المحتوى الرئيسى

حازم المزين يكتب: أجهزة الاستخبارات حول العالم وحقيقة أنشطتها | ساسة بوست

09/18 16:56

منذ 1 دقيقه، 18 سبتمبر,2015

بدات فكره وجود اجهزه استخبارات فعليه قائمه بذاتها بعد انتهاء الحرب العالميه الثانيه، انتبهت عدد من الدول الي اهميه المعلومه كعنصر اساسي في الحرب، والي امكانيه القضاء علي دول كامله او تغيير اوضاعها او اضعافها بدون حرب عسكريه توقع الخسائر غير المحسوبه في كلا الطرفين، واليوم اصبح صراع العقول هو الصراع القائم بين الاقطاب والدول بلا توقف.

مع الوقت تطورت وظيفه الاستخبارات في الدول، وتعدت كونها الحصول علي معلومه او اطلاق شائعه، فاصبحت مراقبه الاعداء وتهديدات الأمن القومي للدوله عملًا اساسيًا، والقيام بالعمليات العسكرية السريه لتصفيه العناصر الارهابيه او التهديدات المحتمله او القيام بعمليات عسكرية لا ترغب الدوله في الكشف عنها، وكذلك التحقيق مع الاسري بدون التقيد بالقوانين وحقوق الانسان، وضمان الحفاظ علي سريه ملفات الدوله الكبري ووثائقها وامنها القومي،

وفي بعض الدول اوكل الي اجهزه الاستخبارات الرقابه علي القوات المسلحه والتاكد من ولاء الجنود والضباط للدوله ومن عدم وجود ثغرات امنيه قد تشكل تهديدًا علي اي جزء في الدوله، واصبحت الاستخبارات تتولي مهام انجاز او الاشراف علي صفقات بيع السلاح في الدول وخصوصًا الصفقات غير المشروعه، وتكون الاستخبارات عاده الذراع الاساسي للدوله لبسط النفوذ والقوه في الدول الاخري واستعمارها والهيمنه عليها، ولا تدخر في سبيل ذلك الطرق، حتي القذره منها، وتستخدم العملاء والجواسيس المدربين باعلي المستويات، والمعدات الحديثه المتطوره من طائرات التجسس والاتصالات واجهزه المراقبه بانواعها.

كانت بعض الدول اسبق من غيرها في العمل علي وجود جهاز استخبارات متمكن وقوي لديها، وكانت بريطانيا والولايات المتحده علي راس تلك الدول، فالبريطانيون تحديدًا كانوا اساتذه العالم في الجانب المخابراتي ولازالوا من الاقوي والاكثر براعه، وكان يليهم بدايهً الامريكيون والاتحاد السوفييتي، وتتابعت بعد ذلك الدول في تطوير هذا الجانب لديها.

فيما يلي اجهزه الاستخبارات الخمس الاقوي في العالم، بدءًا باكثرها قوهً ونفوذا، يعتمد الترتيب علي البحث الشخصي:

وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية – CIA

من البديهي ان تمتلك اقوي دوله في العالم اقوي جهاز استخبارات في العالم، والذي يعتبر عمودًا اساسيًا في اعمده قوه الولايات المتحده، والذي تاسس بتعليماتٍ من الرئيس الثالث والثلاثين للولايات المتحده “هاري ترومان”، لم تكن الـ CIA اول جهاز استخبارات للولايات المتحده، بل كان ثمه وحدات بمسميات مختلفه تقوم بالانشطه المخابراتيه كان اخرها “مكتب الخدمات الاستراتيجيه”، وتتبع مباشره للرئيس الامريكي، كجهاز دوله مستقل.

لا توجد معلومات رسميه او مؤكده حول عدد عملاء الـ CIA ومقراتها حول العالم ولا حتي بيانات واضحه من الحكومه الامريكيه حول طبيعه المهام والانشطه التي تقوم بها الوكاله، فاعداد عملاء الوكاله ورجالها يحصي بالالاف، وتعمل في جميع انحاء العالم لضمان الامن القومي الامريكي والقضاء علي تهديداته، فضلًا عن بسط النفوذ والهيمنه الامريكيه علي الدول.

تقوم الوكاله بشكل سنوي برفع صفه السريه عن عدد من الوثائق والعمليات والانشطه التي انتهي تاثيرها بشكلٍ او باخر، وغالبًا قد مر عليها 10 اعوام او اكثر، ولم تمنع السريه الشديده التي تتصف بها اعمال الوكاله من حصول تسريبات كثيره حول اعمالها من ابرزها تسريبات ويكيليكس وتسريبات ادوارد سنودن.

يقع المقر الرئيسي لـ CIA في “فيرجينيا”، ويعتبر من اكثر الاماكن تحصينًا وحمايهً في العالم، بالاضافه الي المقرات الرسميه وغير الرسميه في مختلف دول العالم، وعدا عن الاقسام الفرعيه لها في السفارات الامريكيه والبيوت الامنه التابعه لها والموجوده بالالاف حول العالم. وتهيمن الاستخبارات المركزيه CIA علي اغلب استخبارات دول العالم وتتغلغل فيها، وخاصه الاجهزه الاستخباراتيه العربيه.

خدمة الاستخبارات السرية البريطانيه – SIS

لم تعترف الحكومه البريطانيه بوجود جهاز الاستخبارات رسميًا الا بعد قرابه 100 عام علي وجوده وتاسيسه، ويشتهر عمليًا جهاز الاستخبارات والامن الخارجي البريطاني بمسمي الاستخبارات العسكرية القسم السادس “MI6″، ضمن فروع الاستخبارات الوطنيه البريطانيه، ويعتبر من اقوي وابرع اجهزه الاستخبارات في العالم، ورجاله من الاكثر حنكه والاعلي تدريبًا. وهو علي علاقه وثيقه بالاستخبارات الأمريكية، ويليها نفوذًا وقوه حول العالم.

يقع المقر الرئيس لـ MI6 في تقاطع فوكسهول في لندن، بالاضافه لعدد من المقرات الضخمه الاخري داخل البلاد، وتعمل الي جانب فروع واذرع الدوله الامنيه الاخري، وهي الاوسع نطاقًا في التجسس علي مستوي العالم، وكشفت صحيفه “الاندبندنت” قبل فتره عن وجود محطه بريطانيه سريه ضخمه في الشرق الاوسط لاعتراض الاتصالات والتجسس عليها، ولم يتم الكشف عن اسم البلد تحديدًا.

يعتبر عدد من المؤرخين والمحللين بريطانيا مطبخ المؤامرات حول العالم، وربما يدعم هذه النظريه حجم النشاط الاستخباراتي الضخم لبريطانيا عبر هذا الجهاز، ورغم ان المعلومات المسربه حول MI6 اقل بكثير منها حول CIA تبعًا لعده عوامل اهمها سياسات الجهاز البريطاني المتينه في التعامل مع المعلومات بالاضافه لحرصه علي ولاء عملائه، الا ان عددًا من عمليات التصفيه والاعتقال والتجسس والعمليات العسكريه غير الرسميه قد ثبت تورط القسم السادس فيها.

تحاول بريطانيا التسويق لقوه ماكينتها الاستخباراتيه وقوه عملائها بكل الوسائل، وربما شاهد الجميع بعض افلام جيمس بوند، التي تعكس بشكل سينمائي قوه المخابرات البريطانيه وجسارتها.

معهد الاستخبارات والمهام الخاصه الاسرائيلي – MOSSAD

ربما لم يعرف التاريخ جهاز استخبارات اكثر تورطًا وقذاره بحجم الموساد، وبدايهً بعلاقه الكيان الصهيوني القويه مع الولايات المتحده فكانت ايضًا علاقه المؤسستين الاستخباراتيتين قويه جدًا بالاضافه لعلاقه الكيان القويه ببريطانيا واستخباراتها، ليس علي صعيد التبادل المعلوماتي والاشتراك في تصفيه او اعتقال الاهداف، بل يتجاوز ذلك الي استعمال ذات البيوت الامنه والمقرات في بعض الاحيان.

انشطه الموساد، لا تتوقف ولا تراعي شيئًا علي صعيد القوانين او العلاقات او الشرعيه او القيم والمبادئ، الغايه تبرر الوسيله نهجًا ثابتًا في تاريخ الموساد، الذي لا يتورع عن القيام بانشطته حتي في الدول التي تعتبر صديقه للكيان او ابتزاز رجال المخابرات الصديقه لاجبارهم علي الخضوع تحت نفوذها، وعدا عن الاعمال الروتينيه للموساد من القتل والتصفيه والتجسس والتخريب وتنفيذ سياسات الكيان، كان ذراع الموساد في التامر علي الربيع العربي هو الاطول علي الاطلاق، ولم يتوقف عند حد ملاحقه قيادات المقاومه الفلسطينيه، بل الي حد استهداف اي شيء قد ترغب اسرائيل في عدم وجوده.

قام الموساد بالكثير من عمليات التصفيه وزرع الجواسيس في اعلي المراكز القياديه الفلسطينيه، ويضرب مثالًا في ذلك “امينه المفتي” عميله الموساد العربيه الاشهر علي الاطلاق – بامكانك الاطلاع علي مذكراتها – لكن عددًا من عمليات الموساد باء بالفشل او تسبب بازمات سياسيه كبيره مثل محاوله اغتيال رئيس حركه حماس “خالد مشعل”، واحد رجال حماس العسكريين “محمود المبحوح”، بالاضافه الي اشتراكه في عدد من التصفيات لقاده المقاومه الفلسطينيه من ابرزهم “خليل الوزير”، و”صلاح خلف”، الذين تمت تصفيتهم في تونس.

المخابرات الفيدراليه الروسيه – FSB

عرف سابقًا باسم لجنة أمن الدولة KGB ولا زال هذا الاسم يستعمل احيانًا، ورغم انه قد تم تاسيسه عقب انهيار الاتحاد السوفيتي كخطوه دفاعيه لشل الانشطه المضاده من اجهزه الاستخبارات الاخري، الا انه غدا الان احد اشرس واقوي اجهزه استخبارات الاخذه بالتوسع، وتتركز انشطته في الدول المحيطه بها والدول الاسكندنافية، فضلًا عن عملياته وانشطته المضاده للولايات المتحده.

كان للمخابرات الروسيه دور كبير في حروب روسيا، كحربها مع جورجيا، والشيشان، او مناوشات النزاع والسيطره علي اجزاء من اوكرانيا في الفتره الاخيره، وتختار المخابرات الروسيه افضل رجال القوات المسلحه والامن للعمل في صفوفها، وتخضعهم لتدريبات مختلفه، ويعتبر رجالها من اكفا رجال الاستخبارات في العالم.

تحاول المخابرات الروسيه شل يد الاستخبارات الامريكيه، ومنعها من العبث بالمصالح الروسيه او سرقه معلومات الجيش الروسي والتجسس عليه، وبما ان روسيا تعتبر علي راس الاهداف الاساسيه لـ CIA، تحاول المخابرات الروسيه حمايه الامن الخارجي الروسي ودعم نفوذ وسيطره الحكومه الروسيه في المناطق ذات الاهتمام الروسي.

يذكر ان الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين كان قد عمل لفتره طويله في الإستخبارات الروسية، التي يشرف عليها حاليًا بصفته رئيسًا للبلاد.

الاداره العامه للامن الخارجي الفرنسي – DGSE

الفرنسيون من اقدم من اسس لفكره الاستخبارات والتجسس، وربما قد سبقوا البريطانيين الي العمل فيها، اذ يعتبر اول نشوء لفكره الاستخبارات في فرنسا في عهد “نابليون بونابرت” في 1815م اذ كان اول رئيس للاستخبارات لديه هو وزير شرطته “جوزيف فوشيه”،

اذ كانت هذه الشخصيه تمتاز بالدهاء والخبث، وكان “فوشيه” قد اقنع الجنرال “باراس” بفكره التجسس ونشر الاشاعه وزرع البغضاء بين الحكومه والشعب، وبعد الحرب العالميه الثانيه تولي عدد من الجنرالات الفرنسيين قياده المخابرات، وكان ابرزهم “بول غروسان”، وفي العام 1985 م اعلنت الحكومه عن وجود الاداره العامه للامن الخارجي الفرنسي DGSE، كوحده الاستخبارات الاساسيه في الدوله.

تنشط المخابرات الفرنسيه في اماكن النفوذ الفرنسي في افريقيا بشكلٍ كبير، لضمان وصول الحكومه الفرنسيه الي جميع مراميها ومطامعها في تلك الاراضي، فضلًا عن عملياتها ضد الخلايا والعناصر التي تشكل تهديدًا مباشرًا او غير مباشر علي الامن الفرنسي او المصالح الفرنسيه، ويعرف بشكل عام عن الامن الفرنسي حزمه الشديد في التعامل مع خلايا الارهاب والعناصر الارهابيه، وقد اعلن الامن الخارجي الفرنسي عن كثير من العمليات المخابراتيه التي قام بها.

اثبتت العديد من التقارير والتسريبات تورط الاستخبارات الفرنسية في القيام بعمليات غير شرعيه، كان اخرها ما ذكر حول تورط الاخيره في تهريب العديد من رجالات نظام القذافي ومساعدتهم علي الافلات من العداله، وشاع عن DGSE استعمال الاساليب والطرق القذره في تنفيذ اهدافه. كما ان للامن الخارجي الفرنسي DGSE عدد من العمليات الضخمه الشهيره مثل اغراق السفينه رينبو واريور، واغتيالات عناصر “كوماندو دلتا”.

ولا يتوقف عالم المخابرات علي هذه الاجهزه الخمس، فالمخابرات الصينيه والاستراليه ودائره الاستخبارات الاتحاديه الالمانيه والمخابرات الباكستانيه والهنديه، وحديثًا التركيه، كل اجهزه المخابرات هذه لها اذرع في اداره الصراعات العالميه وحمايه مصالح بلدانها وامنها القومي.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل