المحتوى الرئيسى

الجارديان البريطانية تعيد فتح الملف الخطير: من قتل أشرف مروان أعظم جواسيس القرن العشرين؟

09/17 10:15

- عبدالناصر يطلب من اشرف مروان طلاق مني لتلقيته اموالا من زوجه شيخ كويتي اثناء دراسته في لندن

- احد الباحثين: مروان عمل جاسوا لصالح المخابرات المصرية والاسرائيليه والبريطانيه والايطاليه والامريكيه علي مدي سنوات

- شهادات عديده: مصر زرعت مروان داخل الموساد

بعد مرور اكثر من 9 سنوات علي الوفاه الغامضه لرجل الاعمال والسياسه الغامض اشرف مروان اعادت صحيفة الجارديان البريطانيه فتح ملف الوفاه تحت عنوان «من قتل اعظم جواسيس القرن العشرين؟».

بدات الصحيفه البريطانيه تقريرها الموسع الذي جاء في نحو 6500 كلمه بالقول ان «الامر الاكيد هو ان اشرف مروان الذي يصفه البعض بانه اعظم جواسيس القرن العشرين، كان حيا عندما سقط من شرفه الدور الخامس بشقته في لندن التي تقدر قيمتها بـ 4,4 مليون استرليني. فقد سقط رجل الاعمال المصري بعد الواحده والنصف بقليل يوم 27 يونيو 2007 في حديقه ورود خاصه وصرخت امراه، واستدعي احدهم الشرطه. ووصل الاسعاف متاخرا جدا. وتوفي مروان نتيجه لتمزق الشريان الاورطي».

وعن ليله اشرف مروان الاخيره في لندن تقول الصحيفه ان اربعه من العاملين في احدي شركات اشرف مروان كانوا مجتمعين في الطابق الثالث من المبني المجاور للمبني الذي يعيش فيه اشرف حيث كانوا موجودين في غرفه تطل مباشره علي شرفه شقه مروان بما يتيح رؤيه واضحه لما يجري في هذه الشرفه.

كان هؤلاء الرجال الاربعه ينتظرون انضمامه اليهم لبحث بعض الامور، وعندما تاخر اتصلوا به في الثانيه عشره لمعرفه سبب التاخر فاكد لهم انه سياتي بعد قليل.

ريباسي، احد الرجال الاربعه، الذي كان جالسا والنافذه علي يساره، تذكر ان احد زملائه اثار فزعه وهو يصيح «انظروا ماذا يفعل الدكتور مروان!» وزعم اثنان اخران من الشهود انهم شاهدوا في ذلك الوقت مروان يقفز من الشرفه. وبينما قام ريباسي ليري ما حدث من النافذه، بقي الرجال الثلاثه الاخرون جالسين في الغرفه مصدومين ومستغربين. واضاف ريباسي انه شاهد بعد ذلك رجلين ذوي ملامح شرق اوسطيه ينظرون من شرفه احدي الشقق، لكنه لم يكونوا متاكدا مما اذا كانا واقفين في شرفه الشقه رقم 10 اي شقه مروان نفسها ام لا.

ومنذ ذلك الوقت ظل السؤال الذي يبحث عن اجابه قائما: هل قفز مروان ام دُفع به؟

فهناك اسباب عديده ترجح استبعاد فكره الانتحار. فالرجل كان يعتزم السفر الي الولايات المتحده مساء ذلك اليوم لحضور اجتماع مع محاميه. كما كان قد انضم للتو الي «نادي الاصلاح» الذي يضم بين اعضائه الامير تشارلز ورئيسه ام اي فايف السابقه ستيلات ريمنجتون.

كما انه كان قد اشتري قبل ايام لحفيده لعبه بلاي ستيشن 3 هديه لعيد ميلاده. كما كان من المقرر ان ياخذ مروان وزوجته مني عبدالناصر احفادهما الخمسه لقضاء العطله. اذن لم يكن هناك دليل علي اعتزامه الانتحار. لكن من المفارقه انه ايضا لم تكن هناك ادله قويه علي الاطلاق تدعم ادعاءات قتل مروان.

في المقابل فان هناك ادله واضحه علي انه كان يخشي علي حياته في ايامه الاخيره. ففي اخر مره كان مع زوجته في شقته قال لها «ربما اُقتَل». كما قال: «لدي الكثير من الاعداء المختلفين».

وقالت زوجته انه في الشهور السابقه لوفاته كان يراجع الباب والاقفال كل ليله قبل ان ينام، وهي عاده جديده لم تره يمارسها علي مدي 38 عاما من حياتهما الزوجيه.

كما اشارت اسره مروان الي اختفاء الدفاتر الثلاثه التي كتب فيها مذكراته، وكذلك الاشرطه التي سجل عليها نص هذه المذكرات ولم يتم العثور عليها.

طبقا لما ذكره احد الباحثين، فقد عمل مروان مع الاستخبارات المصريه والاسرائيليه والايطاليه والامريكيه والبريطانيه. وكان يعد لافشاء اسرار كان يمكن ان تحرج ملوكا ودولا. فمن الذي استولي علي الوثائق، اذا كان لها وجود بالفعل؟

وكان اهارون بريجمان يجلس في مكتبه بقسم ابحاث الحرب في كليه «كينجز كوليدج» ينتظر مكالمه لم تصل من الجاسوس في ليله رحيل الاخير. وعندما اخبرته شقيقته من اسرائيل ان مروان مات، اصابه الخبر بالاضطراب. لكن في سياق ميعادهما الذي لم يتم، لم يكن موته غير متوقع تماما. اذ كان بريجمان يعلم ان صديقه يخشي علي حياته. وعلاوه علي ذلك كان بريجمان يعلم انه مسئول جزئيا عن هذا الوضع القائم.

وقال بريجمان انه اثناء دراسه مروان في لندن لم يكتف بما ترسله له الاسره من مال، ويقال انه يحصل علي دعم مالي اضافي من احد الشيوخ الكويتيين. وعندما علم عبدالناصر بذلك من السفاره المصريه في لندن امر صهره بالعوده الي القاهره بسرعه وطلب من مروان طلاق ابنته. لكنه ومني رفضا الطلاق وهدا عبدالناصر. وبعد ذلك طلب من مروان البقاء في القاهره والذهاب الي لندن فقط لتقديم ابحاثه وحضور الاختبارات.

في عام 1969 زار مروان لندن لاستشاره احد الاطباء بشان عله في معدته. وطبقا لاحدي الروايات التي رواها المؤرخ هوارد بلوم في كتاب صدر عام 2003، سلم مروان الطبيب صوره اشعه اكس الخاصه به مع ملف يضم وثائق خاصه بالدوله المصريه وطلب تسليمه للسفاره الاسرائيليه في لندن.

وبعد ثلاثه ايام اتصل احد عملاء الموساد بمروان اثناء تجولهما في متجر هارودز بلندن. وطبقا لما جاء في كتاب «الملاك» ليوري بار جوزيف الصادر في عام 2010، فقد اتصل مروان بالسفاره الاسرائيليه وطلب التحدث الي احد اعضاء فريق الامن. لكن طلبه رُفِض مرتين علي الاقل قبل ان يُسمح له في النهايه بترك رساله. وعرَف مروان نفسه بالاسم وقال انه يرغب في العمل مع الاستخبارات الاسرائيليه.

في ذلك الوقت كان شموئيل جورين رئيس فرع الموساد في اوروبا موجودا في لندن. التقط جورين رساله مروان وعلي الفور تعرف علي اسمه. وبفضل قرب مروان من القيادات المصريه، كان الموساد قد فتح ملفا عنه بالفعل باعتباره مجندا محتملا. بل كان لديهم صوره فوتوغرافيه لمروان التقطت له يوم زفافه قبل ذلك باربع سنوات. وطلب جورين الرقم الذي تركه مروان، ولعلمه ان الوقت قصير فقد طلب منه البقاء في غرفته بالفندق. ورن جرس التليفون مره اخري وكان يتعين علي مروان الذهاب الي مقهي مجاور للفندق. وفي المقهي تقدم منه رجل عرفه بنفسه ان اسمه ميشا فقام مروان وصافحه. دفع مروان بظرف عبر الطاوله قائلا «هذه عينه مما يمكن ان اعطيه لكم. انا لا اطلب شيئا الان، لكني اتوقع ان اكافا في اجتماعنا المقبل». وكانت اتعابه 100 الف استرليني.

والحقيقه ان اسرائيل تحاول منذ سنوات الايحاء بان مروان كان عميلا لها في حين ان هناك تقارير وشهادات عديده تؤكد ان الرجل كان عميلا مزدوجا وان المخابرات المصريه هي التي دفعت به الي الاتصال بالموساد ليكون عميلا مزدوجا.

ولم يكن هذا السيناريو بالتاكيد بعيدا عن تفكير مسئولي الموساد الذين خافوا ان يكون الرجل مدفوعا عليها ليمرر لهم معلومات غير صحيحه. لكن ما حدث هو ان المخابرات الإسرائيلية استجابت لاغراء فكره تجنيد صهر رئيس الجمهوريه في مصر.

وعندما تحدث عميل الموساد مع مروان عن هذه المخاوف قال له الاخير بحسب الروايات الاسرائيليه انه مستاء من حقيقه ان مصر هُزمت في حرب الايام السته في عام 1967. وانه لا يريد سوي ان يكون علي الجانب الرابح. وبعد هذا اللقاء، اجتمع ميشا مع جورين في سياره تاكسي.

وتصفح الاثنان وثائق مروان التي بدت حقيقيه وقال عنها جورين: «ماده كهذه من مصدر كهذا امر يحدث مره كل الف سنه»، ووصف احد عملاء الموساد ذلك بانه «كاننا حصلنا علي شخص ينام في سرير ناصر». وكانت كنيه مروان في الموساد هي «الملاك».

ظل بريجمان حريصا. ففي كتابه الاول عن الموضوع، «حروب اسرائيل»، المنشور في عام 2000، اشار الي «الملاك» باعتباره «اليد اليمني لعبدالناصر». وارسل نسخه الي مروان ولم يتلق ردا. وتشجع بريجمان والف كتابه الثاني «تاريخ اسرائيل» الذي نُشر في 2002 الذي قال فيه: «كتبت ان الملاك احد اقارب ناصر. وزعمت انه كان احيانا يكني بالصهر». وكانت تلك كذبه المقصود بها استفزاز مروان وابلاغ الصحفيين الاخرين. ومره اخري ارسل بريجمان نسخه من كتابه الي مروان تحمل الاهداء التالي «الي اشرف مروان بطل مصر». ومع ذلك نجحت الخطه.

وفي مصر رتب صحفي اخر مقابله مع مروان وساله مباشره عما يراه بشان ادعاء بريجمان. فقال: «كتاب بريجمان قصه بوليسيه غبيه.» وبمزيج من الغضب والانتصار تحدث بريجمان في مقابله اجرته معه مجله الاهرام العربي عن مروان باعتباره جاسوسا. كما قال: «لابد لي من الدفاع عن اسمي كمؤرخ». وفي 29 ديسمبر تلقي بريجمان مكالمه قال محدثه علي الطرف الاخر: «انا الرجل الذي كتبت عنه». فرد بريجمان: «كيف اتاكد من ذلك؟» فقال الصوت ببساطه: «لقد ارسلت لي الكتاب باهداء».

عندما طلب بريجمان ان يكتب السيره الذاتيه لمروان رفض. وعن ذلك يقول بريجمان: «لقد اراد للقصه ان تموت. لا سيره ذاتيه»، وهذا محير في ضوء المذكرات الضائعه المزعومه. لماذا بدا مروان كتابه سيره ذاتيه اذا كان يريد للقصه ان تختفي؟ ويتساءل بريجمان: «هل بدا فعلا العمل في الكتاب؟ ربما كانت تلك هي طريقته لمنعي من تاليف كتابي»، وبمرور الشهور وطلب مروان المشوره من بريجمان بشان الكتابه ـ بل انه طلب من بريجمان تحرير الكتاب عندما ينتهي منه ـ اصبح الاكاديمي علي قدر كبير من الشك. «كنت اساله من حين لاخر: ما اسم الكتاب؟ متي سيكون جاهزا؟ هل هو بالانجليزيه ام العربيه؟ قال لي انه سيكون بالانجليزيه لان العرب لا يقران الكتب».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل