المحتوى الرئيسى

سبعة كتاب إندونيسيين جلهم نساء.. لا بد من معرفتهم

09/26 20:45

"انا اعيش بشكل مختلف عما ينتظره المجتمع"، مثلما تقول المؤلفه ونجمه المشهد الادبي الاندونيسي، ايو يوتامي عن نفسها. وهي تخرق المعايير والتوقُّعات، في حياتها الخاصه وفي كُتبها: في عام 1998 صدرت روايتها الاولي "سامان" - والتي تعتبر من اكثر الكتب مبيعًا في اندونيسيا. وخلال اشهر قليله تم بيع اكثر من مائه الف نسخه من هذه الروايه - وهذا في بلد نادرًا ما تطبع فيه حتي اكبر دور النشر اكثر من ثلاثه الاف نسخه من طبعتها الاولي.

وفي روايتها "سامان" كتبت ايو يوتامي بصراحه ووضوح حول الجنس، وحول المقاومه ضدَّ الطبقه الحاكمه. تُمثِّل هذه الروايه بالنسبه للبعض اهانه، وبالنسبه للبعض الاخر عملاً ادبيًا مثيرًا. وبعد ثلاثه اعوام صدرت تتمَّتُها تحت عنوان "لارونج". وكذلك حقَّق هذا الكتاب نجاحًا. ومنذ ذلك الحين كتبت روايات اخري وسيناريوهات ومقالات.

ومع ذلك فانَّ ايو يوتامي تعمل في الواقع - مثل الكثيرين من الكتاب الاندونيسيين الاخرين - كصحفيه. غير انَّها مُنعت من العمل في عهد ديكتاتوريه حكومه سوهارتو. وحتي يومنا هذا تناقش في كتبها بشكل مكثَّف تاريخ اندونيسيا السياسي. وتقول في هذا الصدد: "كلُّ شيء في حياتي سياسي: كتابتي وعملي في مركزي الثقافي سالحارا Salihara وكذلك في حياتي الخاصه".

2 - دوروثيا روزا هرلياني:

انَّ ما تمثِّله ايو يوتامي للنثر تمثِّله دوروثيا روزا هرلياني بالنسبه للشعر: اذ انَّ قصائدها تتناول موضوعات مثل جسد الانثي والجنس او العنف ضدَّ المراه. امَّا الرجل فكثيرًا ما يجب عليه في نصوصها ان يخضع لسيطره النساء. "اعطني كلَّ ما لا يملكه الرجال" هو اسم ديوان شعر لها تم نشره باللغه الالمانيه. ولكنها وعلي الرغم من ذلك لا تريد ان تكون نسويه. بل هي معنيه بان تمنح صوتًا للذين لا يتم سماعهم، مثلما تقول.

يوجد في اندونيسيا تقليد طويل من الشعر والعديد من الشعراء المعروفين، ومن بينهم ايضًا الشاعر اجوس سارجونور. الذي ترجم الي اللغة الإندونيسية اهم قصائد كلّ من برتولت بريشت ويوهان فولفغانغ فون غوته وراينر ماريا ريلكه. ومثلما هي الحال مع الكاتبه دوروثيا روزا هرلياني، تُعني الشاعره تويتي هيراتي ايضًا وبشكل عميق وشخصي بدور المراه. هذه الشاعره البالغه من العمر واحدًا وثمانين عامًا تعدُّ من الجيل الاوَّل المدافع عن حقوق المراه في اندونيسيا.

عندما كانت اندونيسيا تناقش عقوبه الاعدام لتجَّار المخدرات، كان صوتها بارزًا في هذا النقاش: "يجب علينا نحن الاندونيسيين ان نالف الموت كثيرًا من اجل دعمنا لعمليات الاعدام"، مثلما كتبت الكاتبه والشاعره لاكسمي بامونتجاك في صحيفه "الغارديان". وذلك بسبب البدء بمطارده الشيوعيين (المفترضين) بعد الانقلاب العسكري بقياده الجنرال سوهارتو في عام 1965. وبحسب التقديرات فقد تم خلال بضعه اشهر قتل نحو مليون شخص.

وروايه الكاتبه لاكسمي بامونتجاك "كلّ الالوان حمراء" تعالج ارث هذه الفتره. تقول انَّها لاحظت اثناء الكتابه انَّ من واجبها ان تؤثِّر من خلال كلماتها علي الناس وتدفعهم الي التفكير بالمجزره: "انا لا اعيش علي افتراض انَّ كتابًا يمكن ان يُغيِّر العالم. ولكن من الممكن الوصول الي بعض الافراد".

كذلك تُمثِّل المذابح بحقِّ الشيوعيين موضوعًا من الموضوعات التي تكتب حولها الكاتبه ليلي تشودوري. وابَّان وقوع هذه المذابح في عام 1965، كانت ليلي تشودوري تبلغ من العمر ثلاثه اعوام فقط. وحتي يومنا هذا لا تزال تجد كصحفيه وكاتبه كلمات ناقده من اجل معالجه هذه الحقبه من تاريخ اندونيسيا. وضمن هذا السياق تقول: "الحكومه لم تقبل في الحقيقه بما حدث. بل لا تزال تنكر الاحداث او تخفيها".

وفي روايتها بولانغ "Pulang" - وهي كلمه اندونيسيه تعني "العوده الي الوطن" - تسعي الي تسليط الضوء علي ما حدث وعلي نتائجه حتي يومنا هذا. وبالاضافه الي ذلك فانَّ ليلي تشودوري تعمل كصحفيه لصالح مجله "تيمبو" وتكتب كذلك قصصًا قصيره وسيناريوهات للتلفزيون والسينما.

نذكر كذلك امراه اخري - شجاعه وجريئه ايضًا: كانت تقوم بابحاثها في اقليم اتشيه الاندونيسي الذي يسود فيه قانون الشريعه الاسلاميه، بعدما لم يكن زملاؤها الرجال يثقون بالعمل هناك. وقد كانت تكتب حول الاسلامويين وضدَّهم، في بلد تتقدَّم فيه الاسلمه خلسه، ولكن كذلك باصرار.

وقد نتجت عن ذلك اعمال عديده من بينها مجموعه مقالاتها التي تحمل عنوان "لا تكتب انَّنا ارهابيون". ومن اجل هذا الكتاب اجرت ليندا كريستانتي مقابلات مع ممثِّلين عن مختلف الجماعات الدينيه والسياسيه والاجتماعيه - وقد كان كلٌّ منهم يُبرِّر باسلوبه المناسب اعمال الظلم والتعسُّف.

صدر كتابها الاوَّل - كهديه بمناسبه عيد ميلادها الخامس والعشرين. وبعد ذلك عرضته للجمهور في مركز للتسوُّق في جاكرتا - وخلال اقل من اربعين يومًا كانت جميع نسخ كتابها هذا البالغ عددها ثلاثه الاف نسخه قد تم بيعها. واليوم تعتبر سلسلتها الادبيه "سوبر نوفا" واحده من الكتب الاكثر مبيعًا في اندونيسيا. تتمتَّع كتب ديوي ليستاري بشعبيه وخاصه لدي القرَّاء الاصغر سنًا.

من المفترض ان تضم هذه السلسله ثمانيه اجزاء، صدر منها حتي الان خمسه. وبالاضافه الي كتابتها العديد من الروايات والقصص القصيره، فقد نجحت هذه الكاتبه البالغه من العمر تسعه وثلاثين عامًا كمغنِّيه، كما انَّها تمكَّنت من اصدار البوم منفرد وكذلك من تصوير كتبها. وهي وجه معروف في معرض فرانكفورت للكتاب: ففي عام 2014 قبلت هنا في فرانكفورت استضافه اندونيسيا كضيف شرف علي المعرض.

الكاتب الرجل الاوَّل في هذه المجموعه هو اندريا هيراتا. ورواياتاه المكتوبتان باسلوب السيره الذاتيه، "قوَّات قوس قزح" و"الحالم"، تعتبران من الكتب الناجحه عالميًا. وهما حكايتان اندونيسيتان، علي الاقل من حيث حبكه قصتيهما: شاب من اسره فقيره يتمكَّن من الوصول الي الجامعه، وذلك بفضل مثابرته - وبفضل القليل من الحظّ. قد تبدو هذه القصه بالنسبه لبعض النقَّاد غير مهمه وسطحيه للغايه - بيد انَّها تثير اعجاب القرَّاء.

ست نساء ورجل واحد. وجميعهم تقريبًا صحفيون. وهذا امر مالوف بالنسبه للمشهد الادبي الاندونيسي الحديث - اذا تركنا مؤلفي الروايات "الاسلاميه" ذات الصبغه الدينيه الاسلاميه خارج سياق هذا المشهد الادبي. ولكن مع ذلك لقد كان يوجد في السابق ايضًا كُتَّاب ناقدون في اندونيسيا مثل الكُتَّاب المذكورين انفًا. ومن بين هؤلاء الكتَّاب القدماء هناك ثلاثه لهم اهميه خاصه. غير انَّ هؤلاء الكتَّاب الثلاثه قد توفوا:

معرض فرانكفورت هو اكبر معرض للكتاب في العالم

8- برامويديا انانتا توير (1925-2006)

لو كان قد تم علي الاطلاق منح جائزه نوبل للادب الي اديب اندونيسي، فربما كان سيحصل عليها هو بالذات: فقد تم ترشيح برامويديا انانتا توير عده مرات لهذه الجائزه، غير انَّه لم يفز بها قطّ. ولكن مع ذلك لقد انتشرت اعماله في جميع انحاء العالم، وقد تمت ترجمتها الي سبع وثلاثين لغه.

ومع ذلك لم تكن اموره تسير بسهوله بتاتًا، وقد كانت حياته صراعًا مستمرًا: فقد تم سجنه من قبل المحتلين الهولنديين بسبب "تفكيره المناهض للاستعمار"، وتم اعتقاله من قبل الرئيس احمد سوكارنو بسبب كتاب، ومن قبل سوهارتو في عام 1965 بسبب مقربته من الحزب الشيوعي تم - في البدايه - سجنه من دون محاكمه ومن ثم تم نفيه الي جزيره السجن بورو ذات السمعه السيئه.

وهنا في منفاه علي هذه الجزيره نشات كتبه الرئيسيه: "رباعيه بورو" و"حديقه البشريه" و"طفل جميع الشعوب" و"اثر الخطي" و"بيت من زجاج". وفي هذه الكتب الاربعه يدور الحديث بصوره جوهريه حول احد النبلاء الجاويين وصحفي يكافح ضدَّ المستعمرين الهولنديين. وكذلك لقد كافح هو ايضًا ومن دون انقطاع ضدَّ سلطه الدوله - بعمله ونتاجه، مثلما قال برامويديا انانتا توير قبل وفاته بفتره قصيره: "كنت انظر الي ذلك كنوع من الرياضه، وامَّا هم فلم يستطيعوا اخضاعي".

في عام 1963 كان كتابه "الشفق في جاكرتا" اوَّل روايه من اندونيسيا تمت ترجمتها الي اللغه الانكليزيه. ولكن مع ذلك لم يتم نشر هذا الكتاب في وطنه اندونيسيا الاَّ في وقت لاحق، بعدما تم نقله الي العديد من اللغات الاخري. واليوم يعتبر كتابه هذا واحدًا من اعظم الاعمال الادببيه الاندونيسيه. وكذلك تعكس سيرهُ حياه مختار لوبيس نماذجَ من سير حياه الكُتَّاب الاندونيسيين: فقد كان صحافيًا وتم حبسه عده مرَّات وعلي الرغم من ذلك واصل كفاحه من اجل قناعاته - كمؤلف.

10- ويليبروردوس سليمان ريندرا (1935-2009)

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل