بيتروف .. الروسي الذي أنقذ العالم من حرب نووية

يعرف ضابط سابق في الجيش السوفياتي في الغرب بانه "الرجل الذي انقذ العالم"، كما يعرض حالياً في الصالات الامريكيه فيلم بهذا العنوان، يروي القصه المثيره ليوم السادس والعشرين من سبتمبر 1983، عندما اتخذ ستانيسلاف بيتروف قراراً اعتبر كثيرون انه جنب العالم حرباً نوويه، بحسب مانشرته صحيفة الحياة اللندنيه.

ففي تلك الليله دوي جرس انذار يعلن اطلاق صواريخ امريكيه باليستيه عابره للقارات، وكان علي الليفتنانت كولونيل البالغ من العمر انذاك 44 سنه ان يقرر وبسرعه، ما اذا الهجوم علي الاتحاد السوفياتي حقيقياً.

وقال بيتروف "ادركت ان علي اتخاذ قرار ما، في ضوء تعادل خياراتي بين الشك واليقين".

وعلي رغم من ان المعلومات وردت من الأقمار الاصطناعية السوفياتيه للانذار المبكر المنشوره فوق الولايات المتحده، الا ان بيتروف قرر ان الانذار خاطئ، ولو فعل غير ذلك لكان الاتحاد السوفياتي رد بتوجيه ضربات نوويه الي امريكا.

وما جعل الامر اكثر خطوره، هو ان الاتحاد السوفياتي كان يخشي فعلاً من هجوم نووي امريكي مفاجئ خلال فتره شديده التوتر من الحرب البارده، ففي ذلك الشهر اسقط السوفييت طائره ركاب امريكيه كانت متوجهه من الولايات المتحده الي كوريا الجنوبيه بعد الاشتباه بانها تتجسس. 

وكانت الولايات المتحده تستعد بعد سلسله من المناورات الاستفزازيه لاجراء مناوره واسعه لحلف شمال الاطلسي تدعي "ايبل ارشر" تحاكي التحضيرات لهجوم نووي.

ويروي الفيلم الذي اخرجه الدنماركي بيتر انطوني احداث تلك الليله، وتتخلله مشاهد لبيتروف الحقيقي العجوز في منزله في روسيا، ولرحله قام بها الي الولايات المتحده في 2006 وتلقي خلالها جائزه من الامم المتحده والتقي ممثلين هوليوديين بينهم كيفن كوستنر ومات ديمون وروبرت دي نيرو.

لكن بيتروف ليس معروفاً كثيراً في بلده، اذ لا يزال يقيم في شقه بسيطه في فرايزينو، وهي مدينه صغيره عند تخوم موسكو.

لكن علي عكس الفيلم الذي يظهره وهو يطرد الصحافيين الذين جاؤوا ليسمعوا قصته، فان بيتروف مضيف كريم يدعو زائريه الي مطبخه.

وعندما يعود الضابط المتقاعد البالغ من العمر الان 76 سنه بذاكرته الي تلك الليله في مركز المراقبه السري "سربوخوف-15"، يتذكر صوت جرس الانذار الذي شق الصمت بعيد منتصف الليل.

ويقول "كان الوضع هادئاً، وفجاه انطلق صوت الانذار القوي واشتعل ضوء زر القياده وعليه كلمه اطلاق". 

ويضيف "صدمني ذلك، وشعرت بهول الموقف، وقفت ورايت ان الاخرين كلهم يتطلعون نحوي مرتبكين، كان فريقي اقرب الي اللاهيار وادركت انه اذا ساد الذعر سينتهي كل شيء".

وبعد دقائق من الانذار الاول، انطلقت الصافره مجدداً لتعلن اطلاق صاروخ امريكي ثان، وسرعان ما اشار الجهاز الي اطلاق خمسه صواريخ اخري.

وابلغ بيتروف قائده ان الجهاز اعطي انذاراً خاطئاً، ومع انه لم يكن واثقاً تماماً من تقييمه، الا ان قراره استند الي واقع ان الرادار الارضي السوفياتي لم يؤكد اطلاق الصواريخ.