المحتوى الرئيسى

أحمد الشال يكتب: أوربان الثانى وبطرس الحافى وشيوخ الفتة | ساسة بوست

09/19 06:24

منذ 1 دقيقه، 19 سبتمبر,2015

شدّ ما اثار في نفسي الحنين ها هنا وانا اتسكّع في نواحي بلديّه ” كليرمون” الفرنسيه الهادئه بين ابّهه الحاضر وعراقه الماضي، لم تكن معرفتي الاولي بها ، قرات عنها كثيراً من قبل ، احداثٌ صاخبه دوّت في عقلي كوميض اَله التّصوير اتت في مشهد بعُثت فيه الحياه من جديد حتّي انّني حاولت ان استشعر الدّفء من بروده تلك الليله الماطره التي وقف فيه البابا أوربان الثاني بوجهه الابيض  منافسا لوحات القدّيسين في الهيبه والحكمه اللتين استطاب لهما السّكني في عينيه .

علي راس القادمين من نواحي فرنسا وقف مخاطباً ايّاهم ان يهبّوا لمساعده ” المسيح” عازمين اشدّ العزم علي غزو الشّرق ليغسلوا اَثامهم بدماء الكفّار (يقصد المسلمين) .

” قـــل نــعم تجـلب النـعم  ” من قائل هذه العباره ..!

“سوف يتمّ غفران ذنوب كل اولئك الذاهبين الي هناك، اذا ما انتهت حياتهم باغلالها الدنيويه، سواء في مسيرتهم علي الارض، او اثناء عبورهم البحر، او في خضمّ قتالهم ضد الكفار وهذا الغفران امنحه لكلّ من يذهب الي هناك بمقتضي السّلطه التي اعطاني الربّ ايّاها فمن لم يحمل صليبه وياتي ورائي فلن يستطيع ان يكون تلميذي ”

هكذا القي ” اوربان ” عباراته بكل وضوح وقد بلغت منه الحماسه كل مبلغ مستجلباً مشاعر بسطاء المسيحيّين ، فمن منهم تابي قدماه تلبيه نداء الربّ؟

انها دعوات جديده من نوعيه “اقتل باسم الربّ” و ” اطعن تنعم ” فطوّع قلوب المساكين الذي وجد الفقر مكاناً متسعاً في عقولهم كما وجد الجهل في بعض القساوسه والرهبان حيزاً رطباً يسكن اليه ..

: فيصيح الجمع بحماسه لم يتوقعها هو نفسه

الربّ يريدها ..الربّ يريدها (يقصدون عكا )  لكنّ الربّ الذي زعموا انّه يريدها  كان يعلم جيداً انّ شخصاً اَخر هو الذي يريدها ، شخصاً غير اوربان نفسه.

لم يغب عن ( بطرس الناسك) ان يستجلب الرهبنه والقداسه في عيون مريديه وقد اثر ان يخطو حافياً تملقاً للفقراء ليُعرف بعد ذلك بــ( بطرس الحافي) ..

والحّ بصوته الاخّاذ ان يستميل فيّ الحماس- كانّي فيهم – كما بعثه في قلوب العوام فما ايسر ان يذعن العوام لرجال الدين ، لكنني تنبهت من لؤم وسيلته لاخبرهُ ان الحنجوريه ما عادت تغويني ، فـيُشيح بوجهُه عني في انفه ولايلقي اليّ بالاً ، انّ اعداد من يتبعهُ كُثر علي كلّ حال ، وطفق يحدّثهم عن ثراء بلاد الشّرق ليتملّق صراخ الامعاء لبعض كفايه و توق الاحلام لامل تحقيق ، فيزيد بحبكته الدّينيه :

– من سيموت علي هذا سيُمنح الخلاص والغفران

وسار وراءهُ من الفقراء والمحتاجين والجهلاء اكثر من مئه الف فرد حتي سُمّيت بحمله البسطاء اَن ذاك ..!

لكن اولئك لم يعلموا انّه استخدمهم – كايّ رجل دين يستخدم مريديه مادّه  لبلوغ  مـاَربهُ – ليكُون له مجداً شخصياً ، انتهي برئاسته كنيسهٍ اسسّها هو بفرنسا قبل ان يمسك اموال النذور ..!

ولو علموا بغيتهُ لصنعوا منه حساءاً شهياً يغمّسوه بصكوك غفرانه الزائفه ، بعدما انهي حياتهم ما بين قتلي علي يد السلاجقه او عبيداً للبلقان.

بعد ما يزيد عن تسع قرون تظلّ الامور سيّئه كما هي ، لكن هذه المره من يدير اللّعبه هم المسلمون انفسهم ، فيخرج منهم من يتحدّث بلسان الله ويُصدر فتاوي بالقتل والذبح والحرق وكلّه بما يرضي الله ليصنعوا بتابعيهم ما شاؤوا ان يصنعوا ، وان يتحكّموا فيهم ليَصِلُوا الي ما شاؤوا ان يصلوا، فيظهر بطرس اَخر لكنّه بلحيه وعباءه بيضاء ، يتبعه مريدوه في ساحات اخري غير ساحات ” كلير مون”..

” نعم في الجنه ولا في النار ” هل سمعتها من قبل ..!

ينزل من سيّارته الفارهه تتبعه الحشود و تخمته المفرطه تكاد تخدعك اين كان يجلس.. علي يمين العربه ام يسارها .. حتي انّه لم يتح مكاناً كافياً لزوجاته الصغيرات من الجلوس باريحيه

القي نظره عابره عليهم- اقصد جمهوره – ويداه تداعب لحيته الشعثاء انّه يريد ان يذكّرهم انّ لحيته اطول وذو اللّحيه الاطول يُنْصَتُ اليه ، خاصّه لو كانت بيضاء ناصعه تسرّ الناظرين، ثم اتّجه الي المنبر بين هتاف مريديه بانّه  امام المسلمين واسد الدعوه …الخ

وقف ( شيخ الفته ) يحدّثنا عن غزوه الصّناديق والابتسامه تعلو سحنته ، يدفع مريديه للقتال من اجلها ومن يمت فهو شهيد والخروج فيها جهاد و وقف يكبرّ تكبيرات العيد ويدعو خصومهم ” الكفّار ” كما اسماهم بقطع تذاكر الي كندا وغيرها فالبلد بلده الان وسيقاتلهم حتّي يتركونها خاويه علي عروشها ..

من باب العلم بالشيء هذه النوعيه التي يطلق عليها اللحوم البسبوسه – هل قلت مسمومه – التي وان تحدّث عنها مُحدّث اصبح من الرويبضه المهرطقه  يجب ان يوضع  في بوتقه مليئه بماء المخلل..

ثم يختم  خطبته  بــ” اَداب دخول المرحاض باليسار ”  الذي يعتبره هو من جوهر الدّين وعماد الاسلام ، وانّ التخلف عنه معصيه تقتضي كَفّاره يدفعها في صندوق مسجده..

بالمناسبه كان لي صديق شيوعي عندما سمع منه ذلك دخل المرحاض بنعل احمر وتحت ابطيه مجلد ماو تسي تونج.

ملتهباً علي منبر المسجد يستشهد بالاَيات ويامر مستمعيه بقتل من يخالفهم، فالدّين معكم والرّسول معكم والله معكم ،اضرب في المليان ولا تاخذك بهم رحمه ولا شفقه ، طوبي لمن قتلهم وقتلوه ، من قتلهم كان اولي لله منهم ، ان ريحتهم نتنه في الظاهر والباطن ويجب ان نطهّر البلاد من ريحتهم ، والحقيقه انني لم افهم ما يرمي اليه الشيخ هل اقتلهم لرائحتهم النتنه ام لانّهم معارضون؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل