المحتوى الرئيسى

إسلام فتحي يكتب: فلسفة الزواج في الإسلام | ساسة بوست

09/24 19:01

منذ 4 دقائق، 24 سبتمبر,2015

نحن كبشر نتميز ان لنا شهوات تدفعنا وتحثنا علي الحركه لاشباعها، ولنا ايضًا فطره هي مقياس دقيق لمعرفه الخطا والصواب، وانزل الله لنا منهجًا نتعبد اليه سبحانه باتباعه هو الاسلام، ورزقنا عقلاً نفهم به هذا المنهج ونسعي به لمعرفه الله، وخلقنا في احسن صورهٍ نستطيع من خلالها اداء وظيفتنا وهي عبادته سبحانه وعماره هذه الارض ولذلك ايضًا سخر كل الكون لخدمتنا بشكل ما او باخر.

هذه الشهوات التي تحثنا علي الحركه منها ما هو حسي مثل الطعام والشراب والجنس، ومنها ما هو معنوي مثل حب التميز والرئاسه وحب السلامه. وكل شهوه اودعها الله فينا لها حكمتها سواء ظهرت لنا او خفيت علينا؛ فشهوتي الطعام والشراب هما للحفاظ علي سلامه وجودنا وشهوه الجنس للحفاظ علي النوع البشري من الانقراض، وشهوه حب التميز لتجعل كل منا يسعي ويبذل ما في وسعه لعماره هذه الارض وهكذا جميع الشهوات.

هذه الشهوات لا يمكننا وصفها بالشيء السيئ او الشيء الحسن لانها حياديه، والحكم يكون علي التعامل معها، فان تمتلك الشهوات هذه ليست جريمه ولا خطا والا اصبحنا كلنا مخطئين بطبيعتنا التي خلقنا الله بها، ولكن الخطا والذنب هو تصريف هذه الشهوه خارج الاطار المسموح به “الحلال” وفقـًا للمنهج “الاسلام”، امّا تصريف ايه شهوه في اطار الحلال والمشروع فهذا مما لا جرم فيه بل هو من المستحب والواجب احيانـًا.

ان الاسلام لم يلغ الشهوات ويسد طرق اشباعها كلها كما تفعل بعض المذاهب المترهبنه،  وكذلك لم يترك باب انفاذ الشهوات مفتوحًا علي مصرعيه كما تفعل بعض المذاهب الماديه، ولكنه جعل لكل شهوه طريقها الشرعي لانفاذها واحاطها بسياج يحرم الطرق الاخري التي تعود علي المجتمع والفرد بالضرر، فمن الحلال ان تاكل وتشبع شهوه الجوع ولكن التزم ان يكون ماكلك من رزق حلال والا يكون ميتهً او دمًا او خنزير الي غير ذلك من المحرمات، فكما تري الشهوه يمكن اشباعها بالحلال او بالحرام وطريق الإسلام ان تشبعها بالحلال.

شهوه الجنس تتجلي فيها منظومه الاسلام الوسطيه التي لا تكبت الشهوه وايضًا لا تجعل الشهوه تقود صاحبها الي ما لا يحمد عقباه، فهي شهوه تتلخص في وصفها انها ميل كل جنس للاخر وهي في الرجال والنساء سواء، والقران اقر هذا في بدايات سوره ال عمران “زُيِّنَ للنَّاسِ حُب الشَهوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ” وكذلك في مواضع كثيره من القران.

الاسلام في التعامل مع هذه الشهوه وضع منظومه تربويه شامله لضمان التوظيف الصحيح لها، تشتمل هذه المنظومه علي الدعوه الي غض البصر من الطرفين، ووضع حدود وضوابط للاختلاط، وجعل الزواج منفذًا شرعيًا لاشباع هذه الشهوه وحرّم كل اشكال الزني وكل خطواته.

الزواج وفقـًا للمنظور الاسلامي قائم علي القبول بين شخصين فيتقدم الرجل لخطبه المراه من اهلها، ثم يكون عقد النكاح وبذلك تتكون اسره قائمه علي السكن والاستقرار يتعايشا فيها في ظلال الموده والرحمه وفقـًا للميثاق الغليظ الذي تم وفقـًا لمنهاج الاسلام وبشهاده العدول.

وفكره الزواج وتكوين الاسره هي الاقرب للصلاح المجتمعي فضلاً عن الاستقامه الفرديه، فلك ان تتخيل لو كان بدلاً من الزواج زني او مرافقه كما يروق للبعض تسميتها لاصبح لدينا بدلاً من زوج وزوجه عفيفين فاجر وعاهره، واصبح لدينا بدلاً من الاطفال الذين يقوم والداهما بتنشئتهم واخراجهم صالحين للمجتمع اطفال مشردون لا نعرف لهم ابا،

واحيانا كثيرًا لا نعرف امهم. ان الاسلام يجعل اطار انفاذ الشهوه هو نفسه اطار المسئوليه الفرديه للشخص تجاه المجتمع وتجاه نفسه اولاً، وبهذا فقط يمكن ان تستقيم الحياه بلا غلو يقيد الانسان عن ملذاته المشروعه، وايضًا بلا تفريط يجعل الانسان لا يعرف ولا يتحرك الا لاشباع حيوانيته الجامحه.

نجد ايات القران وسنه النبي صلي الله عليه وسلم توضح لنا معايير اختيار الزوج او الزوجه، واداب التعامل بين الزوجين، ومسئوليتهما تجاه اولادهما بالرعايه والتربيه ومسئوليه الاولاد تجاههم بالبر والاحترام، واداب الانفصال والطلاق بما لا يضر ايًا من الطرفين، وتقسيم الميراث وتركه الفرد الذي هو قائم بالاساس علي زواجه واولاده الناتجين عن هذا الزواج.

وهذا الاهتمام بالزواج في جميع مراحله ومالاته هو خير دليل علي مكانته في التشريع الاسلامي الذي ارتضاه الله لنا لتنظيم حياتنا لتحقيق السعاده والاستقرار.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل