المحتوى الرئيسى

المهاجرون يرون فرصة أخيرة للوصول إلى أوروبا قبل شتاء يقطع الطرق

09/18 18:45

تجمع مئات السوريين وغيرهم من اللاجئين في ساحه صغيره وسط اسطنبول املا في اقتناص فرصه اخيره للوصول الي اوروبا قبل ان يجعل سوء احوال الطقس الطريق من تركيا لليونان محفوفا بمخاطر لا طاقه لهم بها.

الزبير (20 عاما) الذي فر من مدينه دير الزور السوريه قبل 3 اعوام ويريد الان التوجه الي اوروبا قبل ان تضع زوجته حملها الذي بداته منذ 8 اشهر يقول "هذا وقت الرحيل والباب الي اوروبا مفتوحا، انا خائف لكني مستعد."

جمع الزبير 8000 يورو (9000 دولار) من اجل الرحله التي تبدا من ساحه تقع بمنطقه اق سراي في اسطنبول حيث يتم الاتفاق مع "وسيط" يساعد المهاجرين علي الوصول لساحل بحر ايجه.

كان الزبير وزوجته ضمن موجه مهاجرين قياسيه حدثت هذا العام وشملت اكثر من 300 الاف من الفارين من الحروب والاضطهاد والفقر في رحله الي اوروبا انطلاقا من اليونان. وتقول المنظمه الدوليه للهجره ان هذا العدد يزيد 5 مرات عنه في عام 2014 وان الاعداد تواصل الزياده. وقد وصل ما يربو علي 116 الف مهاجر الي ايطاليا هذا العام.

فصل الخريف لن يكون امنا

لكن الرحله تزداد صعوبه وستتوقف تماما قريبا مع حلول فصل الخريف واشتداد سرعه الرياح وارتفاع الامواج في بحر ايجه الذي عاده ما يكون هادئا في شهور الصيف.

قال جوزيف وهو فلسطيني عمره 37 عاما يعمل كوسيط منذ 4 سنوات "هذا هو الاسبوع الاخير وبعده سيكون الموج عاليا جدا." واشار الي ان غيره من الوسطاء يمكن ان ينظموا رحلات بعد ذلك رغم الاحوال الجويه غير المواتيه.

جوزيف يدير فريقا من 7 افراد ويستدل عليه المهاجرون القادمون من سوريا والعراق وافغانستان وافريقيا من خلال الاستعانه باخرين استعانوا هم انفسهم باخرين للوصول اليه. وهناك اسماء اخري مدرجه علي صفحات الفيسبوك التي يديرها لاجئون.

يتولي جوزيف مهمه تحديد الوسيط التالي الذي سيرسلهم اليه والذي يتولي بدوره مقابل رسم بسيط مهمه الاحتفاظ باموالهم ودفع مبالغ للمهربين فور ان يتلقوا من اوروبا اتصالا هاتفيا يتضمن كلمه السر. بعدها ينتقلون للوسيط التالي الذي يرتب لانتقالهم الي الساحل علي شاحنات فان.

هي تجاره رائجه. ويقول جوزيف انه يعمل 3 اشهر في السنه يتحصل خلالها علي 100 دولار من 800 دولار يدفعها كل من عملائه اسبوعيا كي يتكدسوا في زورق مطاطي او قارب صغير للوصول لجزر اليونان.

قالت المنظمه الدوليه للهجره ان اكثر من 70 شخصا غرقوا اثناء محاولتهم الوصول لليونان في النصف الاول من الشهر الحالي شهد ما يقرب من نصف حالات الوفاه في عام 2015 مما يجعل سبتمبر ايلول هو اكثر الشهور امتلاء باعداد القتلي منذ عامين.

معظم الذين لقوا حتفهم في مياه البحر المتوسط هذا العام والذين بلغ عددهم 2800 قتيل كانوا يحاولون اجتياز طريق اشد خطوره الي ايطاليا. وخلال عام 2014 باكمله هلك 3279 مهاجرا في رحلاتهم.

امرا جولر المسؤول بمشروع منظمه الهجره في تركيا قال ان "الزياده المفاجئه في اعداد الوفيات ترجع الي ان اعدادا اكبر من الناس تقوم بمحاوله اخيره والطقس لا يزال مواتيا والمياه دافئه."

وما يردده البعض عن تشديد اجراءات الامن التركيه علي الحدود وما اثارته صور جثه الطفل ايلان كردي علي شاطيء تركي من اسي لم يكن له اثر يذكر في تدفق اللاجئين.

الزبير قال ان صوره ايلان ذي الثلاث سنوات حفزته علي الرحيل الان قبل قدوم طفله للحياه.

واضاف في مقهي تجمع فيه المهاجرون لتدخين النرجيله وارتشاف القهوه "لا اريد ان افعل هذا ومعي طفل رضيع."

اق سراي مكان لتجميع اللاجئين والاموال ايضا

باتت اق سراي -وهي تكتل من المباني السكنيه الخرسانيه تحمل لوحاتها اعلانات عن غرف السكن وحلاقه الشعر بالعربيه- منطقه يتجمع فيها السوريون للقاء الوسطاء الذين يطلقون عليهم "المافيا".

محمد صالح علي رئيس رابطه التضامن مع اللاجئين السوريين في ازمير الواقعه علي ساحل بحر ايجه علي طريق يؤدي الي اليونان قال ان وسائل التواصل الاجتماعي تجبر الوسطاء والمحتفظين باموال اللاجئين علي الامانه.

واضاف "تتدفق ملايين الدولارات كل ليله ولا مجال لتعقبها رسميا. والناس تتصرف بامانه لانه اذا اختفت الاموال فستسري موجات غضب علي الفيسبوك، وان كان هذا العدد الكبير من الناس ينطلق من هنا فهذا لان النظام يعمل."

ونشا قطاع مبيعات جديده يذكر الناس بالمخاطر التي قد يلقونها: سترات نجاه رديئه، انابيب داخليه مصنوعه من اطارات قديمه، بالونات لمنع تسرب الماء الي المال والهواتف.

الخوف من غرق القوارب دفع الالاف للتوجه الي الحدود البريه مع اليونان بالحافلات هذا الاسبوع. ومن لم يتمكن من اقتناص تذكره فانه يقطع الرحله سيرا من اسطنبول. ويجري التنظيم عبر الفيسبوك لجذب الانتباه لحجم الماساه.

وقال حرس الحدود البلغاري انه منع حوالي 200 شخص من عبور الحدود مع تركيا يوم الاربعاء.

متين كوراباتير الذي يراس مركز ابحاث اللجوء والهجره في تركيا قال ان قيام المانيا ودول اخري من الاتحاد الاوروبي بزياده حصصها من اللاجئين ربما يكون قد اسهم بشكل غير مقصود في تشجيع مزيد من اليائسين علي محاوله الوصول لاوروبا.

وتابع "مع موت امال السلام في سوريا ودفنها... يحتشد المزيد علي ابواب اوروبا."

وكان شهر اغسطس اب واحدا من ادمي الشهور طيله الحرب الأهلية السورية التي دخلت الان عامها الخامس. وقالت المفوضيه الساميه للامم المتحده لشؤون اللاجئين‏ ان هذا ساعد علي ارتفاع عدد اللاجئين المسجلين باكثر من 73 الفا.

وقال كوراباتير ان الموجودين في تركيا التي تستضيف حوالي مليوني لاجيء سوري "يواجهون اوضاعا اقتصاديه واجتماعيه متفاقمه مما يجعل اوروبا تبدو وكانها جنه."

ومع هذا فان الطريق الي "الجنه" يبدو في عيون البعض محفوفا بالمخاطر الشديده في الوقت الحالي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل