المحتوى الرئيسى

محمود الزغبي يكتب: الحراك الطلابي .. الى أين ؟ | ساسة بوست

09/17 11:51

منذ 4 دقائق، 17 سبتمبر,2015

المتامل في تاريخ الحراك الطلابي ضد الانظمه القمعيه علي مر العصور ، يجد ان الحراك مساهمًا بشكل رئيسي في تشكيل الوعي العام ، وهو بمثابه الشراره الاولي للانتفاضات والثورات التي اطاحت بالانظمه القمعيه واسقطت الحكومات الفاسده في مصر .

وللمؤرخ الفرنسي والتر. ز. لاكير راي في ذلك في كتابه : “الشيوعيه والقوميه في الشرق الاوسط” الصادر عام 1956م اذ يقول ” انه لا يُوجد مجتمع ادَّي فيه الطلاب دورًا وطنيًّا كما حدث في مصر”.

وسنعرض في السطور التاليه جانبا من التاريخ النضالي الحديث للحركه الطلابيه، وقبل ان نتطرق الي ذلك، نود ان ننبه ان الحراك الطلابي يمر بمراحل ديناميكيه متعدده، ما بين وصوله الي اعلي ذروته، الامر الذي يشكل نقله نوعيه في فرض مطالبه، وما بين هبوط مُتدن تنكسر فيه شوكته مع زياده قمع الانظمه باذرعها القمعيه، وما بين هذا وذاك يمر بمراحل واطوار يتصاعد فيه تاره ويهبط فيها الاخري، متاثرًا بالقبضه الامنيه وقدرته علي مرواغتها بالفكرالثوري المبدع، والعاقبه تكون لذي النفس الاطول صاحب التخطيط المبدع.

لاشك ان الجامعات المصريه كانت ساحات نضال للعمل السياسي، الذي يعكس الحاله السياسيه للشارع المصري والمجتمع، والمتامل في تاريخ النضال الطلابي منذ ثوره 19 وما يليها علي مدار سنوات بالانتفاضات والاحتجاجات الطلابيه المتتاليه ضد قوات الاحتلال البريطاني، ونجاح الحركه في مقدمه الشعب في استقلال مصر انذاك، ومن ثَمّ مقاومه الفساد الاداري والسياسي لانظمه ما بعد 52 حيث عبد الناصر، فالسادات، فمبارك رغم القبضه الامنيه انذاك.

المتامل في ذلك يدرك ان الحراك الطلابي اثبت فعاليته في التاثير علي عوام الناس وتشكيل وعي ايجابي لديهم من جهه ما يدفعهم لمشاركتهم الحراك وايمانهم بمطالب الحراك الشرعيه، وقدره الحراك علي التاثير علي الانظمه نفسها من جهه اخري في حراكه السلمي كما سنذكر في الاسطر التاليه من امثله.

ان واقعنا الان اشبه بمرحله ما بعد الاستقلال – بعد الاحتلال البريطاني لمصر – حيث شهدت الحركه الطلابيه حالات من المدِّ والجزر؛ فبعد ثوره يوليو 52 بدات مرحله جديده من الانحسار في النشاط الطلابي؛ وذلك بعد ان سعي النظام الجديد الي تاميم واحتواء الرأى العام، بما فيه العمل السياسي والنشاط الطلابي داخل الجامعات؛

لكن علي الرغم من كل سياسات التضييق والحصار – التي مارستها الانظمه المتعاقبه في ظل عبد الناصر ومرورًا بالسادات وانتهاء بمبارك – لاحتواء الحركه الطلابيه ومحاصرتها؛ فانها لم تنجح في ذلك بشكل كامل، فلم يَغِبِ الطلاب عن اي نضال طلابي ونداء شعبي، بل كانوا في مقدمه الصفوف وشكَّلوا دائمًا جانبًا في معادله الحراك والمشهد في مصر.

ولا يمكن فصل ما يشهده الحراك الطلابي حاليًا عما مر به سلفًا من النضال الطلابي، بل هو سعي حثيث متواصل تبذله الحركه الطلابيه علي مدار السنوات الماضيه الي يومنا هذا.

فنري ان الحراك ما قبل 52 كان يغلب عليه العمل النوعي بعض الشيء؛ وله مشروعيته حينذاك؛ ذلك ان المقاومه كانت مقاومه عدو مستعمر للاراضي المصريه، وكانت مقاومته واجب شرعي ووطني، فاستخدم الطلاب المظاهرات السلميه وبعض من الاعمال النوعيه والوسائل المشروعه بجانب الحراك الشعبي في الاطاحه بالاحتلال وانتزاع حقوقه ما يجعل مصر حره مستقله ذات سياده.

فبدات الحركه الطلابيه تتاسس في عهد مصطفي كامل وتلاه محمد فريد، الذين اهتموا بتنظيم صفوف طلبه المدارس العليا لدعم الحركه الوطنيه، بهدف تنميه الوعي السياسي للطلبه وتعبئتهم ضد الاحتلال البريطاني، من خلال تنظيم الاضرابات وحركات الاحتجاج وتنظيم المظاهرات وتوزيع المنشورات او العمل السري الموجه ضد الانجليز والمتعاونين معهم، وما لبث ان تشكل الوعي الطلابي، الذي هو قادر علي قياده المشهد.

انتفاضه الطلاب المصريين في  1935/1936   

تعتبر هذه الانتفاضه اولي الانتفاضات المؤثره للحراك الطلابي عقب ثوره 19، شارك فيها العديد من شرائح المجتمع من فئات الطلاب والعمال وعوام الشعب، فقد خرج طلبه الجامعه المصريه من كلياتهم بالجيزه في مظاهره سلميه لا تمتد يدها الي تخريب او عنف، وانما كانت تهتف هتافات موحده بسقوط وزير بريطاني يُدعي صمويل هور –  الذي اوحي بالغاء دستور سنه 1923م – ويطالبون في هتافهم بارجاع هذا الدستور،

وبعد مظاهرات حاشده انتهت الانتفاضه بمرسوم ملكي يقضي باعاده دستور 1923م، ودفع الطلاب زعماء الاحزاب السياسيه الي تشكيل جبهه موحده، ومهّدت الانتفاضه الطريق لتوقيع المعاهده الانجليزيه المصريه 1936م، والتي قضت بتبادل السفراء المصريين مع بريطانيا العظمي وحق مصر في رفض الامتيازات الاجنبيه وبعض المكاسب الاخري.

مظاهرات الطلبه وتجمعهم حول سياره رئيس الوزراء محمد توفيق نسيم باشا، في هذا الوقت؛ للمطالبه بالغاء دستور عام 1930 والعمل بدستور 1923

مظاهرات الطلبه وتجمعهم حول سياره رئيس الوزراء محمد توفيق نسيم باشا، في هذا الوقت؛ للمطالبه بالغاء دستور عام 1930 والعمل بدستور 1923م

صوره لمظاهرات الطلاب اعلي كوبري عباس 9 فبراير 1946

تقدمت حكومه النقراشي الي الانجليز في ديسمبر 1945م، بمذكره تطلب فيها تعديل بعض بنود معاهده 1936م، بعد ضغط شديد من فئات الشعب والقيادات الوطنيه، وما راوه من تراجع وتخاذل من حكومه النقراشي، فردّت الحكومه البريطانيه في 26 يناير 1946م، ردًا هزيلا يكرس لمعاهده 1936م،

حيث انه اقر المبادئ الاساسيه التي قامت عليها معاهده 1936م، كما انه وضع مصر في مصاف ” مجموعه الامم البريطانيه والامبراطوريه ” والتي اعطت مصر استقلالاُ منقوصاً يتمثل في بقاء قوات بريطانيه في مصر لتامين قناه السويس، فكان الرد البريطاني بمثابه صفعه لكل امال الشعب المصري، فاندلعت المظاهرات العارمه للطلبه في كل انحاء مصر تطالب بالجلاء وقطع المفاوضات، فاندلعت المظاهرات الصاخبه في الجامعات.

وتبين للراي العام مبلغ سوء نيه الانجليز نحو مصر، واصرارهم علي ابقاء قواعد معاهده سنه 1936م كاساس العلاقات بين البلدين، مما ادي الي اشتداد سخط الامه علي هذه السياسه وتجلي هذا السخط في مظاهرات عمت ارجاء البلاد.

وفي يوم 9 من فبراير 1946م، قامت في القاهره مظاهره من طلبه جامعه فؤاد الاول ضمت بضعه الاف منهم ساروا من فناء الجامعه قاصدين قصر عابدين يهتفون بالجلاء ولا مفاوضه الا بعد الجلاء ، واصطحبها مظاهرات عارمه في المنصوره واسكندريه واسوان.

وفي اليوم نفسه ارسلت مذكره عاجله الي الملك فاروق تطالب بالبدء الفوري للمفاوضات، وفي اليوم نفسه بدا الطلبه (مسيره سلميه) الي قصر عابدين تعبيرًا عن اصرارهم علي تحقيق مطالبهم وفي طريقهم الي القصر فرّقهم البوليس بالقوه ما نتج عنه اصابه 160 طالبًا اصابات شديده وفقد 28 طالبًا، حيث كانوا يلقون بانفسهم من فوق الكوبري في النيل من شده الضرب الرصاص،

وقد سمي هذا الحادث، الذي ثار حوله خلاف كثير وتحول الي واقعه تاريخيه شهيره في حوليات الحركه الطلابيه (مذبحه كوبري عباس).

وفي العاشر من فبراير وصل الملك، الذي اعتزام الذهاب الي الجامعه من اجل الافتتاح الملكي للسكن الطلابي الجديد، والمدينه الجامعيه، وصل ليجد تجمعا طلابيا غاضبا يرفض تحيته، وقد تجددت مظاهرات الطلاب فصدها رجال البوليس بالقوه، وشملت المظاهرات مدن الاسكندريه والزقازيق والمنصوره واسيوط، تصدي لها رجال البوليس بالقوه، وقتل ثلاثه في الاسكندريه وثلاثه في الزقازيق وواحد في المنصوره.

وفي ذلك المساء، وعن طريق رئيس ديوانه الملكي احمد حسنين، دعا الملك كل القيادات الطلابيه لزياره القصر لحضور مؤتمر لم يعرب فيه فحسب عن عدم رضائه عن افعال البوليس في اليوم السابق، بل لمح ايضًا الي اقاله وزاره النقراشي.

وفي الحادي عشر من فبراير خرجت مظاهره يقودها مصطفي مؤمن – احد القيادات الطلابيه لجماعه الاخوان المسلمين – من الجامعه الي القصر واحدثت ضجيج بسبب الانتهاكات التي ارتكبتها حكومه النقراشي في حق الطلاب، وبسبب ازاء العنف الذي استخدم في مظاهره كوبري عباس في 9 من فبراير 1946م وما تلاه من مظاهرات في اماكن متفرقه بمصر وسخط الراي العام علي حكومه النقراشي جعل الملك يطلب من الحكومه تقديم استقالتها في 15من فبراير 1946 بعد ان قضت ما يقرب من عام في الحكم.

وفي الرابع عشر من فبراير سطر الطلاب امجاد تَضاف الي حراكهم المبدع في سقوط حكومه النقراشي.

والواقع بعد 52 مختلف عما كان عليه سلفًا ، اذ ان النضال الطلابي اصبح يقاوم الفساد في الانظمه، سواء كان فساد سياسي او مجتمعي او غيره، وشهد الحراك جولات عده مع هذا النوع من النضال مع الانظمه المستبده.

ففي عهد الرئيس الراحل عبدالناصر ، شكَّلت هزيمه يونيو عام 1967م، نقطهً فاصله في تاريخ الحراك الطلابي حينذاك، حيث خرجت مظاهرات حاشده في جامعتي “القاهره” و”عين شمس” ضدَّ الاحكام الهزيله التي صدرت بحقِّ قاده الجيش المسئولين عن الهزيمه، والمطالبه باصلاحات سياسيه ،

نتيجه هذه المظاهرات اضطر الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر”، في 21 من فبراير عام 1968م الي عقد اجتماع في منتصف الليل لمجلس الوزراء، واصدار قرار بالغاء هذه الاحكام، واحاله القضيه الي محكمه عسكريه، واقر “عبد الناصر” بمطالب الطلبه بعد المظاهرات العارمه التي سلكها الطلاب ضده، فاستجاب لمطالبهم واقرَّ استقلال الجامعات، وصدر قرار رئيس الجمهوريه بشان تنظيم الاتحادات الطلابيه.

ولم تكن انتفاضه الطلاب في فبراير 1968م اذن مجرد احتجاج علي احكام محكمه عسكريه علي مجموعه من الضباط المتهمين بالاهمال.

وانما كان يفسرها د. فؤاد زكريا:

” كانت حركه الطلاب في 1968م تلخيصاً للسخط الجارف الذي اجتاح البلاد بعد هزيمه 1967م. علي ان الروح العامه التي كانت وراء هذا التحرك الطلابي كانت تعبر عما هو اكثر من السخط علي الهزيمه. اذ كانت في الواقع تعبيراً عن عدم الرضا عن اسلوب كامل في الحكم تعد الهزيمه العسكريه مظهراً واحداً من مظاهره السلبيه”.

وفي عهد الرئيس الراحل السادات، شهد عام 1972م مظاهرات غاضبه، وقد سُمِّيَ عام الضباب، وذلك عقب خطاب السادات الشهير في يناير من العام نفسه، الذي سعي فيه الي تبرير عدم اتخاذ اي خطوه في مواجهه الاحتلال الاسرائيلي عقب اعلانه ان عام 1971من سيكون عام الحسم،

وارجع السادات، في خطاب القاه في 13من يناير 1972م، ذلك الي ما وصفه بالضباب الذي خلفته الحرب الباكستانيه الهنديه، وعقب ذلك شهدت مختَلَف الجامعات المصريه مظاهرات غاضبه، وذلك احتجاجًا علي استمرار حاله اللاسلم واللاحرب مع اسرائيل.

وانتهت المظاهرات باعتصام كبير في قاعه الاحتفالات الكبري بجامعه “القاهره”، دعا خلاله الطلبه الي سرعه تحرير التراب الوطني، وكان من نتائج الاعتصام، تاسيس اللجنه العليا لطلاب مصر، لكن ردَّ فعل “السادات” كان عنيفًا ضد مظاهرات الطلبه، حيث اقتحمت قوات الامن الحرم الجامعي لفضِّ الاعتصام، لكن ذلك لم يُوقف زخم الاحتجاجات الطلابيه، التي خرجت الي الشوارع مطالبه بازاله اثار العدوان الاسرائيلي.

وفي عهد مبارك، لم تر الجامعات المصريه اي حراك يُذّكر غير الانتفاضات التي حدثت اثناء الانتفاضة الفلسطينية الاولى والثانيه, اما طلاب الاخوان المسلمين وبعض قوي اليسار والمستقلين المهتمين بالعمل السياسي، كانوا اولي الناس بتلك القضايا، وتعرضوا حينها – وحدهم – لبطش القمع، وهدات وتيره الحراك انذاك، وتقلصت في القضايا العربيه، بعد مشاركه مصر في ردع العراق بدايه التسعينات،

وفي 29 سبتمبر عام 2000م خرجت جموع الطلبه من جميع جامعات الجمهوريه ومدارسها الثانويه والاعداديه وحتي الابتدائيه للاحتجاج علي اقتحام شارون للمسجد الاقصي في اليوم السابق وفي جامعه الاسكندريه اشتعلت مظاهرات سلميه ضخمه فواجهتها شرطه مبارك بالرصاص الحي مما ادي الي استشهاد الطالب محمد السقا، وقد اشتعلت المظاهرات في كافه انحاء مصر لدعم الانتفاضه الثانيه وظلت هذه الفتره الاخيره فتره مظاهرات دائمه من الطلبه احتجاجا علي الوضع المخزي الذي تعيشه الامه،

وفي يوم 20 مارس 2003م بعد الهجوم الامريكي علي العراق تحرك فرسان الحركه الطلابيه الي ميدان التحرير و شاركهم في ذلك ابناء الشعب المصري و نجحوا في تحرير ميدان التحرير اكبر ميادين القاهره من نظام حسني مبارك، بعد سخطهم من من موقف مصر تجاه الغزو، وعلي مدار سنوات متتاليه قامت انتفاضات عده، شارك فيها ابناء الحركه الطلابيه صوب ميدان التحرير اعلنوا فيه عن رفضهم لسياسه الدوله تجاه قضايا الامه.

شكّل الطلاب قطاع عريض من التيار الثوري داخل الجماعات في انتفاضات متتاليه ضد الفساد والقمع، كذلك شاركت شريحه الشباب باقي شرائح المجتمع في ثوره 25 يناير التي اطاحت بشخص مبارك في خلال 18 يوم.

اننا اليوم ولاسيما بعد احداث 3 يوليو اذ نشهد واقع مؤلم يُشبه في احداثه ما يفوق حقبه ما بعد 52 ما واجه الحراك الطلابي من شتي الاساليب القمعيه والتي لم تستطع – الانظمه – القضاء عليه، اننا اليوم بصدد انتهاكات بالجمله في حقوق الطلاب المناهضين للانقلاب العسكري، اذ فاقت الانتهاكات ما بين اعتقال تعسفي، واخفاء قسري، وفصل اداري من الجامعه، والتعدي بالضرب علي المظاهرات السلميه، واقتحام الداخليه والجيش الحرم الجامعي لفض اي مظاهره سلميه،

وعلي الرغم من تلك القبضه الامنيه، الا انها فشلت في اخماد الحراك الطلابي والشعبي حتي الان.

علي مدار عامين من الانقلاب العسكري، اخلف وراه كمّا لا محدودا من الفساد والظلم وسياسات القمع وتقييد الحريات وتكميم الافواه المعارضه له، وبصدد توثيق ذلك، اذ اعلنت منظمه عداله للحقوق والحريات في تقرير لها سنوي عن حصاد الانتهاكات ضد العمل الطلابي في عامي 2014 – 2015م، لوحظ الاتي:

اولًا انتهاكات من قِبل وزاره الداخليه والقضاء العسكري:

1055 حاله اعتقال تعسفي للطلاب من داخل الحرم الجامعي وخارجه .

{ وحسب تقرير مرصد طلاب حريه  وُثّق عدد 3242 حاله اعتقال من الطلاب }

285 حاله مداهمه منازل واعتقال وتفتيش منازل الطلاب بدون اذن نيابه . 267 حاله اخفاء قسري للطلاب . 183 احاله طالب وطالبه للنيابه والمحاكمه العسكريه . 62 حاله منع الطلاب من اداء الامتحانات ؛ بسبب اجهزه وزاره الداخليه . 24 حاله قتل للطلاب خارج اطار القانون داخل ومحيط وخارج الجامعه .

{ وحسب تقرير مرصد طلاب حريه  وُثّق عدد 228 حاله قتل من الطلاب }

24 حاله اقتحام الداخليه الحرم الجامعي والمدينه الجامعيه للطلاب . 12 حكم اعدام لطلاب الجامعات .

ما يعادل 1900 انتهاك – ويزيد – من قِبل الداخليه واجهزتها بحق الطلاب .

ثانيًا انتهاكات من قِبل اداره الجامعات والامن الاداري :

445 حاله فصل تعسفي للطلاب بقرارات من مجالس التاديب ورئيس الجامعه . { وحسب تقرير مرصد طلاب حريه وُثّق عدد 708 حاله فصل من الطلاب } 16 حاله منع من اداء الطلاب المعتقلين الامتحانات ؛ بسبب اداره الجامعه . 5 اصدارات وتعديلات لقوانين قلصت مساحه الحريات للطالب الجامعي .

ما يعادل 467 انتهاك من قِبل اداره الجامعه بحق الطلاب .

باجمالي 2367 انتهاكًا ضد طلاب الجامعات عام 2015م حسب تقرير عداله للحقوق والحريات، وحسب تقرير لمنظمات حقوقيه اخري تقوم علي توثيق الانتهاكات تُقلل من شان العدد المذكور، اذ تؤكد ان العدد يفوق ذلك بمراحل.

كذلك وثّق “مؤشر الديمقراطيه” في تقرير عن حجم الحراك الطلابي خلال العام الماضي 2014/ 2015، ان طلاب مصر نفذوا خلال العام الدراسي المنتهي ، وعلي مدار ثمانيه اشهر (اكتوبر – نوفمبر – ديسمبر – يناير – فبراير – مارس – ابريل – مايو – يونيو)، حوالي 807 احتجاجات طلابيه ، بمتوسط 90 احتجاجًا شهريًا ، و3 احتجاجات يوميه خلال عام دراسي استخدمت فيه الدوله كافه الوسائل لاخماد هذا الحراك.

وفي تقريره عن العام الدراسي الاسبق (2013-2014)، رصد المؤشر انخفاض اعداد الاحتجاجات الطلابيه بنسبه 75%، والذي شهد اكثر من 3000 احتجاج طلابي، لكن المؤشر لاحظ ايضًا ان انخفاض اعداد الاحتجاجات لا يعكس اي نجاحات للاداره التعليميه في مصر او الاجهزه الامنيه بمختلف اشكالها.

وعلي كل حال نحن امام واقع مؤلم لم تشهده الحركه الطلابيه من قبل في القمع وتقييد ومصادره الحريات، ونضال الحركه الطلابيه التي مازالت محافظه علي ارضيها لها حتي الان رغم شده القبضه الامنيه .

حال تقييم الحراك فننظر الي ذلك علي الصعيد المحلي والدولي، فاما دوليًا وبسبب سوء تدهور حال الجامعات المصريه تعليميًا وسوء الجوده التعليميه وتقليص الحريات، فقد خرجت الجامعات المصريه من افضل عشر جامعات افريقيه حسب تقرير اعدته التايمز للتعليم العالي العالمي في جريدتها  “Timeshighereducation”  حيث شهد خروج الجامعات المصريه من العشر الاوائل لافضل الجامعات الافريقيه ، بعدما كانت تحتل مكانه في العشر الاوائل، وهذا ان دل فانما يدل علي فساد التعليم وسوء الجوده في سنوات الانقلاب.

فاما داخليًا فنستطع القول ان الحراك الجامعي علي مدار العامين حقق مكاسب علي الارض ، اذ ثار الطلاب علي بعض القضايا المنتقصه من حقوقه ، كانتفاضته ضد الضبطيه القضائيه داخل الحرم الجامعي ونجحوا في اسقاطها رغم السعي الحثيث للنظام لتطبيقها ،

الا ان كلمه الطلاب الثائره هي من حسمت القول ، كذلك فرض الطلاب بساطهم الحركي في ساحات النضال الطلابي داخل الحرم الجامعي رغم الانهاكات ، كذلك شكّلت الحركه الطلابيه والقائمين علي الحراك الطلابي وعي كامل لدي شرائح الطلاب خاصه وشرائح المجتمع عامه بكشف انتهاكات الانقلاب ضد الطلاب وفساد الانقلاب علي الحياه الجامعيه والمعيشيه، وسحب البساط الشعبي للانقلاب من تغيير قناعات مؤيديه او علي الاقل المحايدين، وتوسع شريحه المؤمنين بالقضيه وبضروره سقوط الانقلاب لِما له من اثر سلبي علي حياتهم حال استمراره.

فهل يترك الانقلاب معارضيه من سحب البساط الشعبي من اسفله؟

اذ ان الانقلاب ليس وحده من يتحكم في ذلك من عدمه، بل انّ استراتيجيات الانقلاب تؤثر في الشارع المصري، فنجد تهميش الشعب من قِبل النظام القائم في مقابل الاهتمام المفرط بمؤسسات الدوله من الجيش والشرطه والقضاء والاعلام، اذ يتدهور حال مستوي المعيشه للمواطن المصري البسيط وفي المقابل يزداد فحش وثراء كِبار مؤسسات الدوله، وهنا لا يهتم النظام بشكل رئيس بارضاء الشعب عنه من عدمه، قدر اهتمامه بضمان بقاء مؤسسات الدوله العتيقه تحت ولايته وطوعه، وبسط الاله القمعيه في مواجهه الشعب الساخط عن افعاله وكوارثه.

ولا نستطيع انكار الصمود الطلابي في الجامعات المصريه الحكوميه منها والخاصه والمعاهد والمدارس؛ اذ اثبتوا كفاءتهم وقدراتهم في الصمود امام الاله العسكريه التي تطيح بمعارضيها من قريب او بعيد، وعلي مدار عامين من الانتهاكات، وافراط الانقلاب في مواجهه معارضيه بكل قوه وبكل وسائله المشروعه منها وغير المشروعه، اذ انه لم يستطع ان يخمد الحراك الطلابي علي مدار العامين السابقين، وان نجح في اضعافه مع تصاعد الانتهاكات من قتل واعتقال وفصل ومطارده .

اعتمد السيسي ونظامه علي قمع اي نشاط سياسي يعارض سياسته داخل الجامعات المصريه والمدارس والمعاهد، وايذاء المنتمي لتلك الانشطه السياسيه تاره بالفصل المؤقت والنهائي والمنع من دخول الامتحانات، وتاره اخري بالاعتقال والاخفاء القسري.

وبلغ الامر ذروته بالتصفيه الجسديه لرموز الحركه الطلابيه، ولم يكتف بذلك، بل امتدت اذرع الحرس الجامعي وجهاز مباحث امن الدوله الي اقصاء وتعيين اعضاء هيئه التدريس وعمداء الكليات ورؤساء الجامعات .

ولنكن في مشهد اقرب للصوره علي ارض الواقع، الحراك الان يواجه تحديات بالغه الصعوبه؛ اذ نستطع حصرها في الاتي :

زياده وتيره الانتهاكات ضد الطلاب من قِبل الداخليه من اعتقال واخفاء وربما تصفيه كما لاحظنا مؤخرًا في تصاعد الانتهاكات . زياده وتيره الفصل ضد الطلاب داخل الحرم الجامعي من قِبل اداره الجامعه والكليات ، اذ تضيق الساحه علي ثوارها كلما عَلتْ شريحه الفصل . تعزيز وتكثيف الحضور الامني داخل الحرم الجامعي ، وضيق العمل والحراك داخله الذي اصبح مُقيد بكاميرات المراقبه ، وانتشار افراد الامن الاداري ، وافراد امن الدوله. تضييق تحرك القيادات الطلابيه ولاسيما المطلوب والمعروف منهم ، سيشكل ذلك عبئًا علي اداره الحراك واتخاذ القرار . السعي الجاد للاصطفاف والتوافق بين القوي الثوريه علي ارضيه مشتركه هي اسقاط الانقلاب.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل