ليالى قريش.. الليلة 141

قصه تخلص بلال من عذابه مذكوره في خمسين حته بـ خمسين صيغه وروايه، الاختلاف بينهم في الرتوش، لكن المتفق عليه ان ابو بكر اشتراه من أمية بن خلف.

فيه اللي بـ يقول ان ابو بكر اعترض علي تعذيبه، فـ قالوا له: اشتريه، فـ اشتراه، وفيه اللي بـ يقول ان النبي هو اللي عرض علي ابو بكر انه يشتريه، علشان يخلصه من العذاب، وفيه اللي بـ يقول ان اميه اصلا هو اللي عرضه علي ابو بكر علشان نخلص.

لكن ايا كان السيناريو، محدش خالص خالص بـ يقول ان اميه بالغ في تمن بلال، بـ العكس، اللي بـ يتقال فـ الغالب انه بعد ما تمت البيعه، اميه قال لـ ابو بكر: لو كنت دفعت فيه وقيه واحده، كنت اديتهولك، فـ ابو بكر قال له: وانت لو كنت طلبت ميت وقيه، كنت هـ ادفعهم لك.

اهميه تفصيله زي دي، انه اللي كان يفرق مع اميه هو ان عبد من عبيده يدخل الاسلام، محدش من عبيد اميه عمل كده، وبلال زي ما شفنا مش من عبيد اميه اصلا، فـ بلال كان مسؤوليه اتبلي بيها اميه، فـ يخلص منها بـ اي طريقه.

لكن الاهم من كيفيه التحرر هو مصير بلال بعد كده، ابو بكر اعتقه وبقي حر، لكن الحريه في الوقت ده مكنتش بس عقد مكتوب، انما وضع اجتماعي وقبلي، وبلال تحول الي رمز لـ عالميه الدعوه، بـ كونه واحد من قيادات الدين الجديد، انما اجتماعيا فضل بلال اقرب لـ العبد منه لـ الحر.

يعني مثلا، بـ نلاقي ان بلال ما دخلش في مصاهرات حتي مع المسلمين، سواء قبل الهجره، او لـ حد ما مات، في الوقت اللي كان الاحرار بـ يتجوزوا ويطلقوا بـ الاربعات.

كل اللي هـ نلاقيه ان بلال اتجوز اخت عبد الرحمن بن عوف، وده مش مؤكد، ومش معروف مناسبته، ولا سياقه، لـ ان الحكايه دي مش بـ تيجي الا سطر خاطف كده في الفقه، لما يتكلموا عن شرط الكفاءه في النسب، يعني هل من شروط الجواز انه يكون فيه تكافؤ اجتماعي بين الزوجين.

اللي شايفين ان الكفاءه مش ضروريه بـ يستشهدوا بـ روايه وحيده ان بلال اتجوز هاله بنت عوف، وفيه ناس تانيين شايفين ان الكفاءه شرط، وبـ يقدموا ادله تانيه، بس ده موضوعنا.

هاله بنت عوف تقريبا مالهاش ذكر، ولا سيره ولا ترجمه، ولا لقيت عنها اي حاجه، غير سطر واحد في الكتب اللي تناولت اسماء الصحابه والصحابيات، انها اخت عبد الرحمن بن عوف، والدليل علي وجود هاله هو حديث انها اتجوزت بلال!

في المقابل، بـ نلاقي روايات كتيره بـ تتكلم عن الصعوبات اللي لقاها بلال علشان يلاقي حد يقبل يجوزه بنته، منها روايه ان فيه ناس من قبيله "ليث" طلبوا من النبي ان يجوزوا بنتهم لـ حد من كبار الصحابه، فـ عرض عليهم بلال، فـ رفضوا.

وجوله مره تانيه بـ بنت تانيه، فـ عر عليهم بلال، فـ رفضوا، فـ جوله مره تالته، فـ عرض عليهم بلال، وقال لهم: "اين انتم من رجل من اهل الجنه؟" فـ وافقوا.

ووافقوا دي معناها ان مرات بلال كانت من بني ليث، ومش مذكور انه كان متجوز اكتر من واحده، وهو عموما ما خلفش خالص.

روايه تانيه ان بلال راح لـ قوم يخطب، وخد معاه اخوه خالد، واخوه ده غالبا مش اخوه، ده عبد حبشي تاني، والنبي اخي بينهم، فـ خد اسم خالد بن رباح، وفيه جاريه تالته اسمها غفره، والتلاته دول هم الاحباش اللي اسلموا في مكه، فـ بـ يعتبروهم اخوات بلال.

المهم، انه بلال لما خطب، قال لهم انه عارف حكايه انه كان عبد، وان ده ممكن يكون عائق قدام الزواج، فـ لو قبلتوا يبقي الحمد لله، ولو ما قبلتوش يبقي الله اكبر.

واخيرا، لما النبي اتوفي بعد سنين كتير، بلال ساب المدينه، وابو بكر حب يمنعه، وبـ يبان ان ابو بكر كان له عليه سلطه، فـ بلال قال له: لو كنت اعتقتني علشان ابقي بتاعك، فـ انا اهو موجود، انما لو كنت اعتقتني لله، فـ سيبني لـ اللي اعتقتني علشانه.

ان الموضوع ده ينطرح بعد اكتر من عشرين سنه علي عتق بلال، فـ احنا مش قدام عتق نهائي.