المحتوى الرئيسى

أصليهان ـ سائقة محجبة تعمل على تغيير الصور النمطية

09/26 20:45

استقبلتني امام مقر عملها بابتسامه عريضه، ثم رافقتها خلال رحله لها في المدينه. انها اصليهان تورهان (23 عاما) تعمل سائقه تاكسي في زيغبورغ القريبه من بون. كانت تحكي لي عن تجربتها والحماسه تشع من عينيها. فبالاضافه الي عملها، تدرس هذه الفتاه التركيه المسلمه، التي ولدت في المانيا، في جامعة بون.

واصليهان سائقه تاكسي محجبه تعمل في شركه لسيارات الاجره، يملكها والدها. وتري اصليهان ان حجابها يشكل دافعا لها في تغيير الكثير من المفاهيم الخاطئه، ولا يمثل عائقا امام مستقبلها الوظيفي. وتقول لـ DW عربيه "من خلال تجربتي استطيع القول: انه يمكنني تغيير الكثير من الاحكام المسبقه، وبالتالي التقرب اكثر من الاخر".

بدات اصليهان العمل في هذه المهنه عام 2013. كانت تبلغ 21 عاما في ذلك الوقت. وحول بدايتها وفكره خوض هذه التجربه تقول: "والدي هو ايضا سائق تاكسي ويملك منذ سبع سنوات شركه لسيارات الاجره. وبسبب كثره انشغالاته، طلب مني ان اساعده في العمل فوافقت وحصلت علي رخصه قياده سياره الاجره وانا في سن العشرين".

وتذكر اصليهان اول يوم عمل لها كسائقه تاكسي بالقول: "كان اول يوم عمل لي، هو نفسه يوم عيد ميلادي. كان يوما مرهقا ومضحكا في الوقت نفسه. فقد اوقفني شرطي مرور وطلب مني رخصه القياده. وانا لم اكن قد بلغت بعد السن القانوني لسواقة التاكسي، اي 21 سنه. لكن لحسن الحظ تغاضي الشرطي عن الامر، لانه كان يوم عيد ميلادي".

والد اصليهان، جمال تورهان له الفضل في خوضها لهذه التجربه.

والي جانب عملها كسائقه تاكسي، تعمل اصليهان ايضا في توصيل طلبات البيتزا الي المنازل. وحول كيفيه التوفيق بين العمل والدراسه تقول طالبه الماجستير في الدراسات الاسيويه قسم اللغه العربيه: "عندما يمتلك الانسان الاراده، فكل شيء يمكن ان يتحقق، وانا بطبيعتي احب ان عمل اشياء مختلفه".

من جانب اخر اختلفت اراء زملاء اصليهان حول مهنتها وطبيعه المراه. فزميلتها فاريبان، التي تشيد بها وبذكائها، تقول: "اصليهان فتاه شجاعه، لان هذه المهنه ليست مهنه سهله، فهي مهنه خاصه بالرجال. وعندما تختار امراه مهنه كهذه يجب ان تكون قويه وشجاعه".

وفيما يري احد زملائها ان الحجاب رمز للتدين لا اكثر، وان لا فرق بين الرجال والنساء في العمل، فانه يطالب بعدم النظر الي تجربها كاستثناء بل كمقياس. بيد ان زميلا اخر لها قدم رايا مختلفا، بالرغم من انه لا يري الحجاب عائقا امام عمل المراه. فهو يقول ان "مهنه سائقه التاكسي لا تناسب انوثه المراه. هناك مهن اخري تناسبها كالطبابه والتعليم".

وقبل خوض هذه التجربه تقر اصليهان بانها شخصيا كانت لها احكام مسبقه عن العمل بالحجاب اكثر من الاخرين. "كنت اعتقد انني من الممكن ان اتعرض لمواقف محرجه، كان يرفض احد الزبائن التعامل معي وركوب سياره الاجره، التي اقودها بسبب حجابي، لكني لم اواجه ابدا مثل هذه السيناريوهات، تقول سائقه التاكسي الشابه.

ليس هذا فحسب، بل تقول انها لم تتعرض منذ بدايه عملها لحد الان لاي مضايقات او تحرش. كما لم يشكل الحجاب اي اشكاليه لها. هذا لا يمنع انها في بدايه عملها كانت تقرا في نظرات العديد من الزبائن الشك في قدراتها باعتبارها فتاه صغيره. وتضيف " كان ذلك يحدث بالخصوص لدي كبار السن. لكن عندما كانوا يرون كيف اني استطيع القياده بشكل جيد، كانوا يشعرون بالهدوء". وتقر اصليهان ان لغتها الالمانيه الجيده ساعدتها "فالالمان يهتمون بهذا الجانب كثيرا".

احد زبائنها الالمان ويدعي "هيلر" يقول لـ DW عربيه : "الحجاب لا يضايقنا ابدا. فهو امر طبيعي جدا وتعودنا عليه من خلال سفرنا لدول عربيه". ويضيف "ليس لدينا اي اشكاليه مع النساء اللواتي يرتدين الحجاب". وتشاطره الراي زبونه اخري من زبائن اصليهان. وتقول السيده بيكر: "من المهم ان يكون هناك تسامح بين (اتباع) الاديان في جميع انحاء العالم".

وتضيف السيده بيكر قائله: "قبل ان اتعرف علي اصليهان لم يكن لي احتكاك مباشر بالنساء المحجبات، لكن في اول لقاء وحديث لي معها، لم يلعب حجابها اي دور بالنسبه الي في تقييم شخصيتها، فهي فتاه مهذبه جدا وبطبيعتها انسانه متفتحه ومقبله علي الاخرين".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل