كواليس The Godfather- الفيلم الذي رفضه كبار المخرجين

انه الفيلم الافضل في التاريخ حسب مجلات Time Out وEmpire وEW، كما يحتل رقم 2 في قائمه افضل 250 فيلم لموقع IMDB السينمائي، والمركز الثاني في قائمه المعهد الامريكي للسينما لافضل الافلام في التاريخ، ولا تخلو اي قائمه عن افضل الافلام في التاريخ من وجود الجزء الاول من سلسلة أفلام The Godfather التي تعتبر افضل ثلاثيه في تاريخ السينما.

الجزء الاول من الثلاثيه شهد العديد من المشاكل والصعاب التي كانت من الممكن ان تغير مساره ومسار السلسله بالكامل، صراعات علي ادوار في الفيلم، وصراعات علي الاخراج، تهديد من اكبر عصابات المافيا الأمريكية بقتل صناع العمل، ازمات ماليه كادت ان تنهي الفيلم مبكراً، وغيرها من الكواليس والاحداث التي كانت خلف ظهور اول افلام السلسله للنور.

البدايه كانت في عام 1967 اي قبل صدور الفيلم بـ 5 سنوات، حيث رشح احد الكشافين عن الروايات والسيناريوهات في استوديو Paramount السينمائي لنائب رئيس الشركه حينها بيتر بارت روايه مازالت تحت الكتابه حينها للمؤلف ماريو بوزو تحمل اسم The Godfather لكي يقوم بشراء حقوقها.

الروايه في هذا الوقت كانت عباره عن مجرد 60 صفحه بالاضافه الي 20 صفحه ملخص للروايه، وقام بيتر بارت بقراءه المخلص وابدي اعجابه الشديد بها وقرر شراء حقوق الروايه فوراً مقابل 12 الف دولار واعطي لماريو بوزو الوقت الكامل للعمل علي روايته وانهائها، ورغم معارضه وكيل اعمال ماريو بوزو للعرض الا ان بوزو قرر الموافقه خاصه انه في حال تحويل الروايه الي فيلم سيحصل بوزو علي 80 الف دولار اضافيه.

استغرقت الروايه من بوزو عامين للكتابه وصدرت في عام 1969 واستمرت لمده 67 في قائمه الاكثر مبيعاً، وبيعت اكثر من 9 ملايين نسخه في عامين فقط، النجاح الكبير للروايه منذ الشهور الاولي حمس المسؤولين في شركه Paramount علي التعجيل بالعمل علي تحويل الروايه لفيلم خاصه ان الشركه حينها كانت تعيش في فتره انتكاسه وخسائر كبيره بعد فشل اكثر من فيلم من انتاجها، وكان قرار Paramount حينها هو اقتباس احداث الروايه لكن تغيير الاحداث لتحدث في الحاضر لتقليل التكاليف، وبداوا البحث عن مخرج ذو اصول ايطاليه لكي يخرج الفيلم بنفس روح وتفاصيل الروايه.

اول الاسماء التي طرحت لاخراج الفيلم هو المخرج الايطالي سيرجيو ليوني الذي يعتبر واحد من اهم المخرجين الايطاليين في التاريخ، وكان ليوني حينها في قمه نجاحاته بعد النجاح الكاسح لفيلمه The Good، the Bad and the Ugly ثم تلاه نجاح فيلمهOnce Upon a Time in the West ، وعرضت الفكره علي ليوني الذي كان يعمل حينها علي فيلم عصابات اخر كان يعتبره فيلم العمر بالنسبه له وهو فيلم Once Upon a Time in America ومن اجله قرر ليوني الاعتذار عن عدم اخراج The Godfather ، وبعد رفض ليوني عرضت الشركه الفيلم علي اكثر من مخرج من بينهم بيتر بوجنداوفيتش، بيتر ياتس، ريتشارد بروكس وغيرهم من المخرجين لكن جميعهم رفضوا اخراج الفيلم.

في نفس الوقت وعلي جانب اخر، كان المخرج الايطالي الشاب فرانسيس فورد كوبولا يعاني من ديون عديده بعدما شارك في انتاج اولي افلام صديق عمره المخرج الجديد حينها جورج لوكاس THX 1138 وكان بحاجه الي المال، عندها طرح علي بيتر بارت اسم كوبولا وتحمس له للسببين، الاول هو كونه ايطالي شاب ولديه طموح عالي يناسب الفيلم، ثانياً ان اجره مناسب لظروف الشركه التي تحاول ان تخفض ميزانيه الانتاج قدر المستطاع، وبالفعل عرض بيتر بارت الفيلم علي كوبولا الذي لم يكن متحمساً في البدايه لكن حاجته للمال لسد ديونه التي بلغت نحو 400 الف دولار بالاضافه الي الحاح عائلته واصدقائه الذين دفعوه للموافقه علي اخراج الفيلم مقابل 120 الف دولار بالاضافه الي 6% من الارباح.

بعد تعيين كوبولا نشب الخلاف الاول بينه وبين Paramount بسبب اعتراضه علي ان تدور احداث الفيلم في الحاضر (السبعينات)، وتمسك كوبولا بان ينقل الروايه بزمنها (الاربعينات والخمسينات)، كوبولا كان محظوظاً بسبب النجاح المتزايد للروايه الذي اعطي امالا كبيره للمنتجين بان يستفيد الفيلم من هذا النجاح وبعد مناقشات وافقوا علي طلب كوبولا، ليبدا ماريو بوزو كتابه النسخه الاولي من السيناريو والتي بلغت 150 صفحه.

وكان قرار كوبولا هو ان يقوم كل منهما منفرداً بكتابه النسخه الخاصه به من السيناريو ومن ثم يجتمعا سوياً لتحديد الشكل النهائي، بعد 7 شهور انتهي الثنائي من الكتابه النسخه الثانيه للسيناريو لتاتي الخطوه الاخيره وهي النسخه الاخيره للسيناريو والتي احتاجت الي شهر كامل من العمل المستمر من بوزو وكوبولا حتي انتهوا منها في 163 صفحه، والجدير بالذكر ان كوبولا وبوزو استعانوا بالمؤلف روبرت تاون لكي يكتب مشهد واحد في الفيلم وهو مشهد دون فيتو وابنه مايكل في حديقه المنزل.