المحتوى الرئيسى

هل يمكن أن تختفي سوريا والعراق من الوجود؟

09/17 15:05

تعكس تصريحات بعض المسؤولين الامريكيين عن سوريا والعراق مدي الصعوبه التي تواجهها واشنطن في التعامل مع هاتين الازمتين المعقدتين، بل وشطح خيال البعض باستنتاجات غايه في الغرابه.

بريطانيا تعلن تصفيتها 330 من "داعش" بالعراق خلال عام الولايات المتحده تشن حربا علي "داعش" بخمسه سوريين

اكتست تصريحات المسؤولين الامريكيين في الفتره الاخيره بنبره تشاؤم حول مستقبل العراق وسوريا، وعكس بعضها في طياته الكثير من الارتباك والضبابيه وحتي ما يشبه الياس.

وفي هذا السياق، نقلت شبكه "سي ان ان" عن مسؤول في الاستخبارات الأمريكية تخوفه من امكانيه اختفاء سوريا والعراق من خارطه العالم، فيما تنبا مدير وكاله الاستخبارات الدفاعيه فنسنت ستيوارت بتفتت سوريا قائلا: "نحن نقترب من وقت ستقسم فيه سوريا الي اجزاء صغيره .. وهذا ليس بالوضع المثالي.. لانه يجلب امورا غير متوقعه.. وسيكون من الصعب اعاده ترتيب الاوراق من جديد".

وصرّح ستيوارت في وقت سابق ان العراق وسوريا كدولتين تشظتا، مشيرا الي تعذر رجوعهما الي ما كانتا عليه بسبب الحرب والتوترات الطائفيه، مؤكدا في الوقت نفسه ان بلاده لا تسعي لمثل هذا الهدف الذي وصفه بانه محتمل الحدوث.

Reuters الحدود السوريه العراقيه عند معبر البوكمال

اما جون برينان مدير وكاله الاستخبارات المركزيه، فاقتصر تشخيصه علي حدود البلدين التي قال انها لا تزال قائمه لكنها خرجت عن سيطره حكومتي البلدين بسبب "الدوله" التي اقامها "داعش" هناك.

وفي خضم هذه السلسله من التصريحات الرنانه، دعا الجنرال ديفيد بترايوس مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية السابق بلاده الي ضم بعض مقاتلي "جبهه النصره" المرتبطه بتنظيم "القاعده" الي التحالف الذي تقوده لمحاربه تنظيم "الدوله الاسلاميه" في سوريا!.

لم يجد هذا الجنرال الذي شارك في غزو العراق من خلال قيادته للفرقه 101 المحموله جوا ثم صار قائدا للقوات متعدده الجنسيات في العراق، لم يجد ما يدعم معركه بلاده وحلفائها في سوريا الا مسلحي "جبهه النصره" التي ادرجتها واشنطن علي قائمه الارهاب في عام 2012، ما يشير الي ان عسكريي الولايات المتحده وخبرائها يعبرون هنا عن عمق المازق الذي جرتهم اليه غزواتهم الثاريه من هجمات 11 سبتمبر وتلك التي نُفذت لاحقا.

وفي وقت سابق من اغسطس الماضي، تفاءل وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر بدور المقاتلين الاكراد في سوريا والعراق في الحرب علي تنظيم "الدوله الاسلاميه"، حيث اكد ان "الاكراد في كل من سوريا والعراق هم تماما مثل ما نقول وقلنا في السابق، يشكلون قوه بريه قويه وقادره علي السيطره علي اراض جديده والاستمرار بالسيطره عليها"، ليتحدث فيما بعد مسؤول امريكي اخر عن تشظي سوريا والعراق، كما لو كان هذا الامر غريبا عن سياق الاحداث ومقدماتها المعلنه.

Reuters مسلحون تابعون لتنظيم الدوله في مدينه تل ابيض شمال سوريا - ارشيف

شكّلت مثل هذه التصريحات سطح "الواقع" السياسي الامريكي، فيما عكست فضيحه تزوير "التقييمات الاستخباراتيه" واضفاء تفاؤل مزيف علي تقارير العمليات العسكريه الجويه ضد "داعش" والتي بدات منذ عام، باطنه الخفي.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل