بعد إقالة بوتفليقة لرئيس المخابرات "الغامض".. ماذا سيتغيّر في الجزائر؟

الجزائر (CNN)— بعد اسبوع علي تنحيه رئيس المخابرات العسكريه الجزائريه، امين محمد مدين والذي عمر في منصبه لازيد من ربع قرن، اعتبر المراقبون في الجزائر ان تعويضه بعثمان طرطاق من شانه ان يغير الخارطه السياسيه في البلاد، بل اعتبروه زلزالًا ضرب دائره الحكم، بينما هناك من اعتبره مخاض طبيعي في ارساء دعائم الدولة المدنية طالما ان النظام بتر احد اهم اعضائه في جهاز كان يسمي بصانع الرؤساء.

لكن السؤال الذي يبقي مطروحا وبقوه في الجزائر هو هل التغييرات والحراك الذي قام به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة علي مستوي اجهزه الامن هي مرحله لما بعد بوتفليقه من شانها ان تكون لها تداعيات وتاثير كبير في نظام الحكم ام هي حمايه لمحيط الرئيس؟

ولمعرفه حقيقه ما يجري في الجزائر كان لموقع "CNN" بالعربيه حديث مع عدد من المختصين في الشان السياسي والامني بدت مواقفها متباينه حول هذه المرحله.

في هذا الاطار، صرّح جيلالي سفيان بان هذه التغييرات علي جهاز الامن هي ترتيب لخليفه بوتفليقه، فهي دليل "علي السير نحو اجراء انتخابات رئاسيه مسبقه قد يعلن عنها الرئيس في اي وقت، وذلك لعده دواعي منها ما تعلق بحاله بوتفليقه الصحيه التي يعرفها الجميع وايضا لـ"حنكه هذا الرجل وخبرته الدبلوماسيه وتاريخيه النضالي الكبير الذي يريد ان يتوج مساره الكبير في تاريخ الجزائر الحديث".

ومن جانبه ذهب الناطق باسم حزب "طلائع الحريات"، احمد عظيمي، المعارض للنظام الي التاكيد علي ان ما احدثه بوتفليقه من تغييرات علي مستوي جهاز الامن ما هي الا بدايه نحو دعم الديمقراطيه في البلاد، يقضي بتنحي من كانوا الي وقت قريب يسيرون ويحكمون البلاد (يقصد الجيش) وتنقل السلطه الي اطراف مدنيه.

واما عن الاطراف التي تشير بالبنان الي شقيق الرئيس سعيد بوتفليقه الذي يقال عنه هو من يسير البلاد بدلا عن اخيه وبانه كان يتمني لو كان مثل راوول كاسترو يرث اخاه فيديل كاسترو، رد عبد العالي رزاقي دكتور واستاذ محاضر في جامعه العلوم السياسيه والاعلام علي ان رحيل "صانع الرؤساء" وخلافته بعثمان طرطاق لن تكون له اي تداعيات سياسيه مضيفا ان بوتفليقه سينهي عهدته بشكل طبيعي واما عن الذين يتحدثون عن بدايه نهايه عهد بوتفليفه فهم "يوزعون الوهم والخرافات".

وعلّق رئيس حركه حمس عبد الرزاق مقري ان المرحله القادمه التي تنتظرها الجزائر ستحمل الكثير من الغموض في طياتها، لا سيما مع حاله الغليان التي تهدد استقرار الجزائر، بسبب انخفاض اسعار البترول، ممّا جعل الصوره تكون قاتمه وغامضه، ونفس الطرح نقله بن خلاف رئيس حركه النهضه، معتبرا ان التغيير الذي مسّ جهاز المخابرات لن يكون له تاثير علي الساحه الحزبيه او الاجتماعيه بقدر ما سيكون له تاثير علي هيكله النظام.