المحتوى الرئيسى

قسنطينة تستعرض تاريخ الموسيقى العربية

09/16 15:03

تتواصل في مدينه قسنطينه الجزائريه فعاليات معرض "من الاصوات الي النوبه"، الذي يروي فصولا من تاريخ الموسيقى العربية والموسيقى الأندلسية التي لاقت اهتماما واسعا في دول المغرب العربي.

ويعكس المعرض -الذي تحتضنه دار الثقافه "مالك حداد" بوسط المدينه الي غايه 11 نوفمبر/تشرين الثاني القادم- مسار ثمانمئه سنه من ابداعات الموسيقي العربيه، عبر فضاء تفاعلي ثري ينطلق من الحجاز، مرورا بالاندلس، وصولا الي المدارس المغاربيه للموسيقي.

ويضم المعرض في داخله كمّا هائلا من المعلومات والادله، ويتيح فرصه للتعرف علي مختلف جوانب الموسيقي المرتبطه باصاله وتراث مدينه الجسور المعلّقه قسنطينه.

وعبر فسيفساء تمتزج فيها الموسيقي بالكلمات، يبحر الزائر من خلال وسائط الكترونيه ومنشورات معلقه، وينطلق من ارض الحجاز، ويشاهد صورا للبدو في شبه الجزيرة العربية، من خلال عرض وثائق صوتيه ومقاطع سمعيه وفيديو للموسيقي القائمه علي ايقاعات حركات الجمل، علي مدار ثمانيه قرون كامله. 

بعد ذلك، يحطّ الزائر رحاله في دمشق ويستمتع بجمال الموسيقي التي تعزف في رحاب قصور الحضاره الامويه، ليصل الي عاصمه الرشيد بغداد ويستمتع هناك بابداعات اول مدرسه للموسيقي العربيه وللعود، ولاول نظام للمقامات، ويكتشف ما لا يقل عن تسعمئه لحن ونغم، تجسد جزءا كبيرا منها ابداعات الموصلي.

ومن الاندلس حيث وضع زرياب الفنيات الشعريه والصوتيه للموشحات والزجل ضمن نظام النوبه، والتي تمثل اساس الموسيقي الاندلسيه وطور العود؛ يصل الي منطقه المغرب العربي حيث برزت اسماء موسيقيه لامعه علي غرار ابراهيم الحصري وابراهيم الرقيق ومؤنس البغدادي وغيرهم.

ومن خلال هذا المعرض، يطلع الزائر علي نسخ نوبات المدارس الجزائريه للموسيقي الاندلسيه، وعلي ابرز اسماء الموسيقي العربيه التي برزت في العصر الحديث، كما يطلع علي اسهام مشايخ مدينه قسنطينه وما بذلوه في سبيل الحفاظ علي فن "المالوف" والزجل.

وفن المالوف هو احد انواع موسيقي الطرب الأندلسي، ولا يتقيد في الصياغه بالاوزان والقوافي. وتختلف اسماء هذا النوع من الفن الذي استقر في دول المغرب العربي وعملت علي تطويره، فهو "الاله" في عموم المغرب، و"الغرناطي" في وجده وسلا المغربيتين الي جانب تلمسان الجزائريه، ويسمي "الصنعه" بالعاصمه الجزائر، و"المالوف" في قسنطينه وتونس وليبيا، وتعتبر النوبه اهم قالب في المالوف.

وبحسب حديث احد القائمين علي المعرض للجزيره نت، فان هذه التظاهره الفنيه جاءت تكريما لاعمده "المالوف" من خلال تسليط الضوء علي ابداع اكثر من 25 فنانا يطلق عليهم اسم "الشيوخ"، ممن تركوا بصمتهم الواضحه في الذاكره الموسيقيه لقسنطينه.

واوضح مدير الثقافه لولايه (محافظه) قسنطينه جمال فوغالي ان هذا الحدث المنظم من طرف دائره التراث غير المادي يعني بالذاكره الموسيقيه والفنيه التي تزخر بها مدينه قسنطينه عبر عصورها الزمنيه المختلفه، وانه جاء في اطار تظاهره عاصمة الثقافة العربية لـ2015.

وقال فوغالي للجزيره نت ان المعرض جاء بهدف تقريب صوره الموسيقي الاندلسيه والعربيه في تجلياتها الكبري وبتفرعاتها، من خلال استحضار الذاكره الموسيقيه، وتقديم الصوره المثلي لما وصلت اليه هذه الموسيقي من خلال المالوف شموخا واداء، ومن خلال فرق موسيقية كان علي راسها الكثير من اعمده هذه الموسيقي التي اصبحت ذاكره تراثيه لقسنطينه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل