المحتوى الرئيسى

عدو الإسلام السياسي وصديق الأزهر.. هل سيدخل حلمي النمنم وزير الثقافة حلبة المصارعة؟

09/20 07:35

فاجات الحكومه الجديده برئاسه المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء، الوسط الثقافي باسناد حقيبه وزارة الثقافة للكاتب والصحفي حلمي النمنم، رئيس دار الوثائق والكتب، والقائم باعمال رئيس الهيئه العامه للكتاب، حتي اللحظات الاخيره قبل حلف اليمين، صباح اليوم السبت.

كان السباق النهائي لتولي وزاره الثقافه يدور وفقا للمصادر المطلعه بين الدكتور محمد عفيفي، الأمين العام السابق للمجلس الاعلي للثقافه، والدكتور سامح مهران، رئيس أكاديمية الفنون السابق، وكان ايضًا "النمنم" من ضمن المرشحين للوزاره خلفًا للدكتور عبد الواحد النبوي، الي جانب شخصيات اخري.

يجمع "النمنم" بين احترامه مؤسسه الازهر كمؤسسه دينيه، وطنيه، تعليميه في رايه، وبين مناهضته للاسلام السياسي الذي كرس قلمه واحاديثه لكشف الوجه الاخر له، وبين ايديولوجيته العلمانيه البحته.

و"النمنم" هو صاحب التصريح الاشهر اعلاميًا بان "مصر دوله علمانيه بالفطره"، في حين ان العلمانيه مصطلح سيئ السمعه، يُفهم خطا احيانا بانه ضد الدين والتدين، او كما عرفه احد القيادات السلفيه عقب ثوره 25 يناير بان "العلمانيه تعني ان امك تخلع الحجاب".

وبالرغم من ان "النمنم" عرّف العلمانيه بانها تعني ان يعيش اليهودي والمسيحي والمسلم معًا، وان المجتمع المصري مجتمع متعدد الثقافات والديانات، ومن ثم فالعلمانيه انسب له ولطبيعته، فان البعض يتخذ تصريحه ذريعه للنيل منه، وتكفيره احيانًا، خصوصًا ان "النمنم" جيّش قلمه للكتابه في السياسه، لتفتيت اسطوره جماعه "الاخوان المسلمين"، واعاده صياغه بعض المفاهيم المغلوطه من وجهه نظره، مستعينًا بالحقائق التاريخيه، ممارسًا دور الباحث والمؤرخ، في ان واحد، مسجلًا ارشيفًا كتابيًا يرسخ لافكاره.

يمتلك "النمنم" رصيدًا من الكتب السياسيه البحثيه، منها: "حسن البنا الذي لا يعرفه احد"، "سيد قطب وثوره يوليو"، "الازهر والشيخ والمشيخه"، "وليمه للارهاب الديني"، "سيد قطب سيره التحولات"، "الحسيه وحريه التعبير"، "طه حسين والصهيونيه"، "جذور الارهاب ايام سليم الاول في مصر"، "رسائل الشيخ علي يوسف وصفيه السادات"، "التاريخ المجهول: المفكرون العرب والصهيونيه وفلسطين".

في كتابه "حسن البنا الذي لا يعرفه احد"، قدم قراءه مغايره لشخصيه حسن البنا، بجوانبها المختلفه، كاشفًا الوجه الاخر لمؤسس جماعه الاخوان المسلمين، محاولًا التجرد من ايّ مشاعر تحمل تعاطفًا او انحيازًا مع مسيره الاخوان التي مرت بتحولات تاريخيه.

كشف "النمنم" في كتابه، عن العلاقه بين حسن البنا والمملكه العربيه السعوديه، تلك العلاقه التي كان ينكرها البنا، ويتنصل منها، كشفها من خلال شهاده القانوني والكاتب محمد حسين هيكل، مؤلف روايه "زينب"، الذي تصادف سفره الي المملكه العربيه السعوديه مع حسن البنا عل نفس الباخره، وكان شاهداً علي حفاوه الاستقبال الذي حظي به البنا هناك.

ومن اشكال الحميميه بين السعوديه والبنا، تركه ليُلقي المواعظ بين الجموع في مكه المكرمه وهو الامر الذي لم يكن السعوديون يسمحون به لاحد خشيه ان تعارض افكاره افكارهم، مؤكدًا ان مشروع حسن البنا هو امتداد لمشروع محمد بن عبد الوهاب مؤسس الوهابيه في المملكه العربيه السعوديه.

ودوّن الكتاب ايضا شهاده السفير الامريكي بجده انذاك "هيرمسان ايلتس" الذي قال انه التقي بـ"البنا" في السعوديه مرات عديده، وهي شهاده تؤكد ان "البنا" كان زائرًا منتظمًا للسعوديه التي كانت مصدر المال له، وما انعكس مؤخرًا علي شعار جماعه الاخوان المسلمين، المقتبس من علم السعوديه.

وربط السعوديه بفكر الاخوان في صوره حسن البنا، واستعراض العلاقه الوديّه التعاونيه بينهم، امر قد يزعج البعض، لان "النمنم" لم يعد فقط كاتبًا، او باحثًا ومؤرخًا، وانما اصبح وزيرًا للثقافه وهو منصب قيادي.

ويري "النمنم" في كتابه ان ادعاءات "البنا" بان التنظيم السري المسلح للاخوان وسلاحه كانا ضد الانجليز والصهيونيه لم يكن صحيحًا، فالتنظيم السري كان جزءًا اصيلًا من مشروعه وتفكيره.

وتشهد علي ذلك الاغتيالات التي طالت القاضي احمد الخازندار، واحمد ماهر، والنقراشي باشا، اللذين فشل الانجليز في قتلهما لاشتراكهما في ثوره 1919 التي كانا من ابطالها.

ولا يتورع "النمنم" عن ان يصف الاخوان بــ"صهاينه الاسلام"، في مقارنه مشروع الاخوان بالمشروع الصهيوني، فالاخوان لديهم مشروع الخلافه، واسرائيل تحلم بدوله صهيونيه من النيل الي الفرات.

ويؤكد "النمنم" ان كل الجماعات الارهابيه المنتسبه زورًا وبهتانًا للاسلام مصدرها سيد قطب والاخوان، ليجدد صفعاته علي وجهه الجماعه الارهابيه في كتابه "سيد قطب سيره التحولات".

"يقول "النمنم" عن الكتاب: "انا منشغل بسيد قطب كله، تحولاته العديده، وتقلباته في حياته الخاصه، كان ناقدًا ادبيًّا واعدًا ثم انقلب علي النقد، وكان ماسونيًّا متحمسًا في المحفل الماسوني الاكبر ويفخر بماسونيته ثم يصبح اسلاميًّا تكفيريًّا ورافضًا للاخرين علي طول الخط، وكان يكره حسن البنا ويمقته، حتي اطلق عليه لقب "حسن الصباح"، زعيم الحشاشين، ثم يعود ليصفه بالعبقري، وكان مفتونًا بطه حسين ويريد ان يصير مثله، ثم ينقلب عليه ويتهمه بانه تلميذ المستشرقين الكارهين للاسلام.

ويضيف: "في سنوات الاربعينيات بدا متشيعًا بتطرف، حتي وبخه الشيخ شاكر علي ذلك بعنف، ويخفف سيد تشيعه لياخذ بافكار الخوارج قتله علي بن ابي طالب".

يستمر "النمنم" في تناوله والكتابه في المواضيع "الحساسه"، من الإسلام السياسي، وجماعه الاخوان الارهابيه، وارائه عن العلمانيه، الي الازهر، فقد كتب "النمنم" كتابا بعنوان "الازهر الشيخ والمشيخه"، تناول فيه الموقع والدور سواء الدور العلمي او الفقهي او الاجتماعي واخيراً السياسي له.

ويقدم رؤيه جديده تختلف عن الدراسات التي عنيت بالجانب التاريخي لهذه المؤسسه الدينيه العريقه في محاوله لفهم الوقائع التي دوّنها المؤرخون والدارسون.

وكما يؤكد في كتابه وجوب "ان يقف الازهر وشيخه علي مسافه من سياسات الحكومه وتوجهاتها فضلا عن ممارساتها اليوميه"، يقف ايضًا "النمنم" علي مسافه من الاراء المؤيده او المنتقده للازهر.

ويقول: "ان غباء السلطه كان واضحا في اصرارها علي ان تجعل الازهر مؤسسه حكوميه في مواقف شيوخه ومساندتهم لسياساتها، نجد ذلك واضحا منذ تاسيس الاتحاد القومي ثم الاتحاد الاشتراكي وما تلاه من تنظيمات حتي الحزب الوطني، ففي كل هذه التنظيمات كانت توجد لجنه دينيه يجري ضم كبار العلماء اليها".

ويشير "النمنم" الي ان توريط الازهر في الشان السياسي العام وطموحات النخب السياسيه ادي الي ان "فقدت الدوله صوتا دينيا كان يمكن ان يلفت الانتباه الي الاخطاء التي تقع والمخاطر القادمه، وافتقد هؤلاء العلماء الكثير من مصداقيتهم ومن ثم التاثير في الرأي العام والقيام بدوره التربوي والاخلاقي وضعفت مؤسسه الازهر وفقدت جزءا من ريادتها ودورها الاجتماعي والسياسي، وقبل ذلك العلم والفقه، وصار ينظر اليه علي انه اقرب الي مؤسسه حزبيه او سياسيه مباشره وعلماؤه علماء وفقهاء السلطان".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل