المحتوى الرئيسى

«برهامى» مرشد السلفيين

09/25 10:53

يدخل محفوفاً بعشرات من اتباعه بمسجد الخلفاء الراشدين بمنطقه ابوسليمان بالاسكندريه، بلحيه مخضبه بالحناء، وزبيبه صلاه واضحه علي جبهته، تعلوها طاقيه بيضاء، بابتسامه خفيفه، يبلغ مجلسه، علي كرسي بجوار منبر المسجد فيجلس، ومن حوله يجلس التلاميذ علي الارض رافعي الهامات، خلّلوا لحاهم باصابعهم، ففاحت رائحه المسك الحجازي لتعبّق المكان، صامتين كان علي رؤوسهم الطير ينظرون اليه، ينتظرون تعليماته فينفذونها، فهو مرشدهم الي الجنه، يبدا: «افتحوا كتابي (المنه.. شرح اعتقاد اهل السُّنَّه)»، يدركون مقولته الشهيره «مَن لم يقرا المِنَّه فليس مِنَّا».

ياسر حسين محمود برهامي حشيش، مواليد مدينه كفر الدوار بمحافظه البحيره، حصل علي بكالوريوس الطب والجراحه في عام 1982 ثم ماجستير طب الاطفال عام 1992م من جامعه الاسكندريه، كما حصل علي ليسانس الشريعه الاسلاميه عام 1999م من جامعه الازهر، وفي الجامعه تَعرف الي الشيخين احمد حطيبه واسماعيل المقدم، وانضم الثلاثه الي الجماعه الاسلاميه، وبعدما تسلل الاخوان الي الجماعه اسس وزملاؤه الحركه السلفيه، وتسلل حتي سيطر عليها، واسس معهد اعداد الدعاه للمدرسه السلفيه بالاسكندريه، يدرس فيه كتب محمد بن عبدالوهاب، و«ابن تيميه».

ظهر الرجل علي الحياه السياسيه بقوه بعد ثوره 25 يناير، لم يشارك قبلها مكتفياً بالرد علي اسئله اتباعه عن الاوضاع السياسيه القائمه، لكن بعد قيام الثوره مس العمل السياسي رغبه في نفس «برهامي»، سعي لثمار الدنيا، فاجتمع بصديقه عماد عبدالغفور، الذي قذف في حجر جلبابه ما لم يكن يتخيله، انشاء حزب سياسي يسيطر من خلاله علي تلابيب السلفيه، ويصبح مرشدها.

زاغت الفكره في عينيه، حلم بالتتويج فوق رؤوس المشايخ وانه علي الجميع الانصات لحديثه، فتولي الدفاع عن الفكره، امر اتباعه بالمضي وراءه في قطيع السياسه، تعالت الهمهمات بينهم، تناقض في ارائه، لكنه اقنعهم بضروره العمل السياسي لحمايتهم، عاني اياماً جراء المخاض، حتي وُلد حزب النور، وبعدها طرد صديقه خارج الحزب ليعلن سيطرته الدعويه والسياسيه.

لعب «برهامي» علي كل الاوتار في المرحله الانتقاليه الاولي، يحاول ارضاء الجميع، اقترب من المجلس العسكري، وظلّ يتبع الاخوان في تحركاتهم بالمرحله، علاقته بالجماعه ملتبسه، فعمه كان اخوانياً واُلقِيَ القبض عليه، لكنه لا ينسي لهم انهم القوا به خارج المسجد في السبعينات، يذكّر اتباعه دائماً: «اذا تمكن الاخوان فسيقضون علي الدعوه السلفيه»، مُغرَم بنظام الاخوان، فسعي لتشكيل التنظيم الدولي للسلفيه بقيادته في مصر، سافر الي الكويت والسعوديه وارسل جنوده الي افريقيا واوروبا لفتح مكاتب لهم هناك.

ظن «برهامي» ان اللعبه سهله، وان بامكانه التعاون مع الجماعه حتي تصل السفينه الي شاطئ طموحه وامنياته، الي ان طفح الكيل به وتهاوي الحلم بعد طرد الجماعه اتباعه من الرئاسه ومنعه من الخطابه، ظنّ انه بامكانه التعاون معهم، فكَّر ودبَّر، لاح في الافق «تمرد» وثوره 30 يونيو، بات القضاء التام علي جماعه الاخوان وشيكاً، ارتبك ثم قدَّر، هل اخسر كل شيء فجاه؟ ظهر تلميذه يونس مخيون مشجّعاً: «لا تترك الفرصه تضيع، فهناك من ينتظر سقوطنا»، قرر القفز من سفينه الاخوان انتقاماً منهم وانقاذاً لجماعته، برَّر موقفه بـ«رفضنا الوقوع في حفره الاخوان فاتهمونا بالخيانه».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل