المحتوى الرئيسى

النزوح.. محنة الخوف والعوز بالصومال

09/27 16:57

قصه مدينه علي مع النزوح ليست بالجديده، فهي نازحه اصلا من مدينه بورهاكابا علي بعد اكثر من مائتي كلم جنوب غرب مقديشو بعد ان اجبرها الجفاف وقله ذات اليد علي ترك مرابع الطفوله، لتجد نفسها مجرد رقم من نحو مليون نازح يتوزعون علي اكثر من ثلاثين مخيما في العاصمه وضواحيها وخارجها.

وفي مخيم جيلي جنوب مقديشو، القت اخيرا عصا التسيار واتخذت مخبا من القماش والزنك حيث تعيش يوميا علي امل مجيء زوجها العامل محملا بلقمه عيش تطفئ لهيب بطون اولادها السبعه.

حال مدينه رغم بؤسه يبدو احسن بكثير من اخريات غيرها في هذا المخيم، فلديها علي الاقل من تركن اليه للتغلب علي نوائب الدهر.

اما هنديه ادم علي (25 عاما) فترابط وحيده باولادها الخمسه بعد ان تُوفي زوجها برصاص طائش في معارك بين المحاكم الإسلامية والقوات الاثيوبيه عام 2007.

تحكي هنديه كيف اضطرت اسرتها قبل ثماني سنوات من موت عائلها للنزوح من مدينه بيدوا بعد ان فقدت كل مواشيها في موجه جفاف ماحق.

تعيش هنديه علي ما تجنيه من عائد غسل الملابس لاسر داخل المدينه، وتقول انها لم تتلقَ اي مساعده من جهات خيريه منذ اكثر من عام، وهي شكوي تكررت مع اكثر من عائله.

مهنه غسل الملابس لجات اليها كذلك نورتا عبد الله (29 عاما) لاطعام اولادها الاربعه بعد ان فقدت زوجها في قصف مدفعي عام 2007 علي سوق بكارا الشهير.

وكانت عائلتها قد نزحت قبل ذلك بسنتين من مدينه جنالي علي بعد 110 كيلومترات جنوب مقديشو.

ونظرا لحجم الماسي الانسانيه يبدو ما تجود به المنظمات الخيريه الاقليميه والدوليه ضئيلا رغم ان بعضها يقوم بجهود معتبره.

قطر الخيريه من تلك الجهات التي لها حضور بارز في المنطقه منذ 2007 وتعزز عملها مؤخرا بتنفيذ مشاريع رائده اثنت عليها الجهات الدوليه، وفق مدير مكتبها بالصومال محمد حسين عمر.

وفي عام 2011 احتلت قطر الخيريه المرتبه الثانيه من حيث مد يد العون للصوماليين بعد برنامج الغذاء العالمي.

وقد نفذت مؤخرا مشاريع انقاذ عاجله لصالح النازحين المتضررين من الجفاف في مخيم بدبادو وثلاث قري نموذجيه بمقديشو واربع محافظات بالجنوب، وبلغ عدد من استفادوا من هذه المشاريع ثلاثمائه الف شخص.

وتقوم الهيئه القطريه اليوم بتنفيذ مشروع سمّته "اعمار" لعوده النازحين لمناطقهم الاصليه عن طريق توفير الماوي لهم وتنفيذ فرص عمل، وقد استفادت منه الي الان ثلاثه الاف اسره.

كما تنفذ مشروعا اخر بولايه "بونت لاند" بعنوان "انعاش" استفادت منه حتي اليوم ثلاثمائه اسره تلقت كل منها عشرين راس غنم او قوارب صيد، فضلا عن قوافل طبيه وبناء مدارس.

ويقدر المنسق بهيئه اداره الكوارث التابعه لوزاره الداخليه الصوماليه عبد الفتاح شيخ محمد عدد النازحين داخليا بنحو سبعمائه الف، في حين تقدره مفوضيه شؤون اللاجئين التابعه للامم المتحده بنحو 1.1 مليون.

ويقول شيخ محمد ان المفوضيه تبالغ في ارقام النازحين للحصول علي تبرعات دوليه يذهب اغلبها لمصروفاتها الاداريه.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل