المحتوى الرئيسى

صالح أبو عوذل يكتب: في اليمن : أيهما أكثر كلفة الحل العسكري أم السياسي؟ | ساسة بوست

09/16 19:01

منذ 6 دقائق، 16 سبتمبر,2015

لا تزال الحرب في اليمن لم تضع اوزارها، معارك شرسه تدور علي خط التماس بين الجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي) وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (اليمن الجنوبي).

منذ العاشر من اغسطس اب 2015م، تدور معارك شرسه في بلدات بيحان ومكيراس وكرش الحدوديه التاريخيه الفاصله بين البلدين، قبل ان تقوم مليشيات الحوثي والقوات المواليه للرئيس اليمني المعزول علي عبد الله صالح بقطع الطريق الواصل بين الشمال والجنوب (في بلدتي كرش ومكيراس) بالحجاره والاسمنت، ومنع ايه تنقلات بين الشمال والجنوب.

كما ان معارك تدور رحاها في احياء مدينه تعز اليمنيه كبري مدن اليمن الشمالي دون ان تحرز المقاومه اي تقدم يذكر.

الحرب في اليمن، بدات بطابع طائفي، فالحوثيون الذين يعدون ما نسبته 12% من سكان صنعاء، دشنوا حروبهم ضد قوات الجيش اليمني في العام 2004م، وتكررت ست مرات، كان الرئيس اليمني المعزول علي عبد الله صالح يوقفها بالهاتف.

نجح الحوثيون الي حد ما بالتوسع في بلدات متاخمه للعاصمه اليمنيه صنعاء، قبل ان تشهد بلده دماج التي كان فيها معارك بين طلاب سلفيين وبين الحوثيين علي اساس طائفي.

قتل وجرح المئات من الطلاب الذين اغلبهم من اليمن الجنوبي والوسط.

ليتدخل الرئيس عبد ربه منصور هادي بوقف الاقتتال الطائفي وسحب الطلاب السلفيين الي مدن الجنوب وتهامه.

كان الرئيس المعزول علي عبد الله صالح يستخدم الحوثيين لابتزاز دول الخليج وبالذات السعوديه، من اجل الحصول علي الدعم المادي والعسكري الذي كان يخزنه في مخازن خاصه به في بلده سنحان مسقط راسه.

وكشفت وثائق ويكليكس ان (صالح) كان يعطي الطيران السعودي الذي شارك في الحرب السادسه احداثيات للقوات التابعه للفرقه الاولي مدرع التي كان يقودها الجنرال علي محسن الاحمر، وهي قوات عسكريه كانت اخر ما تبقي من قوات الجيش الجنوبي المندثر، وقد تم ضمها الي الويه الفرقه الاولي مدرع وتم الزج بها في معارك بصعده ضد الحوثيين، لقصفها علي اعتبار انها قوات حوثيه.

وقتل عدد من قاده الاوليه الجنوبيه لعل من ابرزهم عمر العيسي والخضر الجعيملاني وضباط وقيادات عسكريه جنوبيه اخري.

وقال حينها عسكريون ان مقتل القيادات العسكريه الجنوبيه في صعده كان بسبب الخيانه.

في اكتوبر تشرين الاول من العام 2009م، كان العميد الركن عمر العيسي قائد اللواء 103 مشاه في الجيش اليمني، يتمركز في بلده الكمب في صعده ويقود المعركه من مركز عسكري مؤمن خلف قواته علي بعد 1 كيلو متر من مواجهه الحوثيين، انطلق بمركبته الخاصه ومع حارس وسائق المركبه وحين قطع نصف المسافه تعرض لاطلاق قاذف ار بي جي من مسافه قصيره ليلقي حتفه في الحال، في الوقت الذي كانت قواته تنتظر مجيئه في المقدمه.

لكن وسائل الاعلام الحكوميه في عهد صالح، نشرت اخبارًا عن استشهاد العميد عمر العيسي بقاذف ار بي جي اطلقه عليه مسلحون حوثيون.

خبر استشهاد العيسي؛ الذي ينتمي الي محافظه ابين، مثل صدمه للجنود الموالين له تسبب في انسحابهم من مواقع كانوا قد طردوا منها مليشيات الحوثي.

وجهت الكثير من الاتهامات لنظام صالح حينها بانه كان يسعي لتصفيه القيادات العسكريه الجنوبيه في صعده، خصوصًا مع ظهور الحركه السلميه في الجنوب والتي طالبت باستقلال اليمن الجنوبي، الدوله السابقه.

وعزز الجنوبيون تلك الاتهامات بسقوط طائرات عسكريه يقودها طيارون جنوبيون في صعده وصنعاء.

قبل عامين التقيت العميد ركن طيار عادل الحالمي واجريت معه مقابله صحفيه كشف فيها عن قيام نظام صالح بقتل عدد من الطيارين الجنوبيين بواسطه طائرات يقودها شماليون فوق سماء صعده.

قال الحالمي حينها “ان صالح الذي كان يتحكم بكل شيء في اليمن ويستخدم سلاح الدول لتحقيق رغباته السياسيه”؛ كان يقود القوات الجويه محمد صالح الأحمر قريب الرئيس المعزول.

وقد ارتكب صالح مجزره شهيره في الجنوب هي مجزره بلده المعجله، حيث شنت طائرات يمنيه عده غارات علي المعجله بالتزامن مع قصف بحري بصواريخ كروز، مما تسبب في سقوط عشرات الضحايا من النساء والاطفال والشيوخ في 17 ديسمبر كانون الاول 2009 م، وتفجير مصنع الذخيره في ابين، عقب نقل معدات المصنع الي معسكر السواد في العاصمه اليمنيه صنعاء، وقد تسبب انفجار المصنع في استشهاد اكثر من 200 مواطن اغلبهم نساء واطفال من سكان بلده الحصن في ابين. وتسليم زنجبار ابين لعناصر ادعت انتماءها لتنظيم القاعده.

وليس هناك اي تفسير لما حدث في ابين من مجازر الا ان (صالح) اراد ان يقول للجنوبيين ان لديه القدره علي اشعال الحرب في بلادكم في حاله اصريتم علي الذهاب نحو الانفصال.

والشيء الاخر انه اراد ابتزاز الغرب بان في الجنوب قاعده وارهاب، من اجل مواصله الدعم الامريكي، في حين كان يبتز دول الخليج العربي بالحوثيين الشيعه في الشمال.

خروج صالح من الحكم، دفعه لكي يعد العده لاجتياح الجنوب مره اخري، خصوصًا وان جماعه الحوثي بات لها ثقل كبير في البلاد، فالحكومة اليمنية التي راسها هادي، قدمت اعتذارًا للحوثيين عن الحرب التي شنها نظام صالح ضدهم، ومنحهم مقاعد للمشاركه في مؤتمر الحوار في العام 2013م.

شعر صالح بخوف من ان يتمكن الحوثيون من مقاليد الامور في صنعاء ويطيحوا به خصوصًا وان اغلب رموز الجماعه الشيعيه يعدون صالح بانه مجرم حرب في اهالي صعده واراد اقحامهم في حرب مع الجنوبيين من اجل استنزاف الحوثيين وخلق اطراف معاديه لهم حتي يتسني له ابتلاعهم والعوده لحكم اليمن مره اخري عن طريق نجله.

وكان من بين تلك الاصوات المعارضه للرئيس المعزول الصحافي اليمني عبد الكريم الخيواني، وقد سبق لصالح ان زج بالخيواني لسنوات في السجن بتهمه التحريض علي النظام الجمهوري والتخابر مع دوله اجنبيه.

لكن الخيواني وقيادات حوثيه بارزه، اغتيلوا في صنعاء وتم تسجيل الجناه كمجهولين، ناهيك عن وقوع تفجيرات في تظاهره للحوثيين وسط شارع السبعين في العاصمه اليمنيه صنعاء في اكتوبر من العام 2014م.

ورجح مسؤولون يمنيون عقب بث مكالمه مسربه بين صالح وقيادي حوثي “انه هو من يقف خلف تفجيرات السبعين لدفع الحوثيين لمواجهه الرئيس هادي”؛ خصوصًا وان صالح كان قد اكد لقيادي حوثي يدعي عبد الواحد ابو راس ان من يقف خلف تفجيرات السبعين هو جلال نجل الرئيس هادي.

المكالمه التي تم تسريبها اتت عقب تفجيرات اكتوبر 2014م، وهو ما يعني ان صالح اراد من خلالها دفع الحوثيين للقتال ضد الرئيس هادي.

في يوليو تموز 2014م، دشن الحوثيون حربهم في معقل جماعه الاخوان المسلمين الذين وقفوا ضد الجماعه لاسباب دينيه لكن ونتيجه للسياسه الزيديه في اقصي اليمن الشمالي انهزم الاخوان في معركه عمران، وعادوا لفتح حوارات سياسيه مع جماعه الحوثيين وعلي عبد الله صالح.

في مارس اذار 2015، اجتمع الرئيس المعزول بشخصيات من تعز في صنعاء وهدد باجتياح الجنوب وتشريد القيادات الجنوبيه الي الخارج عبر منفذ وحيد هو البحر الاحمر الي جيبوتي.

ودفع صالح بقوات النخبه في القوات الخاصه والحرس الجمهوري للمشاركه مع مليشيات الحوثي في الحرب علي الجنوب، التي وقف شعبها صفًا واحدًا رغم الخيانه العسكريه في صفوف القاده الذين كانوا يظهرون لهادي الولاء ويبطنون العداء والخيانه.

الجنوبيون قدموا تضحيات جسام في سبيل طرد الوجود الشمالي في بلادهم، والذي كانوا ينظرون اليه من سابق بانه احتلال متجدد لبلادهم.

انتصر الجنوبيون بفعل الدعم العسكري واللوجيستي من قبل دول التحالف، وانتصرت دول التحالف بفعل الحاضنه الشعبيه لدول التحالف العربي في اليمن الجنوبي والرفض الشعبي لمليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع.

انتصر الجنوبيون بسبب انهم قاتلوا تحت رايه دولتهم التي كانت قائمه الي مايو ايار 1990م، وهو العلم الوطني الذي وحدهم تحت لواء المقاومه الجنوبيه الشعبيه.

لكن عقب تحرير الجنوب من مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المعزول ودفعها الي الحدود السابقه، كشف عن عدم وجود مقاومه حقيقيه في محافظات اليمن الشمالي الامر الذي يعني انه لا يوجد ما يسمي بالبيئه الصديقه لقوات التحالف العربي في تلك المناطق، ولعل الجريمه البشعه التي ارتكبت في حق الجنود الاماراتيين في صافر في مارب، خير دليل علي ذلك.

كل المؤشرات تقول ان ما حصل في مارب يوم الجمعه الرابع من اغسطس ايلول 2015م، كان نتيجه خيانه من قبل بعض القيادات المحسوبه علي الاخوان، بحجه ان الاحداثي اعطي المعلومات بشكل دقيق، مكن مطلقي الصاروخ من اصابه الهدف وبدقه عاليه، مما دفعهم بالتباهي انهم حققوا  انتصارًا علي قوات التحالف العربي.

تخوفات جمه تواجه قوات التحالف العربي في ظل الخيانات المتواصله من قبل قيادات عسكريه زيديه، وهو ما دفع الحكومه اليمنيه الي خوض تجربه اخيره لمساعي المبعوث الدولي الي اليمن اسماعيل ولد الشيخ في سلطنه عمان، لتطبيق قرار الامم رقم 2216، لكن الحل السياسي الذي قد يبقي صالح في اليمن مع احتماليه ان يعيد ما انتجته الحصانه السابقه خصوصًا وان قيادات الجيش التي تزعم بموالاتها لشرعيه الرئيس هادي لديها مصالح تربطها بالرئيس المعزول ناهيك ان الولاء في اليمن الشمالي في الغالب يكون للقبيله والمذهب، علي عكس اليمن الجنوبي، المستعمره البريطانيه السابقه.

الحل السياسي، اذا تضمن اجبار صالح وزعيم الحوثيين علي تسليم نفسيهما لمحكمه الجنايات الدوليه قد يضع حلًا جذريًا لمشاكل اليمن، لكن هذا مستبعد بعض الشيء فصالح والحوثي لا يزالان يحظيان بشعبيه كبيره وحاضنه اجتماعيه تمتد علي مساحه واسعه من اليمن الشمالي والذي يعرف باقليم ازال وهي قبائل زيديه، عرف عنها عداؤها للمذهب الشافعي علي مدي القرون الماضيه.

اعتقد ان الحل العسكري هو الافضل في حاله استحاله الحل السياسي والذي يبدو مستبعدًا في ظل تعنت الحوثيين والرئيس المعزول.

اري ان علي دول التحالف عدم الزج بقواتها في محافظات اليمن الزيديه، اقترح ان تدفع بقوات الجيش الموجوده في سيئون فهذه القوات وقفت طوال الحرب علي الحياد، وزعم قائدها اللواء الحليلي انه مع شرعيه الرئيس هادي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل