المحتوى الرئيسى

إسرائيل تطمس «التراث العربى» لبناء «الهيكل».. ولا أحد يتحرك

09/21 12:05

منذ اللحظه الاولي لاحتلال الاراضي الفلسطينيه، عكف «الصهاينه» علي محاوله طمس التراث الإسلامي، وتدمير اي معالم للحضارة الإسلاميه والعربيه في فلسطين تدل علي اصولها العربيه، فكانت البدايه من المسجد الأقصي الذي ادَّعوا انه موقع بناء هيكل سليمان الأول، وهو نفسه المكان المتوقع بناء الهيكل الثالث فيه، الذي يزعمون ان بناءه سياتي بالخلاص لهم. وعلي مدار السنوات القليله الماضيه، زاد المتطرفون اليهود من عملياتهم ضد المسلمين، والمسجد الاقصي من خلال تدنيسه باقتحاماتهم المتكرره، والدعوات الي الصلاه فيه والاشتباك مع المرابطين بداخله.

المئات في حالات الاقتحام وعشرات الاشتباكات والاف المتطرفين يدنسون «الاقصي» سنوياً.. و«معاريف»: المستوطنون يحملون اسلحه

وبحسب التقارير الاحصائيه التي تجريها «مؤسسه الاقصي للوقف والتراث»، فان «المسجد الاقصي تعرض لاعتداءات خطيره تستدعي انتباهاً شديداً خلال العامين الماضيين، حيث وصلت الاعتداءات علي المسجد الاقصي الي مستويات غير مسبوقه، خاصه في شهر رمضان ومع بدايه العام اليهودي الجديد، وصل عدد الاقتحامات في الاشهر الثمانيه الاولي من عام 2015، الي مئات وقائع الاقتحامات، اضافه الي عشرات الاشتباكات بين المرابطين الفلسطينيين، والمستوطنين اليهود المتطرفين. وفي الفتره ذاتها من عام 2014، اقتحم ما يزيد علي 8100 متطرف يهودي المسجد الاقصي علي دفعات متفرقه، في حين اقتحم اكثر من 2134 مستوطناً اسرائيلياً المسجد الاقصي خلال شهر سبتمبر من عام 2014.

وتشير صحيفه «معاريف» الاسرائيليه الي ان الازمه الحقيقيه تكمن في ان المستوطنين الذين يقطعون مسافات كبيره للوصول الي موقع «الهيكل المزعوم» يحملون اسلحه بحجه ان الطرق التي يسيرون عليها خطيره، وهو ما يعني بالتالي انهم يحملون تلك الاسلحه خلال اقتحاماتهم للمسجد الاقصي. وقالت الصحيفه الاسرائيليه انه «لا بد من السماح للاسرائيليين بالصلاه بشكل طبيعي داخل المسجد الاقصي، ويجب السماح لهم بالتوجه اليه بحريه دون قيود ودون الزام بضروره ابلاغ الشرطه الاسرائيليه لتوفير الحمايه المناسبه لهم».

من جانبه، قال ممثل «الهيكل» للاعلام الاسرائيلي ارنون سيجل، ان حلم اقامه الهيكل الثالث هو حلم اي يهودي، وعلي مدار الفي عام تقريباً كنا ندعو ونصلي لنعود اليه، وهذا هو ما دفعنا الي العوده الي بلدنا في الاساس، ولكن للاسف تحول هذا المكان الي مكان غريب ومكروه بالنسبه لعدد كبير من الاسرائيليين، حيث انه بمثابه قنبله مُعده للانفجار في اي وقت، ودوماً يكون مرتبطاً بالاصابات والاعتداءات والعرب والكراهيه والشغب وكل تلك الامور، مضيفاً: «لا نتلقي من المسلمين سوي التهديدات فقط، ولكن هذا لن يمنعني من تحقيق حلم اليهود الذي يبدو بالنسبه لي عادلاً وحقيقياً ولازماً». والي جانب الاقتحامات المتكرره للمسجد الاقصي، فان اسرائيل تسعي الي تهويد القدس ونزع الهويه العربيه التاريخيه منها من خلال فرض الواقع اليهودي الجديد بقوه الامر الواقع، من خلال الاستيطان ومصادره الاراضي وتهجير الفلسطينيين وسحب الهويات منهم، اضافه الي اصدار القوانين المنظمه لعمليه التخطيط، وهو يتضمن مراحل قانونيه معقده وتعجيزيه في مجالات الترخيص والبناء، وهو ما تسبب في تحويل ما يزيد علي 40% من مساحه القدس الي مناطق خضراء يمنع البناء الفلسطيني عليها، وتستخدم لبناء المستوطنات الاسرائيليه، علي غرار ما حدث في منطقه «جبل ابوغنيم».

ولا تتوقف الانتهاكات الاسرائيليه عند حد الاعتداءات والاقتحامات المختلفه، حيث ان اسرائيل تسعي الي حفر انفاق تمر تحت اسوار البلده القديمه في القدس وتؤدي الي مواقع تحت المسجد الاقصي وتكشف عن اساساته وتضعفها. المسئول الاساسي في اسرائيل عن تلك العمليات هو ما يسمي «سلطه الاثار الاسرائيليه»، وهي تعمل علي تدمير الاثار التاريخيه العربيه التي وجدت منذ الفتره الامويه وحتي العثمانيه، بهدف ابراز ما يسمي «الاثار اليهوديه والتلموديه والتوراتيه» في اسرائيل. وبحسب صحيفه «اسرائيل هيوم» الاسرائيليه، فان «سلطه الاثار الاسرائيليه تجري حفريات جديده اسفل المسجد، حيث حفرت نفقاً طوله يبلغ 600 متر يبدا من منطقه عين سلوان ويصل حتي طرف المسجد الاقصي عند اقصي الزاويه الجنوبيه الغربيه، وهو بعرض 11 متراً، وبالطبع تشكل هذه الحفريات خطراً علي اساسات المسجد الاقصي، فيما اشارت وكاله انباء «معاً» الفلسطينيه، الي ان «اسرائيل تحاول ان تجري تفريغات ترابيه تصل الي المنطقه الصخريه».

ونشرت «اسرائيل هيوم»، قبل عده اشهر، تقريراً مصوراً يحتوي علي عده خرائط تحت عنوان «الجدار الكامل»، يشمل اعمال الحفريات التي ينفذها الاحتلال الاسرائيلي من وسط بلده سلوان وحتي اسوار البلده القديمه في القدس ومنطقه القصور الامويه ثم الي الزاويه الجنوبيه الغربيه للمسجد. واشارت الصحيفه الاسرائيليه الي ان «هذا النفق يُضاف الي الانفاق التي حفرت منذ عام 1967، وهي استكمال لما يسمي (النفق اليبوسي) الممتد علي طول الجدار الغربي للمسجد، بطول 488 متراً، والذي يسميه الاحتلال الاسرائيلي (نفق الحشمونيين) نسبه الي فتره حكم سلاله الحشمونيين في تاريخ اليهود».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل