المحتوى الرئيسى

لويس باستير واكتشاف المايكروبات (مترجم)

09/19 16:06

ولد لويس باستير عام 1822 بمدينه دول الفرنسيه. ولقد خلد اسم لويس باستير الي الابد في تاريخ الطب. هو واخرون امثال الكسندر فليمينج، ادوارد جينير، روبرت كوخ، وجوزيف ليستر يحظون باهميه عظيمه عند دراسه التاريخ الطبي.

(مدينه دول مسقط راس باستير)

ما حققه باستير (الا وهو اكتشاف الجراثيم) قد يبدو بديهيا في معاييرنا الان؛ لكن اكتشافه كان من شانه تغيير وجه الطب وتخليد اسمه الي الابد بصفه يوميه في صوره اللبن "المبستر" وهو ما سمي كذلك تخليدا لذكراه.

يعد باستير مهما لثلاثه اسباب:

- اولا لانه اثبت بالتجربه ان الميكروبات المحموله في الهواء هي سبب المرض.

- وثانيا لانه بني نتائجه علي عمل ادوارد جينير وساعد علي تطوير المزيد من اللقاحات.

- وثالثا لان عمله اثبت كم كانت المؤسسه الطبيه متزمته و متحفظه ضد العلم في زمنه.

في شبابه، درس باتسير في جامعه ايكول نورمال في باريس. في عام 1834، اصبح باحثا كيميائيا. ولقد ذاع صيته بشده لدرجه انه في عام 1854 اصبح عميدا لكليه العلوم بجامعه ليل وعمره 32 عاما فقط. في هذا الوقت، كانت مدينه ليل مركزا لصناعه الخمور بفرنسا. وفي عام 1856، زاره رجل يدعي بيجو كان يعمل في مصنع لانتاج الخمور من بنجر السكر. كانت مشكله بيجو ان الكثير من الاحواض خاصته من البيره المتخمره تحولت الي حامض و عليه فقد فسدت البيره واضطروا الي التخلص منها. من وجهه النظر الصناعيه، كان هذا يعد كارثه، لذا فقد طلب بيجو من باستير ان يعرف سبب حدوث هذا.

(تمثال باستير التذكاري بجامعه ليل)

وبعد استخدامه لمجهر لتحليل عينات من الاحواض، اكتشف باستير الالاف من الكائنات الحيه الدقيقه. واصبح مقتنعا انها هي المسئوله عن تحول البيره الي حامض. واعتقد انها سببت تعفن البيره وليست ناتجه عنه.

استمر باستير في عمله علي هذا الموضوع عن طريق دراسه سوائل اخري كاللبن والخمر والخل. وفي عام ،1857 عين مديرا للدراسات العلميه في جامعه الايكول نورمال بباريس. وفي الفتره بين عامي 1857 و 1859، اقتنع بان السوائل التي درسها كان يتم تلويثها بميكروبات تطفو في الهواء. وردا علي هذا، فقد سخرت منه المؤسسه الطبيه قائله: "نخشي ان التجارب التي تنشرها يا سيد باستير سوف تنقلب عليك. فالعالم الذي تنتوي ان تاخذنا اليه هو حقا خيالي للغايه" كما نشر في صحيفه لا بريس عام 1860.

ولقد حول الراي العام باستير الي مخرف ولكنه عوضا عن ان يستسلم، فقد صمم علي القتال من اجل ما يؤمن به، وبدا في القيام باختبارات لاثبات صحه اكتشافه، وتوصل االهواء يحتوي علي كائنات حيه، وان هذه الميكروبات قادره علي احداث التعفن، وان هذه الميكروبات يمكن قتلها عن طريق تسخين السائل الذي يحتويها وان هذه الميكروبات ليست موزعه بصوره متساويه في الهواء".

في ابريل من عام 1864، شرح باستير اكتشافه امام جمع من مشاهير العلماء بجامعه باريس. واستطاع اثبات صحه نظريته بما لا يدع مجالا للشك، بالرغم من رفض بعض الحضور لتصديقه ومن بينهم د. شارلتون باستيان والذي اصر علي ان التعفن سببه من داخل السائل نفسه وليس بسبب الكائنات الحيه الدقيقه الملوثه.

حتي عام 1856، كانت ابحاث باستير علي البيره والخمر واللبن فقط. وفي عام 1856، طلب منه ان يبحث في مرضه الاول الذي كان يدعي داء البيبرين، و هو مرض اثر سلبا علي صناعه الحرير من دود القز. وفي خلال عام، توصل باستير الي ان الميكروبات قد تصيب البشر ايضا كما تصيب البيره ودود القز مما يعني ان الميكروبات قد تنشر الامراض بين الناس. ثلاثه من بنات باستير توفين بين عامي 1859 و 1865، اثنتان بسبب التيفود، وواحده بسبب ورم بالمخ.

في عام 1865، اصاب وباء الكوليرا مارسيليا، فقام باستير بعده تجارب في المستشفي املا في العثور علي الجرثومه المسببه لهذا المرض المخيف، لكنه لم ينجح.

في عام 1868، اصيب باستير بنزيف في المخ ادي الي شلل نصفي بالناحيه اليسري من جسده، مما اثر علي قدرته علي العمل؛ لكن الابحاث التي قام بها حتي عام 1868 كانت قد الهمت العديد من العلماء الشبان.

طور باستير عمله عن طريق ايجاد ما من شانه وقايه الناس من الاصابه بالامراض. كان ما يلهمه هو رغبته في تطوير معرفته وايضا كونه وطنيا. في هذا الوقت كان روبرت كوخ يجذب الكثير من الانتباه من كل اوروبا الي اكتشافاته. ولقد ساهمت هذه المنافسه بين الفرنسي والالماني في دفعه كبيره للتقدم في الطب. في عام 1881 قابل باستير كوخ في اجتماع بـ لندن بينما كان الالماني يلقي محاضره عما قام باكتشافه الي هذه اللحظه. وكان كل ما قاله له باستير بعد المحاضره: "هذا تقدم عظيم".

كان كوخ يعمل وسط فريق من العلماء الباحثين المهره؛ بينما كان باستير عاده يعمل وحيدا. لذا فقد ادرك ان هذه ليست طريقه العمل المثلي، فكون بدوره فريقه الخاص من العلماء الباحثين. لطالما افتقر باستير الي المعرفه الطبيه المفصله؛ وعليه فقد الحق بفريقه طبيبين شابين باهرين هما: ايميل رو و شارل شامبرلان. وكان اول مرض يعمل عليه هذا الفريق هو كوليرا الدجاج وهو مرض كان يصيب اصحاب مزارع الدواجن.

كان باستير قد سمع عن عمل ادوارد جينير فيما يتعلق بـالجدري. واقترح باستير انه اذا كان يمكن اكتشاف لقاح ضد الجدري، فانه يمكن اكتشاف لقاحات ضد كل الامراض. ولم يكن يعلم كيف كان يعمل لقاح جينير؛ لذا فقد لجا الي التجربه والخطا للوصول الي لقاح ضد كوليرا الدجاج. في صيف عام ،1880 توصل الي لقاح بالصدفه، حيث قام شامبرلان بحقن بعض الدجاج بجراثيم كوليرا الدجاج من مزرعه جراثيم قديمه كانت عندهم من مده بسيطه، فلم تمت الدجاجات، فطلب منه باستير تكرار ما فعله ولكن من مزرعه جراثيم احدث وكانت حجته ان المزرعه الاحدث ستنتج جراثيم اقوي.

وبالفعل تم حقن مجموعتين من الدجاج؛ واحده قد تم حقنها بالقديمه و الاخري لم تحقن من الاساس. و كانت النتيجه ان الدجاجات التي حقنت من المزرعه القديمه نجت و التي حقنت لاول مره ماتت. اصبحت الدجاجات المحقونه بالمزرعه القديمه حصينه ضد المرض. و اعتقد باستير ان اجسامها استغلت الجراثيم الضعيفه لنكوين مناعه ضد الجراثيم الحديثه الاقوي.

في عام 1881، اعلن باستير ان فريقه قد توصل الي طريقه لاضعاف جرثومه الجمره الخبيثه، وبالتالي تطوير مصل ضدها. وبالرغم من شهرته، ظل هناك من يسخر منه في العالم الطبي: "هل لديك بعض الميكروبات؟ يوجد منها في كل مكان. فهذه هي احدث صيحه، ولا يجوز مناقشتها. خاصه، وان العالم السيد باستير قد نطق بالكلمات المقدسه: ان الميكروب وحده هو المسبب للمرض. هذا امر مفهوم ومثبت.. الميكروب وحده هو الحقيقه، وباستير هو نبي هذه الرساله" كما نشر روسينول عام 1881.

كان روسينيول هو محرر مجله "الصحافه البيطريه"، و تحدي باستير عام 1882 في اختبار علني للقاحه ضد الجمره الخبيثه. تم عمل الاختبارات في مايو من عام 1882، ستون خروفا تم استخدامهم في الاختبار. ابقي باستير علي عشر خراف كما هي، وقسم الخمسين الباقيه الي مجموعتين كل مجموعه من خمسه و عشرين خروفا. حقن احداهما بلقاحه و لم يحقن الاخري، ثم حقنهم جميعا بفيروس الجمره الخبيثه، فماتت المجموعه التي لم تلقح بعد يومين، بينما اظهرت المجموعه الملقحه بعض الاعراض الطفيفه، ثم تم اعلانها خرافا سليمه بعد مده قصيره، مما اثبت انه لم يكن يبالغ بشان لقاحه. صحيفه التايمز ببريطانيا العظمي وصفته علي انه: "واحد من امجاد فرنسا العلميه".

ثم التفت هو وفريقه بعدها الي داء الكلب. معظم ضحايا هذا المرض ماتوا ميته مؤلمه، وبات واضحا ان المرض اصبح شائعا في فرنسا. وبالرغم من ان الفريق لم يستطع تحديد الجرثومه؛ الا انهم توصلوا الي انه لا يهاجم الجهاز العصبي الا بعد وصوله الي المخ اولا. فتعقب الفريق الجرثومه الي المخ والحبل الشوكي في الحيوانات المصابه، وباستخدام احبال شوكيه مجففه انتجوا لقاحا ضد المرض، وتم اختباره اولا علي الحيوانات.

حقن باستير حيوانات سليمه بالجراثيم المستخلصه من الاحبال الشوكيه بعد 14 يوما من الاصابه. بعد هذه الفتره تصبح الجراثيم ضعيفه وغير مؤذيه. ثم اخذ يحقن نفس الحيوانات جراثيم احدث عمرها 13 يوما ثم 12 يوما وهكذا حتي توصل الي حقن الحيوانات باكثر الجراثيم حداثه وفتكا ومع ذلك لم تمت اي من الحيوانات الملقحه. لكنه واجه مشكله خطيره، الا وهي ان ما نجح مع الحيوانات قد لا ينجح مع الناس.

في عام 1885، عض كلب مسعور طفلا صغيرا اسمه جوزيف مايستر، فاحضروه الي باستير. كان الولد سيموت ميته مؤلمه لا محاله لو لم يفعل شيئا له لذا فقد خاطر باستير باستخدام اللقاح الغير مختبر عليه.

"بما ان هذا الولد ميت لا محاله، فقد قررت بمنتهي التخوف والقلق ان استخدم اللقاح الذي اثبت نجاحه علي الكلاب علي جوزيف مايستر. وعليه فبعد مرور ستين ساعه علي العضه، وفي حضور الاطباء فلوبيان و جرانشير، فقد حقنت الولد تحت الجلد بمقدار نصف حقنه من الحبل الشوكي لارنب قد مات بنفس المرض وقد تم حفظه لمده 15 يوما في قاروره من الهواء الجاف. وفي الايام التاليه تم الحقن من عينات احدث. قمت بحقنه 13 مره، وفي اليوم الاخير، قمت بحقن جوزيف مايستر بالفيروس الاكثر فتكا من المرض"

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل