صحيفة أمريكية: الشرق الأوسط سيهدد لأمريكا عقود

ذكرت صحيفه "وول ستريت جورنال" الامريكيه ان صيحات تعالت داخل الولايات المتحده من ان عدم اكتراث اداره الرئيس باراك أوباما ازاء الفوضي بالشرق الأوسط, سيهدد امريكا لعقود.

واضافت الصحيفه في تقرير لها في 25 سبتمبر ان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السابق ديفيد بترايوس حذر في شهادته امام الكونجرس الأمريكي قبل ايام من ان غياب استراتيجيه جاده لحل الازمه في سوريا يشكل تهديدا للغرب وامريكا لعقود قادمه.

وتابعت الصحيفه ان تصريحات بترايوس جات متزامنه مع انباء بشان عزم مبعوث الولايات المتحده الخاص بمواجهه تنظيم الدوله الجنرال المتقاعد جون الين التنحي بعد عام من توليه هذا المنصب.

وكانت وزيره الخارجية الأمريكية السابقه هيلاري كلينتون وصفت ايضا استراتيجيه بلادها في سوريا بـ"الفاشله"، وتساءلت عن الاسباب الكامنه وراء هذا الفشل الذريع.

وذكرت صحيفه "واشنطن تايمز" الامريكيه في تقرير لها في 23 سبتمبر ان تصريحات كلينتون جاءت في اعقاب الكشف عن فشل برنامج امريكي انفقت عليه واشنطن مئات الملايين بهدف تدريب وتجهيز مقاتلين من المعارضه السوريه المعتدله المناوئه لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، وانه لم يبقَ داخل سوريا من الذين دربتهم الولايات المتحده, سوي اربعه او خمسه مقاتلين.

وكانت وسائل اعلام امريكيه واسرائيليه نقلت خلال الايام الماضيه انباء عن وصول قوات روسيه الي سوريا مزوده بعتاد عسكري ثقيل، الامر الذي دفع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الي الاتصال بنظيره الروسي سيرجي لافروف لاستيضاح الامر، مؤكدا ان خطوه كهذه تهدد بتفاقم الازمه السوريه.

كما اكدت مصادر سوريه مطلعه ان روسيا ارسلت العشرات من الخبراء والضباط الي مدينه جبله السوريه الساحليه خلال الاسبوعين الماضيين، وان روسيا تعتزم اقامه قاعده عسكريه وجويه في مقر قياده القوي البحريه بجبله.

واكد العميد المنشق عن القوات البحريه السوريه احمد رحال النبا، ان بارجه روسيه رست في ميناء اللاذقيه لعدم قدره ميناء جبله علي استيعابها، وانه تم نقل محتوياتها بشاحنات كبيره مغطاه الي جبله ليلا.

وقال العميد رحال لـ"الجزيره" انه "سبق لطائرات روسيه ان نقلت عشرات العناصر الي جبله عن طريق مطار حميميم في القرداحه "مسقط راس بشار الاسد" في اغسطس الماضي، كما نقلت سفينه سوريه جنودا من روسيا خلال الفتره ذاتها.

وفسر ذلك بانه تحضير لانشاء قاعده عسكريه وجويه فيها، لافتا الي انها ليست الاولي، فهناك قاعده طرطوس التي انشئت عام 1982، كما ان خبراء وضباطا روسيين يشرفون علي اغلب غرف العمليات العسكريه للنظام.

وعن الهدف من زياده الوجود الروسي في سوريا، قال رحال انه يهدف الي حمايه المصالح الروسيه هناك، وتعزيز قواتها في اخر موطئ قدم لها علي البحر المتوسط.

واشار الي ان الهدف الثاني هو "حمايه الدوله العلويه التي تعتزم اقامتها لال الاسد غرب نهر العاصي بعدما ايقنت ان النظام سيفقد سيطرته علي الداخل السوري، فهي لن تقاتل تنظيم الدوله  وتدرك ان النظام لا يقاتله الا اعلاميا".

ولم يستبعد رحال ان تتولي القوات الروسيه بشكل مباشر حمايه الدوله المزمعه اقامتها في الساحل، مستشهدا باقامه محطه رصد ومراقبه متطوره في مدينه صلنفه باشراف روسي وايراني، اضافه الي زياده عدد قواتها وعتادها في قاعده طرطوس، واشرافها المباشر علي حركه الطيران في مطار حميميم.

وكانت روسيا قد زودت النظام السوري بطائرات ميج31 حديثه في اغسطس الماضي، حيث وضعت في الخدمه علي الفور، ورجح خبراء ان يكون طيارون روس هم من ينفذون الغارات الجويه بها علي مواقع مقاتلي المعارضه، دون توجيه اي ضربه الي تنظيم الدوله.

وهذا ما اكده الطيار المنشق المقدم محمد السيد الذي اشار الي ان الطيارين السوريين لم يتدربوا علي استخدام هذا النوع من الطائرات, وقال لـ"الجزيره" ان الخبراء والطيارين الروس كانوا يشرفون علي طلعات الطيران السوري، "لكنهم اليوم دخلوا المعركه ضد الشعب مباشره وقادوا الطائرات التي تقصفه بانفسهم".