منظمة التعاون الإسلامي.. 46 عاما من حماية مصالح المسلمين

يوافق اليوم الخميس، الذكري السادسه والاربعين، لانشاء منظمة التعاون الإسلامي، التي تجمع 57 دوله موزعه علي اربع قارات، تهدف الي حمايه المصالح الحيويه للمسلمين، البالغ عددهم ما بين 1.3 مليار الي 1.5 مليار نسمه في منطقه الوطن العربى وافريقيا وأسيا الوسطي، وجنوب شرق اسيا، وشبه القارة الهندية والبلقان "البوسنه والهرسك".

تعتبر منظمه التعاون الاسلامي، ثاني اكبر منظمه حكوميه دوليه بعد الامم المتحده، حيث تمثل الصوت الجماعي للعالم الاسلامي، وتسعي لصون مصالحه والتعبير عنها تعزيزا للسلم والتناغم الدوليين، بين مختلف شعوب العالم.

وانشئت المنظمه بقرار صادر عن القمه التاريخيه التي عقدت في الرباط بالمملكة المغربية، في 25 سبتمبر 1969 ردا علي جريمه احراق المسجد الاقصي في القدس المحتله.وعقد في عام 1970 اول مؤتمر اسلامي لوزراء الخارجيه في جده، وقرر انشاء امانه عامه يكون مقرها في جده ويراسها امين عام للمنظمه. 

تتكون منظمة المؤتمر الاسلامي من الدول المشتركه في مؤتمر ملوك ورؤساء الدول والحكومات الاسلاميه بالرباط والدول المشتركه في مؤتمري وزراء الخارجيه الاسلاميه في جده وكراتشي، والموقعه علي هذا الميثاق، ويحق لكل دولة إسلامية ان تنضم الي المنظمه بطلب يتضمن رغبتها واستعدادها لتبني هذا الميثاق، ويودع لدي الامانه العامه للعرض علي اول مؤتمر لوزراء الخارجيه، ويتم الانضمام بعد موافقه المؤتمر عليه باغلبيه ثلثيي الاعضاء.

كما تهدف المنظمه لتحقيق التضامن بين الدول الاعضاء لمواجهه التحديات التي يتعرض لها العالم عامه والدول الاسلاميه خاصه، وتنميه العالم الإسلامى اقتصاديا واجتماعيا، وكان السعي نحو ضمان امن العالم الاسلامي، والحفاظ علي هويته الحضاريه المتميزه دافعا ومحفزا لانشائها.

ورغم الظروف الصعبه التي انشات فيها المنظمه عقب هزيمه 1967، وما ترتب عليها من تداعيات، لكنها تصدت للعديد من المشكلات التي واجهت الدول الاعضاء، ونجحت في التغلب علي بعضها واخفقت في الاخري، ومن بين المشكلات، التي حققت فيها المنظمه قدرا من النجاح في حدود امكانياتها، الصراع العراقي ـ الايراني، والنزاع السنغالي ـ الموريتاني.

وحققت المنظمه علي مدي مسيرتها قدرا لا باس به من النجاح فيما يتعلق بمجالات التعاون الاقتصادي بين الدول الاسلاميه علي الرغم من ان ميثاق المنظمه لم يول قضيه التعاون الاقتصادي اهميه تذكر، الا انها نجحت في عقد بعض الاتفاقيات العامه المتعلقه بهذا الامر، مثل الاتفاقيه العامه للتعاون الاقتصادي والفني والتجاري التي وافق عليها المؤتمر الثامن لوزراء خارجيه الدول الاسلاميه في مايو عام 1977، واتفاقيه تنشيط الاستثمارات وحمايتها وضمانها التي وافق عليها المؤتمر الثاني عشر للمنظمه والذي عقد في يونيو عام 1982 .

ومن المؤسسات التي اسستها المنظمه، المؤسسه الاسلاميه للعلوم والتكنولوجيا، والمركز الاسلامي للتدريب المهني والفني والبحوث، والغرفه الاسلاميه للتجاره والصناعه وتبادل السلع، وغيرها، كما تم خلال الدوره العاشره التي عقدت في مدينه اسطنبول بتركيا في اكتوبر عام 1994 التركيز علي تحقيق النهوض بالمستوي المعيشي لابناء الدول الاسلاميه للقضاء علي الفقر وسوء التغذيه.

كما ساهمت المنظمه الي جانب المحافظه علي تحقيق اهدافها المتعلقه بالجوانب الثقافيه والحفاظ علي الهويه الحضاريه للعالم الاسلامي، في انشاء المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الاسيسكو" بموجب قرار مؤتمر القمه الاسلامي الثالث، الذي عقد في عام 1981، واللجنه الدوليه للحفاظ علي التراث الإسلامي الحضاري ، بالاضافه الي كل من وكالة الأنباء الإسلامية الدولية عام 1972 ومنظمه إذاعات الدول الإسلاميه التي انشات في عام ١٩٧٥.