كنت شاهدا في منى… حج VIP قتل ضيوف الرحمن مرتين

الاثنين 28 سبتمبر 2015 - 07:45 بتوقيت غرينتش

كنت شاهدا في مني… حج VIP قتل ضيوف الرحمن مرتين

هذه ليست موجه لنركبها، وما كان ديدننا ركوب موج خاصه منه المخضب بدماء الناس، بل هي جريمه منكره ومدانه، وحدث لا محاله يستدعي منا التعبير عن موقفنا بكل وضوح وصراحه وصدق، وكل ما تقتضيه المسؤوليه سواء بوجه حكام هذه الامه تعيسه الحظ بهم، اوعرض شهاده الحق امام القارئ بكل امانه وموضوعيه.

نعم لدينا تحفظات كثيره ونعتقد انها محقه بخصوص اداره السلطه السعوديه للبقاع المقدسه والحرمين الشريفين، وقد اشرنا لبعضها في مقال سابق، منها علي سبيل المثال لا الحصر، استغلإل آلسلطه للحرمين الشريفين وهما “وقف علي الأمة الإسلامية جمعاء” من يوم وجدت الي يوم يبعثون، للاشهار لبعض رموز عائله الملك وتخليد اسمائهم؛ لم ولن نستسيغ تسميه بعض ابواب الحرمين الشريفين باسماء ملوك عائله ال سعود، ومن الجهل المركب ان يضاف لاسم الملك صفه “الجلاله”؛ راينا بام اعيننا في الحرمين الشريفين ومنها كنا ندخل ابوابا كتب اعلاها اسم مجرد من كل صفه تفخيم اوتعظيم مثل باب “ابوبكر” وباب “علي” وباب “السلام”؛ مع ان اصحابها رموز الامه جمعاء وليس مجرد رموز قبيله اومنطقه اوحتي شعب، ومع انه كان بالامكان اضفاء صفه “امير المؤمنين” او”خليفه المسلمين”.. لكن الساده الاوائل ولعلمهم بعظمه “حرم الله” لم يتجراوا علي اضفاء تلكم الصفات؛ وفي المقابل وجدنا بعضهم فرض اسمه علي ابواب استحدثها وامتنعنا عن دخولها، وقد تقدم بلفظي “باب جلاله الملك كذا”، اي جلاله واي ملك هذا امام بيت الله وملكه وجلاله؟ انها ليست جهاله من المعني فحسب، وانما كذلكم بؤس وتعاسه علماء البلاط الذين لم يستنكروا سوء الادب، والغلو في الغرور والتعالي لدرجه العمي. اي احمق ذلكم الذي يصف نفسه بـ “الملك” في حضره رسول الله (صلي الله عليه واله)؟ وهل في ذلكم المقام الذي لا يناطحه مقام رفعه وسموا وعظمه مكان لصفه الملك والجلاله؟ لا شك لدينا بان المعنيين جميعا حكاما وعلماء لا يعون بالمره في اي بقعه مقدسه هم.

لكن ارواح المسلمين كما سائر البشر غاليه واكثر اهميه مما سبق ذكره، وقد اعادت فاجعه يوم النحر التي وقعت وراح ضحيتها زهاء الف من ضيوف الرحمن، لذاكرتي مشهدا مروعا كنت قد عشت تفاصيله منذ عقد من الزمان؛ مضي يوم عرفات حينها ككل ايام عرفه التي مرت، سكينه ودعاء وسلامه وعافيه، مع ان كل الحجاج هناك، ولعل القارئ يلاحظ معي، ان نفس الحجاج اشخاصا وعددا لا يتسببون في كارثه بحجم التي وقعت، لا في الحرم المكي عند طواف القدوم ولا الافاضه والوداع، ولا يكون جهلهم كما نعتوا وعدم التزامهم مدعاه لكارثه في السعي ولا في يوم التروية حيث مني كما هي، ولا عند الذهاب الي عرفه ولا يومه، ولا في النفره الكبري علي خصائصها الجليله والعظيمه، ولا بمزدلفه، لا يظهر جهل ضيوف الرحمن وتدافعهم الا عند رمي الجمرات !!!؟ المهم قضينا ليلتنا بمزدلفه وبعد صلاه الصبح مضينا لمني؛ اسجل هنا اننا في اليوم الاول لم نقف اي اشكال وقع عند الرمي، واذكر حينا كان جسرا واحدا بالغ السعه، وشخصيا اديت هذا المنسك من فوقه، ومن كان معي بكل ارتياح وسكينه وهدوء؛ لكن في اليوم الثاني من ايام التشريق وحين ذهبت بعد الزوال تحديدا، لاحظت ان الجسر قد سدته ثلاثه صفوف من الجيش السعودي، وتوهمت وانا اري الجسر خاليا تماما الا من عناصر الجيش، ان هناك اصلاحات ضروريه طارئه لابد من ادخالها علي الجسر حمايه للحجاج، هؤلاء الذين توجهوا حتما نحوالطابق الارضي وكنت من بينهم؛ لن انسي ما حييت تلكم اللحظه من حياتي، حين رميت بالحصاه الاخيره دفعتني بقوه من الخلف موجه بشريه، فاوقعتني تحت اقدام الناس، ما كنت لاعيش لهذا اليوم، لولا لطف الله الذي اجراه علي يد حاج اقتلعني من مكاني اقتلاعا، لانهض واغادر طبعا ليس من الاتجاه الذي دخلت منه، ولكن من حيث كان يغادر الحجاج بعد الرمي، هوشبيه بالسيل عليك ان تسير وتسايره، حتي لا يصطدم القادمون مع المغادرين، تسيير الهي بديع، وضمير جمعي ما لم يتدخل فيه هوي الفرد يمضي كنواميس الطبيعه؛ حين عدت لخيمتي بمني تلقاني رفاقي بعبارات التهنئه علي السلامه، لم افهم السبب فلا احد منهم كان معي لحظه وقوعي تحت اقدام الحجاج، ولم اروي الحادثه بعد لاحد وما كنت لافعل؛ وكانت صدمتي حين علمت بان الفضائيات تنقل مصرع اكثر من ثلاثمائه حاج علي المباشر ساعه كنت هناك؛ وبنفس العبارات والتبريرات التي نسمعها اليوم: جهل الحجاج، تدافعهم، عدم التزامهم بالتعليمات وغيرها من هذه الاراجيف والاباطيل.

بقيت علامه الاستفهام قائمه في ذهني حول سبب غلق الجسر، وعلمت من مسؤول رفيع بعدها، ان احد الملوك العرب جاء لرمي الجمرات ساعتها، لم استوثق من صحه المعلومه، حتي اكدت القناه الرسميه لبلد ذلكم الملك ان جلالته قد ادي مناسك الحج وتبشر بعودته غدا (ومن استعجل فلا اثم عليه) سالما الي شعبه وكرسي عرشه؛ المصيبه مصيبتان: الاولي هي يقينا اخلاء الجسر لجماعه VIP وتحويل ضيوف الرحمن قسرا وحشرهم، فلا القادمون يعلمون بان آمامهم عدد هائل من الحجاج، ولا الذين كانوا يؤدون منسك الرمي يعلمون بان امواج الحجاج ستحول نحوهم. والمصيبه الثانيه: ان يزف خبر الفاجعه لاهالي الحجاج مرفقا باتهام الضحايا بالجهل وعدم الالتزام بالتعليمات. ولنتساءل: ما لهؤلاء الضحايا لم يركبهم هذا الجهل الا ها هنا؟ في الطواف زحمه وفي السعي كذلك وفي يوم الترويه وفي يوم عرفة ومسجد نمره وفي المزدلفه؟؟؟؟ اما كان يكفي اهل الحجاج خبر الفاجعه حتي يضاف اليه السب والاهانه بل الاتهام بالتسبب في الجريمه !!!. لقد كنت في حضره رسول الله (ص) قرابه منتصف الليل، في المواجهه الشريفه التي كانت تغص بضيوفه هو لا ضيوف ملك او امير، وقطعوا مسافات من اركان الارض لزيارته هو(صلي الله عليه واله) لا تلبيه لدعوه “صاحب جلاله اوصاحب عظمه”، حين دخل فجاه عشرات من رجال الامن والجيش، وقاموا بطرد ضيوف الرسول (صلي الله عليه واله) من بين يديه، دون مراعاه لقدسيه المكان ولا لعظمه صاحبه ولا لخاطر هؤلاء الضيوف، واخرجوا بالقوه من الروضه الشريفه، لماذا؟ وهذا ما شاهدته وعشته بنفسي، لان “فخامه” رئيس عربي (مخلوع الان ومجار من قبل العائله الحاكمه في ارض الحجاز) وحرمه المصون السيده الاولي، جاءا لزياره الرسول؟ اتدخل علي رسول الله بالحراسه والسلاح؟ اويطرد ضيوف الرسول من مجلسه؟ باي وجه حق يفعل بنا هذا؟ انه VIP. اوهناك VIP عند الله ورسوله؟ من الجهله في هذه الحال؟ ضيوف الرحمن !!!؟ لا اعتقد ان هناك ابعد جهلا وحماقه وسفها ممن يستحضر صفه VIP في الاماكن المقدسه، ويتعامل بصفتها في حضره وحرم الله ورسوله.

استحضرت باختصار هذه التفاصيل، وقد قفّ شعر راسي، وانا استمع للواء (المحترم) منصور تركي، وهو يؤكد بان جماعه VIP لا يمكنها ان تتسبب في مثل هذه الكوارث، والحجه وفق طرحه ان لدي هذه الجماعه “طرقاتها المخصصه لها”؛ لم ينتبه حضره اللواء الي ان هذه الطرقات بالضروره تنتهي لاماكن محدده؛ وهي مواقع المناسك، وهنا “الجمرات”، وهنا مسرح الاحداث في اغلبها، ما يعني انه اكد من جهه وجود جماعه VIP واكد ان لهم طرقاتهم، واكد من حيث لا يدري انه عند التقاء هذه الطرقات مع طرقات بقيه خلق الله عند مشعر مني بالضروره تقع الكارثه؛ اللهم الا اذا كانت هناك “جمرات” مخصصه لجماعه VIP لا علم لنا بها.

ختاما ارفع صادق عبارات التعازي والمواساه لاهالي الضحايا من يتامي خلفوهم وارامل وثكالي وبقيه ارقاربهم، ونهنئ السلطه السعوديه خاصه بالاحتفالات البهيجه بعيد الاضحي وما رافقها من مظاهر الترف واللامبالاه ونشيد بقصائد الشعراء الذين تفتقت قرائحهم بابلغ صور الدجل والكذب والمداهنه، ونقرن التهاني لاصحاب العمائم الذين البسوا الباطل بالحق ورفعوا اكفهم في عرفه وعند البيت وهم يؤمون ضيوف الرحمن بالدعاء علي مكونات من الأمة العربية والاسلاميه؛ ونشيد ونشد علي ايادي جماعه VIP من رؤساء وملوك، الذين تضامنوا مع طبقتهم، ولا احد منهم ندد اواستنكر اوحتي اعلن حدادا علي مواطنيه الذين لقوا مصرعهم اول ايام العيد……………… ولنا موعد يوم القيامه لاستكمال التهاني والتبريكات، ننصح جماعه VIP ان يصطحبوا معهم عنده، حرسهم الشخصي وعسكرهم بسلاحه، وان يقدموا انفسهم كذلك حينها بين يدي ملك الملوك ورب العالمين، بصفاتهم “جلاله الملك” و”فخامه الرئيس″ لعل وعسي فلاح