المحتوى الرئيسى

مشروع بحثي عن آثار الولادة المبكرة

09/18 00:55

كيف يمكن للعلماء تحديد المشاكل الذهنيه لدي الاطفال الذين يولدون قبل اوانهم؟ ما هي الادوات التي يمكن استخدامها لقياس اثار الخلل في الدماغ ومضاعفاته؟ وما هي الوسائل الاقلّ كلفه ماديه والابسط التي يمكن تطويرها لدراسه اثر الولادة المبكرة علي القدرات الذهنيه لدي الاطفال؟

يطرح العلماء تلك التساؤلات بهدف تحديد الاضطرابات الذهنيه التي قد يعانيها الاطفال الذين يولدون قبل اوانهم، وبالتالي تطوير الوسائل الطبيه اللازمه للحدّ من المضاعفات علي المدي الطويل.

يشير الباحث في الهندسة الطبية في الجامعه الأميركيه في بيروت الدكتور روبير حبيب الي انَّ الاطفال الذين يولدون قبل اوانهم، يعانون مشاكل عدّه في الأجهزة الرئيسية في الجسم، ومنها جهاز التنفس والدماغ وغيرها بسبب اختلاف نمو الطفل داخل رحم الام او خارجه. وتؤثّر تلك المشاكل في الدماغ علي معدل الذكاء عند الطفل، وعلي النطق، وكذلك علي القدرات الاجتماعيه والنفسيه.

عادهً، يُساهم اجراء صوره الرنين المغناطيسي (MRI) في دراسه اجزاء الدماغ، غير انَّ اجراء تلك الصوره صعب عند الاطفال ومكلف، فلا تعتبر تلك الوسيله بمتناول المجتمعات الفقيره والنائيه.

لذا، قدَّم حبيب مشروع بحث لنيل منحه «التحديات البحثيه الكبري» التي اطلقتها «مؤسسه بيل وميليندا غيتس» في العام 2008. وفاز الشهر الماضي، المشروع المقدّم من قبل حبيب بالجائزه التي تُمنح للمره الاولي لباحث لبناني، وللمره الثانيه لباحث عربي.

وتقدم 1700 مشروع بحث للمنحه، وتم قبول 52 مشروعاً من بينها مشروع حبيب، وهو الوحيد الذي تمّ قبوله في منطقه الشرق الاوسط. ترتكز فكره المشروع، التي اعتبرها القيّمون علي المنحه مبتكره وتستحق التمويل لبلورتها، علي تطوير وسائل بسيطه وغير مكلفه لقياس ايقاعات ضربات القلب والتنفس وتحليلها وربطها بنمو الدماغ بغيه تطوير وسائل طبيه سهله وعمليه لتحديد مستوي المشاكل الذهنيه التي يعانيها الاطفال الذين يولدون قبل اوانهم.

وتشكل سرعه دقات القلب وتعقيداتها، وفق حبيب، مؤشراً علي تطور الدماغ ونموه، اذ يدلّ انخفاض نسبه التعقيد علي وجود مشاكل عده في نمو الدماغ. ويبيّن تخطيط كهربائيه القلب ( electrocardiogram –EKG) دقات القلب وجهاز التنفس التي من الممكن تحليلها لمعرفه مستوي نمو الدماغ، غير انَّ اجراء التخطيط يحتاج الي مستشفي وادوات تكنولوجيه لا تتوافر في جميع بلدان العالم. لذا، تعتمد الفكره الثانيه للبحث، الذي سيقوده حبيب، علي قياس معدل عنصر الاوكسجين في خلايا الجسم والتغيرات التي يسجلها لاستخراج مؤشّرات في شان دقات القلب ومعدل التنفس وتعقيداتهما وربطهما بتطور الدماغ.

وتعتبر تلك الفكره، في حال نجاحها، سهله وعمليه، وتساعد في معرفه الاطفال الذين يحتاجون الي تدخل طبي او علاجي للحدّ من اثار الولاده المبكره علي القدرات الذهنيه. ومن الممكن ان تشمل تلك التدخلات العلاج بالموسيقي، او بحنان الام وغمرها لطفلها، او تمارين ذهنيه وغيرها. وترتكز المرحله الاولي من المشروع علي تاليف فريق العمل الذي سيضم متخصصاً في علوم الكومبيوتر، واطباء متخصصين في طب الأطفال والرضع، وفي الجهاز العصبي وتطور الدماغ.

ويهدف المشروع الي التعاون بين مختلف المستشفيات في لبنان لجمع المعطيات في شان المواليد الخُدَّج (الذين يولدون قبل اوانهم)، والي تطوير البرامج الالكترونيه والمعلوماتيه. ويقول حبيب ان فكره المشروع قد تنجح او تفشل، غير انَّها تستحق الفرصه لبلورتها والعمل عليها. وتنشر نتائج البحوث بعد سنتين، ثم يمكن التقديم لمنحه المرحله الثانيه التي ترتكز علي تطبيق الفكره في حال نجاحها، وامكانيه تطوير اله طبيه تساهم في الاجابه عن تلك التساؤلات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل