ليالى قريش.. الليلة 138

من اوائل الناس اللي دخلوا الاسلام رقيه وام كلثوم بنات النبي.

احنا قلنا انهم كانوا متجوزين ولاد ابو لهب: عتبه وعتيبه، فـ لما حصل التلاسن الشهير، و"تبا لك يا محمد" و"تبت يدا ابي لهب" فـ راح عم النبي لـ ولاده عتبه وعتيبه وامرهم يطلقوا البنات، ويرجعوهم لـ ابوهم.

طلاق البنات كـ عقاب لـ اهلهم ظاهره معروفه في المجتمعات القبليه، لـ ان جواز البنت ستره، فـ طلاقها معناها انه هـ يرجع يتحمل مسئوليتها، من كافه النواحي الماديه والادبيه، خصوصا فيما يتعلق بـ الشرف.

بعد طلاق البنتين حصل ان عتيبه، اللي كان متجوز ام كلثوم، تعرض لـ حادث في واحده من الرحلات التجاريه، هجم عليه اسد وقتله، فـ كتب الاخبار بـ تتناول الحادث ده بـ اعتبار ان النبي دعا عليه، وطلب من ربنا انه يسلط عليه كلب من كلابه، فـ ربنا سلط الاسد.

ما تفهمش ليه النبي ما دعاش كمان علي عتبه، ولا ابو لهب نفسه، او ليه، مادامت الدعوه مستجابه، ما دعاش بـ الهدايه ليه ولـ ذويه، دي امور عقائديه مالناش فيها، بس حكايه لافته.

اللافت اكتر مصير رقيه وام كلثوم بعد طلاقهم من ولاد ابو لهب، لـ ان رقيه اتجوزت عثمان بن عفان، ودي مفهومه شويه، عثمان دخل الاسلام، حتي لو مكنش اتجوز قبل كده، فـ ده اوانه، الجوازه مناسبه من كافه النواحي، ومنطقيه، حتي لو قلنا ان رقيه كان عندها عشر سنين وقتها، كل البنات كانت بـ تتجوز كده، كل ده مفهوم.

اللي مش مفهوم هو بقاء ام كلثوم من غير جواز، لـ حد ما رقيه تتوفي، فـ تتجوز عثمان برضه، والجوازتين بينهم حوالي عشر سنين!

اصلك لو قلنا مثلا ان قريش ما حبتش تناسب محمد في بنته، فـ اللي دخلوا الاسلام كانوا كتير، وفيه منهم صغير لسه، وفي سن مناسبه لـ الجواز، يعني الزبير بن العوام مثلا اتجوز اسماء بنت ابو بكر، ليه ما يتجوزش بنت النبي؟ والزبير ابن عمه النبي، وابن اخو خديجه.

الحقيقه الواحد بـ يستغرب ان الناس بـ تمر علي الحاجات دي من غير ما تسال، والسؤال هنا مالوش اي غرض غير محاوله الفهم، ولـ اني مش فاهم فـ هـ اسكت.

ومن اوائل الناس اللي اعلنوا اتباعهم الدين الجديد اسره مسكينه، راجل اسمه ياسر، ومراته اسمها سميه، وعندهم ابنين عمار وعبد الله، ودول اللي هـ نعرفهم بـ اسم "ال ياسر"، اللي قال لهم النبي الجمله المشهوره: "صبرا ال ياسر، فان موعدكم الجنه".

مشكله ال ياسر انهم كانوا بلا حسب ولا نسب، كانوا من الموالي، اللي هم يعني مش عبيد، بس مش احرار، او خلينا نقول مش ساده، وكل جماعه من دول بـ يبقوا حلفاء لـ بطن من البطون الكبيره، يعني محسوبين عليهم، والعيله الكبيره بـ تبقي ليها سلطه عليهم، يعني تقريبا عبيد.

ال ياسر كانوا موالي لـ "بني مخزوم"، ولما نقول "بني مخزوم" فـ احنا بـ نتكلم عن الوليد بن المغيرة وابو الحكم، اكتر ناس عادت الدعوه الجديده، لـ ان المخزوميه كانوا متطلعين لـ دور اكبر في مكه، ووصلوا فعلا انهم بقوا من سادات مكه ومشاركين في السلطه، وبـ التالي كانت النبوه بـ النسبه لهم مش اكتر من حيله هاشميه لـ استعاده الحكم المفقود، مكنوش قادرين يشوفوا الناس الا من خلال المرايه القبليه، وخلينا نشوف ابو الحكم مثلا، لما سمع امر الدعوه قال ايه:

"تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف: اطعموا فاطعمنا، وحملوا فحملنا، واعطوا فاعطينا، حتي اذا تحاذينا علي الركب، وكنا كفرسي رهان قالوا: منا نبيٌّ ياتيه الوحي من السماء، فمتي ندرك مثل هذه! والله لا نؤمن به ابداً، ولا نصدقه!"

الكلام ده شويه محتاج ترجمه وتعليق