المحتوى الرئيسى

هل الدين علم؟ «20»

09/17 09:35

مش هـ نطول في علم الكلام، وده بـ بساطه، لـ انه اقل المعارف الاسلاميه اللي بـ يحظي بـ اعتراف بين أهل السنة والجماعة، بـ معني ان السلفيين والاصوليين عموما عندهم تشكك دائم في جدوي علم الكلام، وفي اعتباره من العلوم، ناهيك عن انه من علوم الاسلام.

شفنا اراء الشافعي، وزيه احمد بن حنبل، ولـ حد دلوقتي شيوخ الوهابيه او اي دعوه شبيهه في مصر، بـ يستعيذوا بـ الله اول ما تيجي سيرته.

الاولي بـ الكلام، هو علوم القران، وعلوم الحديث والفقه، دول اللي هـ نمشي معاهم بـ تفصيل التفصيل.

اكن ده ما يمنعش من نظره عامه جدا جدا جدا، نشوف بيها المساله مشيت ازاي بعد مقتل الجهم بن صفوان، علشان نعرف طبيعه "علم الكلام"، واليات عمله في التراث الإسلامي.

وهنا هـ نتكلم عن اربع نقط بـ التحديد:

الاولي، انه بعد الجهم، ظهرت حاجه اسمها الجهميه، تعيد انتاج افكاره، ثم انفجر الوضع في العصر العباسي، فـ انقسم العالم الاسلامي عبر التاريخ لـ عدد هائل من الفرق المختلفه في تفسير ما يتعلق بـ الذات الالهيه، وطبيعه علاقتها بـ الكون.

كان الانفجار ده راجع لـ حاجات كتير اهمها علي الاطلاق حركه الترجمه عن اليونانيه، اللي نشطت في ايام الخليفه المامون، ونشوف مثلا ابن تيمية بـ يقول ايه عن المامون بـ سبب حركه الترجمه دي: "ما اظن ان الله يغفل عن المامون، ولابد ان يقابله علي ما اعتمده مع هذه الامه من ادخال هذه العلوم الفلسفيه بين اهلها"، يعني ربنا مش هـ يسيب المامون، وهـ يحاسبه علي انه دخل الحاجات الفلسفيه دي لـ العالم الاسلامي.

وفيه حكايه بـ يرددها كتير من السلفيين النهارده، بـ يستشهدوا بيها علي فساد علم الكلام، مع انها منقوله عن الامام السفاريني، اللي هو متاخر جدا، عاش من حوالي 400 سنه بس، يعني في القرنين 11 والـ 12 الهجري، الحكايه دي بـ تقول ان المامون طلب من احد الحكام النصاري كتب اليونان (السفاريني ما حددش مين، بس قال اظنه حاكم قبرص).

ولـ ان الكتب دي سريه! فـ الملك احتار يبعتها لـ المامون ولا لا، فـ المستشارين اشاروا عليه بـ لا، ما عدا واحد مطران خبيث (لازم طبعا يكون مطران) قال له: ابعتهاله علشان نضللهم، وبحسب نص السفاريني: "جهزها اليهم، فما دخلت هذه العلوم علي دوله شرعيه الا افسدتها واوقعت بين علمائها".

وعلشان تكتمل المؤامره، فـ اغلب اللي كلفهم المامون بـ ترجمه الكتب دي كانوا نصاري.

ما علينا، المهم ان الفرق الكلاميه دي بقت من الكتره والتعقيد، بـ حيث ما تقدرش تعمل بيهم قايمه، لـ ان الفرقه الواحده اتقسمت فرق، والفرق اتقسمت فرق، والتفاصيل بقت كتيره ودقيقه، لـ درجه انك ممكن ما تحسمش ان الكاتب ده كان من انهي فرقه بـ الظبط.

اشهر الفرق دي: المعتزله والاشاعره والماتريديه والخوارج، وفيه كمان حاجات ظهرت في العصر العباسي مش ملحقه بـ علم الكلام، بس احنا بـ نضمها ليه، لـ انها اتحركت في نفس المجال المعرفي، زي التصوف واهل الراي، مع ملاحظه ان التصوف في نسخه الاولي ايام الدوله العباسيه غير التصوف الحالي نهائي، وتقريبا مالوش علاقه بيه، التصوف الحالي بـ يوفق بين الصوفيه والشريعه، او احيانا باب لـ التشيع، لكن الصوفيه عند الحلاج والسهروردي والجنيد والنفري حاجه مستقله، وفـ بعض الاحيان تكاد تكون دين تاني.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل