المحتوى الرئيسى

اليافطات العربية تغزو شوارع مدينة السليمانية

09/25 15:31

في مدينه السُليمانيه الجبليه، الواقعه ضمن حدود إقليم كردستان العراق، شمالي البلاد، والتي عُرفت بهدوئها وشوارعها الخاليه من الصخب، علي عكس جارتها اربيل، لا شيء يدعوك لعدم الاسترخاء. السليمانيه، هي المدينه التي اخرجت رئيس جمهورية العراق السابق جلال طالباني، المعروف بهدوئه ولياقته في التعامل السياسي، كانت في اوقات سابقه ترفض وجود اي كتابه باللغة العربية في شوارعها، وكانت جهات سياسيه تتحكم في ذلك، وليس الشعب الكردي.

الان، لم تعد اليافطات التي تعلو المحال التجاريه والعيادات الطبية والمطاعم هناك مقتصره علي لغه السكان، فقد اصبحت اللغه العربيه، خلال السنوات الاخيره، جزءاً من تلك اليافطات التي تنتشر تدريجياً مع ازدياد اعداد العرب الوافدين اليها.

في بدايه وجود العرب في مناطق اقليم كردستان، خلال السنوات الماضيه، وتحديداً في السُليمانيه، كانوا يُعانون من صعوبه التواصل مع بقيه الاكراد الذين لا يتقنون العربيه، ومن يتقنها منهم لا يستطيع التواصل مع الاخر لاكثر من جُملتين غير مُكتملتين.

كان العرب يدخلون معاهد لتعلم اللغة الكردية، التي تُعد بالنسبه اليهم هناك "وسيله تُمكنهم من التواصل مع ابناء البلده الاصليين". لكن عُمر الحمداني، الذي نزح من قضاء بيجي في محافظه صلاح الدين قبل عام تقريباً، لم يعد في حاجه الي تعلم اللغه الكرديه في المعاهد، فقليل من اللغتين العربيه والكرديه يُمكنه من التواصل مع الاخرين.

ويقول الحمداني لـرصيف22 ان "المعاناه في السُليمانيه كانت في الاسابيع الاولي، لكن بعد ذلك وجدنا محالَّ كرديه عليها يافطات بالعربيه، وعناوين المطاعم والمولات تُكتب باللغتين". ويضيف ان "الشركات والمولات والمطاعم تروج لنفسها باللغه العربيه اضافه الي الكرديه، وهذا سهّل علينا الكثير من الامور، حتي ان عدداً ليس قليلاً من العمال الان هُم من العرب، لذا لا اعتقد ان هناك ما يُعوق التواصل، او ينفي وجود اللغه العربيه هناك".

حتي بعد التغيير بعامين، كانت اللغه العربيه غير رائجه في مناطق الاقليم الكردي، لكن ابواباً اقتصاديه وسياسيه وديموغرافيه ساهمت في انتشارها هناك، حيث رجال الاعمال العرب وعدد من وسائل الاعلام العربيه، والعوائل العربيه المقيمه في تلك المناطق منذ وقت طويل. هذه كلها عوامل ساهمت في نشر اللغه العربيه غير الرائجه في السُليمانيه وبقيه مدن الاقليم.

الكاتب والصحافي الكردي سامان نوح يقول لـرصيف22 ان "الاسايش (اي جهاز الامن في الاقليم)، كان يمنع في تسعينيات القرن الماضي في بلدتي زاخو ودهوك الكرديتين، كتابه اي لافته باللغه العربيه، ويمنع العناوين العربيه علي اللافتات، وكانت هناك اجراءات رسميه بذلك، ربما رداً علي ثقافه التعريب، التي نفذها نظام البعث طوال ثلاثين عاماً، او في محاوله لاستعاده الثقافه الكرديه لمكانتها في المجتمع". ويضيف "حينها، كانت المطاعم والمحال التي تحمل أسماء عربية ملزمه بتغييرها الي الكرديه، لكن اليوم اختلف المشهد تماماً".

يمكن الان بسهوله ملاحظه لافتات المطاعم والشركات وعيادات الاطباء والمحامين تُكتب باللغه العربيه، فسياسه الحكومه بدات تنفتح بفعل العامل الاقتصادي، ولم تعد تشعر باي ضيق من استخدام اللغه العربيه واسمائها، خصوصاً بعد ان وصل عدد العرب في الاقليم الي اكثر من مليون ونصف المليون. علي عكس مدينه اربيل، كان اهل السُليمانيه حتي عام 2003 شبه منقطعين عن المحافظات العربيه لاسباب سياسيه اجبرت الطرفين علي ذلك، واللغه العربيه كانت معروفه فقط من الذين قضوا خدمتهم العسكريه في بغداد والمدن الاخري، والذين كانوا مرتبطين بعلاقات اجتماعيه مع العرب.

وتعتقد النائب في البرلمان العراقي عن اقليم كردستان العراق، سوزان بكر، ان "عدم وجود اللغه العربيه في مدن الاقليم ليس في مصلحه احد، كما ان عدم وجود اللغه الكرديه في المناطق العربيه كذلك، لذا هناك ضروره لان تكون اللغتان عند مواطني القوميتين، لان وجودهما يخلق حاله ايجابيه من التواصل". وتقول ان "وجود اللغه العربيه في شوارع ومحال مدن الاقليم لم يعد مستغرباً، فهناك اعداد كبيره من العرب داخل الاقليم، وهناك جنسيات عربيه تعمل هناك، وهذا امر يساعد علي ان يكتب اصحاب المحال التجاريه والمطاعم يافطاتهم واعلاناتهم باللغتين العربيه والكرديه".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل