المحتوى الرئيسى

هل صدقت أن الجزائر قد استُعمرت بسبب ضربة مروحة؟ - ساسة بوست

09/24 19:41

منذ 15 دقيقه، 24 سبتمبر,2015

ان كنت صدقت ان فرنسا قد حركت 40 الف جندي لمحاصره مدينة الجزائر لثلاث سنوات بسبب ضربه مروحه فاعلم انك ضحيه للغطرسه الاعلاميه الفرنكفونيه، والتي تسوق منذ ما يقرب من قرن ونصف من الزمان ان فرنسا تحرك جيوشها اينما تم مس شرفها.

“ساسه بوست” تعيد تركيب الاحداث وتشرح لك كيف تجرات فرنسا علي ولاية عثمانية وقوه بحريه متوسطيه في ذلك الوقت بعيدًا عن الاساطير الاستعماريه.

هي حادثه مشهوره في التاريخ وتتمثل في كون الوالي العثماني علي الجزائر، حسين داي، صفع القنصل الفرنسي بيار دوفال بمروحته اثناء حوار متشنج في قصر حسين داي.

مباشره بعد ورود الانباء الي باريس كتب ملك فرنسا انذاك شارل العاشر الي والي الجزائر مهددًا ومتوعدًا ان لم يحصل علي اعتذار المسؤول العثماني، وهو ما رفضه حسين داي بشده فامر الملك شارل العاشر بتحريك 40 الف جندي فرنسي باتجاه الجزائر

العاصمه لمحاصرتها (بين 1827 و1829) ثم احتلالها (سنه 1830)، وذلك انتقاما لـ “شرف فرنسا” .. او كذلك اريد لنا ان نفهم.

ادت الثوره التي اندلعت سنه 1789 الي عزل فرنسا عن الساحه الاوروبيه، وذلك بسبب خوف الانظمه الملكيه القائمه انذاك باوربا من امتداد الشعارات المعاديه لسلطتي النبلاء والدين لمختلف الممالك الاوروبيه، وبذلك فقدت فرنسا عددًا من حلفائها العسكريين وشركائها التجاريين لا سيما النمسا، روسيا، الامارات الجرمانيه الكاثوليكيه وغيرها.

لهذا ولكي تضمن تموينها بالسلع الاساسيه حولت فرنسا نظرها نحو شركاء من خارج القاره العجوز. وحدث ان بدا القائد العسكري نابليون بونابرت حملته الشهيره علي مصر سنه 1798، وحتي يضمن تموين جيشه الضخم التجا الداهيه الفرنسي لخدمه تاجرين يهوديين هما كوهن البكري ونفتالي بوجمه (المعروف باسم بوصناخ) اقترحا عليه استيراد القمح من ولاية الجزائر العثمانيه، وهو ما تم حتي استمر تموين فرنسا بالقمح الجزائري من طرف التاجرين البكري وبوصناخ طيله كافه فتره الحروب النابليونيه (1803 1815) وعوده الملكيه (ابتداء من سنه 1815)، وامام الظروف الاقتصاديه الصعبه في فرنسا نتيجه مخلفات حروب نابليون وعزلتها الاوروبيه تراكمت علي الفرنسيين ديون بقيمه 28 مليون فرنك ذهبي فرنسي، اي قرابه 262 مليون يورو حاليًا، وهو مبلغ خيالي في ميزانيه دوله في القرن التاسع عشر.

كانت حمله نابليون في مصر بدايه لاعتماد فرنسا علي استيرادات القمح من الجزائر

وكان الوالي حسين داي اكثر ولاه الجزائر الحاحًا واصرارًا علي استخلاص الدين الفرنسي، لذلك فقد كتب ثلاث رسائل لملك فرنسا شارل العاشر يطالبه فيها بتسويه المستحقات الجزائريه، وفي غياب رد من الملك استدعي الداي حسين القنصل الفرنسي بيير دوفال والذي قال لوالي الجزائر ان ملك فرنسا لا يمكن ان يجيب واليًا عثمانيًّا، وهو ما اغضب حسين باشا (المعروف تاريخيًّا بشجاعته وبحده طبعه)، مما دفعه الي صفع القنصل الفرنسي بمروحته.

هناك كثير من الروايات التاريخيه التي تنكر الحادثه، منها من يتحدث عن طرد السفير من مجلس داي الجزائر بالمروحه، منها من يقول بقيام الوالي بحركه غاضبه بمروحته لم يلمس بها القنصل الفرنسي .. المهم هو ان حديث القنصل والوالي لم ينتهِ بشكل لائق، كما استغلت فرنسا الحادثه لتبرير تحرك عسكري ضد الاياله العثمانيه لا سيما اتجاه الدول الاوروبيه المتوجسه من اي تحرك فرنسي عسكري منذ سقوط نابليون.

وتجدر الاشاره الي ان الدين الفرنسي لم تتم تاديته الي اليوم، الاصح انه قد ارتفع بقوه نظير كل الخيرات والثروات التي سرقتها وصادرتها فرنسا خلال 130 سنه من التواجد علي التراب الجزائري لا سيما المنتجات الفلاحيه والمعادن.

الاجهاز علي القوة البحرية للجزائر

شكل “الجهاد البحري” احد اهم مصادر المداخيل للامبراطوريه العثمانيه، لا سيما في الولايات الشماليه الافريقيه كالجزائر وتونس وطرابلس الغرب، لهذا فان ولايه الجزائر كانت تتمتع باحد اقوي الاساطيل البحريه في البحر المتوسط، والذي كان دائمًا مصدر قلق للملاحه التجاريه الاوروبيه، لا سيما الفرنسيه والبريطانيه علي الخصوص.

لكن بدايه القرن التاسع عشر لم تكن فاتحه خير للقوه البحرية العثمانية، فخلال حرب استقلال اليونان (المدعومه من طرف بريطانيا وفرنسا وروسيا) عن الخلافه، استنزف الأسطول العثمانى، واضطر لطلب الدعم من الاسطولين المصري والجزائري القويين، وهو ما تم لقائد الاسطول العثماني الشهير اسماعيل باشا.

وخلال الحرب حدثت معركه بحريه ضخمه في خليج نافارين اليوناني بين الاسطولين العثماني (المدعم بالسفن المصريه والجزائريه) والتحالف الثلاثي المكون من بريطانيا وفرنسا وروسيا في اكتوبر لسنه 1827، هزم علي اثره الجيش الاسلامي ودمرت معظم سفنه بالمعركه بما فيها السفن الجزائريه، وهو ما شكل فرصه ذهبيه لفرنسا لم تتوانَ عن استغلالها اذ بدا الحصار البحري للجزائر نهايه نفس الشهر، اي اكتوبر 1827.

وقد مكنت معركه نافارين ثم احتلال الجزائر فيما بعد من التخلص من احدي اكبر القوي البحريه في غرب المتوسط.

معركه نافارين، حيث دمرت الاساطيل التركيه والمصريه والجزائريه تحت الرايه العثمانيه

لم تشهد فرنسا استقرارًا سياسيًا واضحًا منذ الثوره الفرنسيه لسنه 1789، فبعد وصول نابليون بونابرت الي الحكم وتدشين فتره الحروب النابليونيه، اعادت الدول المنتصره الملكيه الي الحكم عبر الملك لويس الثامن عشر ثم شارل العاشر، اخوي الملك لويس السادس عشر الذي اسقطته الثوره.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل