المحتوى الرئيسى

«فاسا».. جوهرة البحرية السويدية التى التهمها البلطيق بعد إبحارها بميل واحد

09/27 09:15

«اذا لم تزر متحف فاسا فانت لم تزر السويد».. هذه عباره ستتكرر علي مسامعك متي سالت اي سويدي عن افضل المعالم السياحيه في العاصمه ستوكهولم وفي بلاده بشكل عام.

«الشروق» زارت هذا المتحف، الواقع علي شاطئ بحر البلطيق في ستوكهولم، والذي يضم بين جنباته «فاسا» السفينه الوحيده العملاقه الباقيه في العالم من القرن السابع عشر، ومع اكثر من 95% من قطعها الاصليه المحتفظ بها والمزخرفه بمئات من النقوش المنحوته، وهو ما يجعلها كنزا فنيا فريدا من نوعه، وواحده من ابرز القطع البحريه التاريخيه في العالم.

لهذه السفينه قصه تحمل معني التراجيديا في اوسع تجلياتها، فقد بنيت في عامي «1626 ــ 1628»، بناء علي اوامر الملك «جوستاف ادولفوس» ملك السويد الذي كان يسعي للسيطره علي بحر البلطيق في هذه الفتره، ولذلك اراد تصميم سفينة حربية ذات كفاءه قتاليه عاليه جدا، وتحتفظ في الوقت نفسه بشكل ملكي من الخارج، وهو ما استلزم ترصيعها بزخارف واعمال فنيه غايه في الروعه والجمال، لكن هذا التصميم الفريد الذي يجمع بين القدره القتاليه وروعه التصميم جعل الملك يتدخل بشكل او باخر في تصميمها بطريقه عبثيه، لاسيما وانه اراد وضع عدد اكبر من المعتاد من المدافع علي متن السفينه، وبلغ ارتفاعها خمسه ادوار وطولها 100 متر.

يقول الفيلم التسجيلي الذي يعرض بالمتحف عن هذه السفينه بالعديد من اللغات انه في العاشر من اغسطس عام 1628 ابحر عدد من السفن الحربيه الملكيه من ميناء ستوكهولم، وكانت اكبرها سفينه «فاسا»، التي اطلق عليها اسم السلاله الحاكمه. ولتمييز المناسبه الجليله كانت تطلق التحيه لها من المدافع التي تنطلق من موانئ واقعه بطول جوانبها، واثناء قيام السفينه الضخمه بتحديد طريقها ببطء تجاه مدخل الميناء فقد هبت فجاه عاصفه تمخض عنها ميل السفينه، ولكن اصلحت وضعها مره اخري. وهبت عصفه ريح ثانيه ادت الي قلبها علي جانبها، وانسكبت المياه عبر منافذ المدافع المفتوحه، وغطست السفينه بالقاع اخذه معها علي الاقل 30 وربما اكثر من 50 فردا من واقع 150 فردا من طاقمها. وكان ذلك بنحو 333 سنه قبل ان تبرز السفينه مره اخري الي وضح النهار.

وفي عام 1961 جرت عمليه انتشال السفينه الغارقه بعد 333 عاما علي غرقها، كانت عمليه من نوع خاص، مغامره كبري في رفع هيكل مترهل من اعماق القاع، لتستقر علي الشاطئ بالقرب من مكان غرقها، وبني حولها متحف «فاسا» الذي صممم بناء علي حجم السفينه.

تقول الماده الفلميه التي توثق بشكل دقيق مراحل اكتشاف السفينه وانتشالها ان «فريق العمل بقي لمده 17 عاما يرش علي السفينه مواد شمعيه، فقط من اجل ان تحافظ علي تماسكها، في صيف عام 1990 افتتح المتحف، وبعده بمده قصيره تحول الي مقصد سياحي يزوره سنويا قرابه المليون سائح، وهو ما جعله اكثر المتاحف جذبا للسياح في كل الدول الدول الاسكندنافيه، وفي عام 2011 احتفل السويديون بمرور خمسين عاما علي انتشال السفينة فاسا.

وجد المنقذون عدد سته اشرعه التي لم تنصب في وقت وقوع الكارثه. وكانت اقدم اشرعه باقيه في العالم، وكانت ايضا هشه كشبكه العنكبوت قبيل الانقاذ. ومازال البحث جاريا للعثور علي ما يتم اكتشافه وانتشاله.

وقد عرضت العديد من الاشياء الفريده من نوعها في معارض المتحف التي اعادت للحياه عصرا مضي واناسه.

لم تكن السفن الحربيه في القرن السابع عشر مجرد محركات حربيه، فهي كانت قصورا طافيه علي سطح البحر. وقد حملت قطع النحت التي تم انقاذها اثار الطلاء بالذهب والدهانات. وتوضح التحاليل الحديثه انها قد طليت بالوان صارخه علي خلفيه حمراء. وتمثل النقوش اسودا، وابطالا توراتيين، واباطره رومان، ومخلوقات بحريه والهه يونانيين والعديد العديد. وكان غرضهم الكامن وراء ذلك هو تعظيم الملك السويدي واعطاء تعبير لقوته وثقافته وطموحاته السياسيه.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل