مناسك الحج.. رحلة الذنب المغفور

المواقيت جمع ميقات وهو ظرف العباده من زمان او مكان، والمقصود به هنا ما حددته احكام الشرع للاحرام بالحج من زمان او مكان يتعلق بهما صحته. وهي نوعان:

ا- المواقيت الزمانيه: وهي أشهر الحج: شوال وذو القعده وعشر من ذي الحجه، وهي التي يصح فيها انعقاد الحج ويقع فيها التمتع بالعمره الي الحج.

ب المواقيت المكانيه: وهي الامكنه التي عينها النبي صلي الله عليه وسلم لاهل كل جهه ليحرم منها من اراد الحج او العمره منهم او ممن كانوا وراءهم، وهي خمسه اماكن:

1- ذو الحليفه: وهو ميقات اهل المدينه ومن مر به من غيرهم، ويبعد عن مكه 450 كيلومترا.

2- الجحفه: وهي ميقات اهل الشام ومن مر بها من غيرهم، ويبعد عن مكه 204 كيلومترات.

3- يلملم: وهو ميقات اهل اليمن ومن مر به من غيرهم، ويبعد عن مكه 54 كيلومترا.

4- قرن المنازل: وهو ميقات اهل نجد ومن مر به من غيرهم، ويبعد عن مكه 94 كيلومترا.

5- ذات عرق: وهي ميقات اهل العراق ومن مر بها من غيرهم، ويبعد عن مكه 94 كيلومترا.

ومن كان اقرب الي مكه المكرمة من هذه المواقيت فميقاته محل سكنه، وكذلك اهل مكه يحرمون بالحج من مكه، اما العمره فيحرمون لها من ادني منطقه الحل. ومن كان طريقه يمينا او شمالا من هذه المواقيت فانه يحرم حين يحاذي اقربها اليه.

واذا خاف المحرم الا يتمكن من اداء نسكه لعائق يعترضه من مرض او خوف او غلب علي ظنه ان يمنع بسبب الاجراءات الاداريه ونحو ذلك، فيستحب له ان يشترط عند الاحرام فيقول ما ورد في حديث النبي صلي الله عليه وسلم: "لبيك اللهم لبيك ومحلي من الارض حيث حبستني"، فمتي حُبس عن اكمال حجه حل من احرامه ولا شيء عليه.

الاحرام هو نيه الدخول في نسك الحج او العمره او هما الاثنين مع التلبيه، فاذا وصل من يريد الحج او العمره الميقات المكاني المحدد للجهه القادم منها فيستحب له قبل احرامه الاغتسال وتنظيف شعره واظافره والتطيب ثم لبس ثياب الاحرام، وان كان الوقت ليس وقت نهي صلي ركعتين. وبالاحرام يمتنع علي المحرم ما كان مباحا له قبله من محظورات الحج او العمره.

وللشخص المحرم في فتره اشهر الحج (شوال وذو القعده وذو الحجه) ان يختار بين ثلاثه انواع من النسك لينوي احدها عند احرامه، وهي:

ا- التمتع: وهو ان يحرم الشخص بالعمره وحدها فيقول عند احرامه: لبيك عمره، ويؤخر الاحرام بالحج الي يوم الترويه وحتي غروب الشمس يوم عرفه، وعلي المتمتع الهدي. اما من احرم بالعمره قبل اشهر الحج فانه يسمي معتمرا لا متمتعا.

ب- الافراد: وهو ان يحرم الشخص بالحج وحده فيقول: لبيك حجا، فاذا وصل مكه طاف للقدوم ثم سعي للحج، ويبقي علي احرامه حتي يتحلل منه بعد رمي جمره العقبه والحلق يوم العيد، وليس عليه هدي.

جـ- القِران: وهو ان يحرم الشخص بالعمره والحج جميعا فيقول: لبيك عمره وحجا، او يحرم بالعمره اولا ثم يدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافها. وعمل القارن كعمل المفرد الا ان القارن يلبي بالعمره والحج معا وعليه الهدي.

فرض الله تعالي الحج علي مستطيعه بدنياً ومالياً من المسلمين البالغين، وجعله -بوصفه خامس اركان الاسلام- من افضل العبادات لاشتماله علي كافه معاني العبادات الاخري لاجتماع عبادتيْ البدن والمال في شعائره، وقد قال النبي صلي الله عليه وسم تنويها بمكانته: "الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنه".

ومن الحِكَم والمقاصد الشرعيه المرعيه في الحج انه يعوّد المسلم علي الصبر وتحمل المشاق من اجل الغايات العظيمه، ويطهر نفسه من المعاصي والاثام والشح، كما يعلمه النظام والانضباط والالتزام والزهد والتواضع، هذا اضافه الي ما يشتمل عليه من تجمع هائل للمسلمين من كل مناطق العالم واعراقه، وما يؤدي اليه ذلك من تعارفهم وتعاونهم وتراحمهم.

وللحج في الاسلام اربعه اركان من ترك احدها حتي فات وقته فقد بطل حجه:

1- الاحرام وهو نيه الدخول في النسك مقرونا بعمل من اعمال الحج كالتلبيه او التجرد.

2- الوقوف في عرفه، ووقته من طلوع فجر يوم عرفه (التاسع من شهر ذي الحجه) الي طلوع فجر اليوم التالي، وليس لما يسميه العامه "جبل الرحمه" مزيه شرعيه عن باقي نواحي عرفه.

3- طواف الافاضه ويبدا وقته من فجر يوم العيد، والافضل ان يعمل يوم العيد ومن لم يتمكن من ذلك ففي ايام التشريق.

4- السعي بين الصفا والمروه ويقع بعد طواف الافاضه او اي طواف اخر، وللمفرد والقارن ان يقدماه مع طواف القدوم.

1- التلبيه، وصيغتها: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، لبيك ان الحمد والنعمه لك والملك، لا شريك لك"، ووقتها يبدا من الاحرام بالحج للقارن والمفرد الي ان يرمي جمره العقبه.

2- طواف القدوم عند المالكيه، اما عند الجمهور فسنه.

3- طواف الوداع عند الجمهور وعند المالكيه سنه، وقد رُخِّص فيه للحائض والنفساء واهل مكه. وليس علي الحاج طواف سوي هذه الثلاثه الا ان يتنفل.

4- المبيت بمزدلفه، وقد رُخِّص في التحرك بعد منتصف الليل لمن كان له عمل متعلق بالحج وللعجزه والضعفه.

5- رمي جمره العقبه بسبع حصيات من شروق شمس يوم العيد الي الزوال، ومن لم يتمكن من رميها قبله فله ان يرميها الي ما قبل الغروب، ومن لم يتمكن من رميها قبل الغروب رماها في اول ايام التشريق.6- المبيت في مِني ايام التشريق فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تاخر فلا اثم عليه، والتاخير افضل من التقديم لاهل مكه ولغيرهم، ومن تعجل فليخرج قبل الغروب والا وجب عليه التاخير.

7- رمي الجمار مُرتَّبه الصغري ثم الوسطي ثم الكبري وهي العقبه، كل واحده بسبع حصيات، يبدا الرمي من الزوال الي الغروب.

8- صلاه ركعتيْ الطواف خلف المقام او في اي مكان من الحرم.

9- حلق الشعر او تقصيره، ولا تحلق النساء.

ومن ترك واجبا من هذه الواجبات فعليه فديه (ذبح شاه ونحوها)، لا ياكل منه ولا يهدي ولكن يتصدق به.

1- ان يحرم الرجل في ازار ورداء ابيضين، اما المراه فلها ان تحرم في اي لون شاءت، والافضل لها غير البياض.

2- ان يغتسل لاحرامه ولو كانت المراه حائضا او نفساء.

3- ان يحرم عقب صلاه مكتوبه، فان لم يتمكن احرم عقب ركعتين.

4- ان يغتسل لدخول مكه المكرمه وكذلك ليوم عرفه.

5- في الطواف يستلم الركنين الحَجَر الاسود والركن اليماني ان تمكن، والا اشار اليهما.

6- يقول عند بدايه كل شوط: "بسم الله والله اكبر".

7- يدعو بين الركنين بـ"اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخره حسنه وقنا عذاب النار".

8- افضل الحج الثجّ وهو كثره الذبح للهدي، والعجّ وهو رفع الصوت بالتلبيه للرجال.

9- الاكثار من الذكر وتلاوه القران والتصدق.

10- ان يتضلع من ماء زمزم.

11- ان يلتقط الجمار لجمره العقبه من مزدلفه.

12- ان يكثر من الذكر والدعاء وقول لا اله الا الله يوم عرفه.

13- ان يدعو طويلا بعد رمي الجمره الصغري والوسطي ايام التشريق.

 ومن ترك شيئا من السنن والمستحبات فحجه صحيح ولا شيء عليه.

يحظر علي الحاج بمجرد عقده نيه الاحرام ان يفعل الممنوعات التاليه:

1- ازاله شعر الراس وسائر الجسم بحلقه او نتفه وكذلك تقليم الاظافر وقصها.

2- استعمال الطيب في كل ما يتعلق بالحاج.

3- الجماع وتلحق به المباشره الجسديه لشهوه، وكذلك عقد النكاح او خطبه النساء.

4- قتل الصيد، واما قطع الشجر فليس بحرام علي المحرم الا ما كان منه داخل حدود الحرم.

5- من المحظورات الخاصه بالرجال لبس المخيط من الثياب المفصل علي هيئه البدن او جزء منه.

6- من المحظورات الخاصه بالرجال تغطيه الراس بملاصق له كالطاقيه ونحوها.