المحتوى الرئيسى

تراجع الدور اللبناني

09/20 19:03

تترنح لبنان اليوم بين قوتين لا ترحمان ، القوي السعوديه علي جهه و القوي الايرانيه علي الجهه الاخري ، و كاني بجبال لبنان تئنّ من الالم و لكنها تئنّ و هي واقفه شامخه ، فقدر الجبال ان لا تنهار رغم السنين و رغم البياض الذي يكتسي راسها ، يخترق هذا الانين جميع الحدود و الازمنه ليستنهض الماضي و لكن دون جدوي.

كانت لبنان مصدر اشعاع تنويري يضيء المنطقه من حولها من خلال التعليم و الفن و الادب و الترجمات و الصحافه و العمل المؤسساتي ، و لعلنا نعجز عن ايجاد نقطه بدايه تاريخيه لهذه الشعله الحضاريه ، و لو ابتدانا من المرحله العربيه ، اي ما بعد غزو الجيوش الاسلاميه بقياده خالد بن الوليد التي حولت اللغات الاصليه لاهل البلد من اغريقيه و غيرها الي اللغه العربية ، فاننا سنجد علامات الوعي من خلال التمردات الشعبيه المتكرره علي الجزيه التي كانت تفرض علي الناس في وطنهم الام من قبل مبعوثي الخلافه الاسلاميه الوافده.

كما شكلت الحمله الفرنسيه و من ثم عهد المتصرفيه الزاهر "متصرفية جبل لبنان" و تحول بيروت الي نقطقه التقاء الغرب و علومه و ثقافته و صناعته و تجارته بالعرب البدائيين ، كل هذه العوامل شكلت معالم بدايه الطريق لنهضة عربية ضد دوله الخلافه ، و علي الطريقه الغربيه بدا المجتمع المدني يتشكل و يتنظم علي اساس قومي بعيداً عن الدوافع الدينيه و القبليه ، و لعبت لبنان ايما دور في ولاده و تمرير هذا المشروع القومي علي اتساع الصحراء العربية عبر مطبوعاتها و ادبها و فنها و ترجماتها.

و لكن اليوم مع الاسف تتراجع لبنان عن تحقيق اي دور تنويري في المنطقه ، ربما لاسباب سياسيه بالدرجه الاولي ، حيث ان السياسيون يملكون السلاح و المال و القرار و الاعلام و اي صوت يغرد خارج المالوف و خارج التحالفات الدينيه السياسيه القائمه سوف يكون اقليه غير مسموعه واذا سُمع ربما يتعرض للتصفيه ، لذلك فالامن الشخصي لازمه مهمه من لوازم السياسي اللبناني ، لقد استحال لبنان ، و بكل اسف ، الي مصدّر للعنف و الطائفيه بعدما كان مصدّراً للحضاره و التنوير ، و قد تخلو الساحه في هذه المرحله من اللبنانيين الليبراليين و كان قطار الزمن كان مربوطاً بقلب ميشيل عفلق فتوقف الزمن عندما توقفت نبضات قلبه.

تحول علمانيو لبنان الي فريقين لا ثالث لهما ، علمانيون يؤيدون السعوديه وعلمانيون اخرون يؤيدون ايران ، كانت لبنان اول جمهورية عربية ، اما اليوم فهي مجموعه قبائل وعوائل وطوائف وبلا مجتمع مدني حقيقي ، حتي في الانظمه الوراثيه او الجمهوريات الديكتاتوريه يكون هناك عائله واحده تستنزف خيرات البلد ، اما في لبنان الصغير فهناك اكثر من عائله و اكثر من قبيله تتوارث قياده الحزب و قياده الطائفه علي حساب لبنان الوطن. في الوقت الذي نشهد فيه تطور عده دول و انظمه في المنطقه نشهد اللبنانيون يهتفون لقائد الحزب الممثل للطائفه الوارث للمنصب "بالروح بالدم نفديك يا رئيس" وهم الذين قادوا التنوير في السابق ، اللبناني يقتل اللبناني و هم الذين علموا العرب الوحده ، اللبنانيون يبنون العالم و يهدمون بلدهم ،، عذاري تسقي البعيد و تترك القريب.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل