المحتوى الرئيسى

التدخل الروسي يقوي عزم الأسد للبقاء في السلطة

09/28 19:54

تهدف التعزيزات العسكريه الروسيه في سوريا في المقام الاول لدعم الرئيس بشار الأسد ومساعدته في تعزيز وضعه في منطقه نفوذه الساحليه للتي يسعي فيها لدعم التجمعات السكانيه التي تشكل قاعده قوته في وقت يعاني فيه جيشه من التعثر.

ويعتقد اغلب الخبراء في الشان السوري ان هذه التعزيزات قضت علي اي احتمالات لتغيير النظام بالقوه العسكريه رغم اقتراب جيشه من حافه الانهيار في مواجهه تقدم جماعات المعارضه وانها ستعزز حدود التقسيم الفعلي لسوريا.

ويقول سكان في اللاذقيه التي تعد معقلا للاقليه العلويه التي ينتمي اليها الاسد ان ازدياد الوجود العسكري الروسي بدا في اوائل يونيو حزيران وبدات معه الاستعدادات لتفكك الدوله التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمه في نهايه المطاف.

وقد ازداد عدد سكان اللاذقيه لاربعه امثاله خلال سنوات الحرب الاهليه. وتعمل الحكومه علي تسهيل توطين اقليات اخري مثل المسيحيين والشيعه.

لكن لان معظم السوريين من السنه فان الفارين الي المنطقة الساحليه لا يسمح لهم بنقل سجلهم المدني اليها في خطوه تهدف للحيلوله دون تحول الطائفه السنيه الي خطر علي الطائفه العلويه.

ويبدو من المستحيل ان تتمكن روسيا من قلب الوضع بعد ما منيت به القوات الحكوميه السوريه من خسائر ما لم تتدخل بقوات بريه وذلك بعد ان اصبح نحو ثلثي مساحه سوريا تحت سيطره مقاتلين مناهضين للحكومه اغلبهم من الاسلاميين سواء كانوا من المعارضة السورية التي تدعمها قطر والسعوديه وتركيا او من تنظيم الدوله الاسلاميه القادم من وراء الحدود.

لكن محللين يقولون ان ارسال قوات بريه روسيه الي سوريا غير وارد حتي الان.

وما يبدو واضحا هو ان الدافع وراء الخطوه الروسيه هو الانزعاج من الخسائر التي تمني بها قوات الجيش السوري في ساحه المعركه بوتيره سريعه اثارت الشكوك في بقاء اسره الاسد التي ظلت علي مدي عشرات السنين اوثق حلفاء موسكو في الشرق الاوسط.

فعندما بدا مقاتلون اسلاميون يهددون مدينه اللاذقيه الساحليه معقل الاقليه العلويه التي ينتمي اليها الاسد وبالقرب من القاعده البحريه الروسيه في طرطوس - وهي المنشاه البحريه الوحيده لموسكو في البحر المتوسط - قرر الكرملين التدخل.

وترجع العلاقات الوثيقه التي تربط روسيا بالحكومه السوريه الي العهد السوفيتي عندما كانت موسكو تعول علي الرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار كحليف قوي.

وحتي قبل التعزيزات الاخيره كان لموسكو فرق من المستشارين والمدربين العسكريين علي الارض في سوريا.

ويقول مراقبون يتابعون الوضع عن كثب في سوريا ان خطه روسيا هي مساعده القوات المواليه للاسد وتدعيم الجيب العلوي في المنطقه الساحليه الجبليه في الشمال الغربي.

فاذا ما اضطر الاسد للخروج من دمشق وسقطت العاصمه سواء في ايدي تنظيم الدوله الاسلاميه او غيره من التنظيمات الاسلاميه سيصبح لديه موقع حصين يلجا اليه في اللاذقيه هياته له روسيا وغيرها من حلفاء الحكومه السوريه مثل ايران وحزب الله اللبناني.

ووسط الغموض الذي يكتنف اهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المبهمه في سوريا توجد اراء مغايره عما اذا كانت موسكو تنوي ان تتبع هذا الاستعراض الاقليمي للقوه بمبادره دبلوماسيه لانتشال سوريا من دائره الحرب الاهليه التي تدور فيها منذ اكثر من اربع سنوات.

لكن ثمه شبه اجماع علي ان القوات الحكوميه السوريه اصبحت منهكه وان التدخل الروسي سيعجل بتقسيم البلاد الي اقاليم متحاربه.

ويقول روبرت فورد السفير الامريكي السابق في سوريا والذي عمل فيما بعد مبعوثا خاصا لها ثم استقال بسبب اختلافه مع سياسه اوباما في سوريا ان الروس سارعوا الي ارسال قوات جويه ومزيد من العتاد البري.

ويضيف "هذا يجعلني اعتقد ان نظام الاسد اصبح فعلا في غايه الضعف وان الروس ارتعبوا."

ويشير فورد الي انه رغم ما يردده الكرملين من ان التعزيزات جزء من الحرب الدوليه علي تنظيم الدوله الاسلاميه فان هدفه الاساسي هو دعم وضع الاسد والدفاع عن راس الجسر الروسي علي الساحل الشمالي الغربي لسوريا.

وتساءل فورد "لماذا تضع الوحدات الجويه في اللاذقيه بدلا من دمشق اذا كنت تريد ان تقاتل الدوله الاسلاميه؟ ولماذا ترسل معدات مضاده للطائرات في حين ان الدوله الاسلاميه ليس لديها اي قوه جويه؟"

واضاف "لذلك يبدو لي ان الهدف من وراء ذلك هو مساعده الاسد اولا. فهذه هي المهمه رقم واحد وربما كانت المهمه رقم اثنين مهاجمه الدوله الاسلاميه لكن المهمه رقم ثلاثه علي الارجح مهاجمه عناصر اخري من المعارضه (في شمال غرب سوريا) ربما في ادلب وربما في اللاذقيه."

وهو لا يري "اي دليل علي ان الروس سيتخلون عن الاسد ويجازفون باستقرار ما يتبقي من الدولة السورية حتي اذا كان الحفاظ علي الدوله السوريه في شكلها المصغر اكثر اهميه من بشار."

ويقول مسؤول سوري كبير سابق ان "الاسد طلب من روسيا التدخل لانه يائس ولان الجيش ينهار" مضيفا ان الرئيس السوري اطلع الموالين له علي ان موسكو لن تقدم تعزيزات واسلحه فحسب بل ستتولي قياده سلاح الجو.

واضاف المسؤول "التدخل الروسي هو لمساعده الاسد في الحفاظ علي الوضع القائم والحفاظ علي مناطق النظام - الجيب (الشمالي الغربي) ... اما اذا ارادوا استعاده مناطق اخري فسيحتاجون لقوات بريه بالالوف ولا اعتقد انهم يريدون ذلك."لكن لديه شكوكا في فرص نجاح الاسد في المدي الطويل. اذ يقول "سيسمح هذا للنظام بالاستمرار في سياسه عدم التفاوض مع المعارضه لكنه لن يحل المشكله."

ويقول فواز جرجس الخبير في شؤون الشرق الاوسط بكليه الاقتصاد في لندن ان التحرك الروسي يمثل نقطه تحول لكنه لا يغير كثيرا في ميزان القوي علي ارض المعركه في سوريا.

وقال "هو نقطه تحول في تقويه عزم الاسد وفي الاساس اضعاف او الغاء اي احتمال لرحيل الاسد عن الساحه عاجلا لا اجلا."

واضاف "اري ان التدخل العسكري الروسي في سوريا يظهر ان الاسد لن يرحل علي النقيض مما تحاول الولايات المتحده وتركيا وقطر والسعوديه ان تقوله او تفعله."

ويري ايضا ان تعزيز الوجود الروسي سيعزز في الوقت نفسه شعور الاسد بانه لا الولايات المتحده ولا تركيا ولا اي قوه اقليميه اخري ستتدخل تدخلا حاسما بما يكفي لتغيير ميزان القوي بعيدا عن وضع الجمود.

ويقول "الامريكيون كانوا سعداء بان الاسد يعاني من الاستنزاف لكنهم يعتقدون الان ان روسيا ارجات في افضل الاحوال امالهم في حدوث انتقال سياسي."

ومع ذلك فان بوتين الذي يري في تحرك بلاده في سوريا جزءا من محاوله روسيه اوسع للعوده الي ساحه الشرق الاوسط اقدم علي مجازفه.

ويقول جرجس "روسيا الان تقدم علي مخاطرات كبيره. فسوريا مستنقع الكل فيه يغرق في الاساس. الكل يخسر وربما يثبت ان سوريا مقبره لنفوذ روسيا في الشرق الاوسط.

"فلا توجد دوله. سوريا اختفت وكل ما تبقي مقاطعات والاسد اصبح واحدا من امراء الحرب الكبار."

ويعتقد كثير من المحللين انه في حين ان الدول الاوروبيه والولايات المتحده وخصوم الاسد علي المستوي الاقليمي بداوا يدركون رغما عنهم ان اسره الاسد ستظل في المعادله المميته في سوريا في الوقت الحالي فهذا لا يعني انها ترغب بالضروره في التعاون الوثيق مع بوتين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل