً : (لو مشربتش اللبن هتبقي زي عمو كده).

وحين نسقط ما سبق علي الاعلام المصري، سنجد الصوره غايه في الوضوح.. اعلاميين واعلاميات بصوت اخنف ذو نبره وحيده لا يسمحون بصوت اخر يجاورهم علي الساحه، طالت انوفهم من كثره الكذب والتدليس والتضليل، تعروا امامنا جميعاً بعد كل ما مارسوه علينا من تغيير بالمواقف والادعاء والسطحيه… كما انهم يصلحون جداً لان يقفوا جميعاً صفاً واحداً امام طلبه الاعلام والاطفال لنعلمهم انه (لو مكنتش مهني وفاهم شغلك هتبقي زي الناس دول كده).

المقال لن يتكلم عن المذيع العضلات الذي كان واعياً لتصويره بالصوت والصوره، ورغم هذا لم يحافظ علي الهاله المحيطه به كشخصيه عامه وقرر تبادل الايماءات والالفاظ الخادشه للحياء مع بعض مخالفيه في الاراء السياسيه… ولن يتحدث مع حضره ناظر مدرسه الاعلام المصري (وهو منصب يتشاركه ثلاثه علي الاقل) الذي يجلس امامنا لساعات ينقل لنا خلاصه علمه ودرايته كجهبذ من الجهابذه، لا ضيوف بالمشهد، ولا تقرير ان امكن، فحضره الناظر قرر ان يجلس امام قطيع المشاهدين ليعلمنا كيف يكون التفكير… ولن يكون عن الفنانه فلانه الفلانيه التي تتحفنا بارائها في ملفات السياسه والمجتمع ولن يكون عن فلان او علان … فلكل هؤلاء كلام منفصل، ولكل حادث حديث.

مقال اليوم سيكون عن دره تاج المشهد الاعلامي المهترئ … الفنانه الشابه … ريهام سعيد.

منذ زمن بعيد، وحين تعرفت الي الدرر الاعلاميه التي تقدمها ريهام سعيد (بلا القاب) حير قلبي سؤال غايه في الاهميه: ما هذا يا امراه؟؟!!!

وظل السؤال يدور كلما شاهدت لها حلقه هنا او هناك، فيديو لطريقه حديثها مع ضيوفها، او اسمع عن حادثه شخصيه لها مره تلو المره … اننا نتحدث اليوم عن المذيعه التي اخرجت الرجل المؤدب الوقور (يسري فوده) والذي وان اختلفت معه في اي شئ لن تختلف علي مهنيته وادبه الجم، اخرجته عن صمته ووقاره!! وهي من نوادر الامور.

الجهل المطبق، والعنجهيه، والتعالي علي الاخرين، والاعتماد علي موضوعات سطحيه وتافهه صنعوا من ريهام سعيد شخصيه معروفه… وفي المقابل صنعت الثقافه والادب والتواضع وحُسن اختيار الموضوعات من مذيعين ومذيعات اخرين شخصيات (مرموقه) … والفارق شاسع

ريهام وامثالها، مسؤولون في رايي عن حاله التوهان التي يعيشها الاعلام المصري، عن حاله التردي المؤسفه التي نراها يومياً بلا انقطاع، والانحدار الفكري والاخلاقي الذي نضطر الي التعامل معه، فما الذي تعرفه ريهام عن قضايا الفقر والجوع، ما الذي تعيه عن كارثه انسانيه بحجم اللجوء، ما الذي تفهمه عن طبائع البشر وحالتهم النفسيه ان طالهم الاذي وان تعرضوا لضغوط…. ما هو مدي ثقافه ريهام وحجم معارفها في اي مجال (الدين/ السياسه/ علم الاجتماع/ اللغات/ الانثربولوجي… الخ)… بالاحري، متي جلست لاخر مره وقرات كتاباً في اي فرع من الفروع؟؟ …. اجزم ان الاجابه ستكون سلبيه فان شخصاً يقرا لابد ان يكون علي درجه من الوعي مهما كانت صغيره، وريهام في الواقع لا تعي علي الاطلاق مدي رداءه ما تقدم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل