المحتوى الرئيسى

تدريس الأمازيغية في الجزائر بين طموح الانتقال من تعلم اللغة إلى لغة للتعليم

09/16 07:20

بعد 20 عاما من اقرار تعليمها بالمؤسسات التربويه الجزائريه، سجلت اللغة الامازيغية حضورها في 21 ولايه خلال الدخول المدرسي الجديد، حيث كان تدريسها السنه الماضيه مقتصرا علي 11 ولايه فقط، من اصل 48 ولايه جزائريه.

غير ان تعليم الامازيغيه في الجزائر، يواجه مشاكل كثيره، منها ما هو متعلق بكفاءه الاساتذه، وافاق تدرسيها، وبالحرف الذي ستكتب به، حيث يدفع البعض باستعمال باعتماد حرف "تيفناغ" الامازيغي، فيما يطالب اخرون باستعمال الحرف اللاتيني، بذريعه عالميته، او الحرف العربي. كل هذا في وقت يتساءل فيه كثيرون ما اذا كانت ستصبح هذه اللغه يوما ما لغه علم ومعرفه.

و كانت نوريه بن عبريط، وزيره التعليم الجزائريه، قد اكدت في ندوه صحافيه عقدت قبل شهرين بولايه تيزي وزو ذات الاغلبيه الامازيغيه، انها تعمل علي تسريع تعميم تعلم اللغه في كل الجزائر، وذلك بتنسيق مع المحافظه العليا للامازيغيه، التابعه لرئاسه الجمهوريه.

معاهد لتغطيه احتياجات التاطير البيداغوجي

تتوفر الجزائر علي 4 معاهد متخصصه في اللغه الامازيغيه تابعه لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتتوزع هذه المعاهد بين جامعات ولايات منطقه القبائل الكبري، وهي "تيزي وزو" و"البويره" و"بجايه"، بالاضافه الي جامعه الحاج لخضر بولايه "باتنه" شرق البلاد، التي دشن معهدها سنه 2013.

تخرج هذه المعاهد سنويا المئات من حمله شهادتي البكالوريوس والماجستير في اللغه الامازيغيه، وقد احصت المحافظه الساميه للغه الامازيغيه التابعه لرئاسه الجمهوريه،40 شخصا حاملا لشهاده الدكتوراه، وازيد من 74 حاصلا علي الماجستير في اللغه الامازيغيه، يراهن عليهم لتطوير تدريس هذه اللغه ، وتغطيه احتياجات المؤسسات التربويه من الاساتذه والمؤطرين.

وفي هذا السياق، اكد المفتش التربوي اسماعيل مرزوق، في حديث لـ"هافيغنتون بوست عربي"، ان مشكل التاطير البيداغوجي، في المؤسسات التعليميه التي تدرس الامازيغيه غير مطروح.

رئيس جمعيه اساتذه اللغه الامازيغيه بولايه تيزي وزو (100 كلم شرق العاصمه)، مهنا بودينه، اكد هو الاخرذلك لـ"هافينغتون بوست عربي"، قائلا "ان تعليم الامازيغيه، يتم في ظروف جد عاديه لا تختلف علي بقيه المواد التعليميه الاخري".

وكشف بودينه، ان اساتذه اللغه الامازيغيه يدرسون 18 ساعه في الاسبوع فقط، وهو اقل بـ6 ساعات من توقيت اللغتين العربيه والفرنسيه، المقدره ب24 ساعه اسبوعيا، مفيدا ان اساتذه التعليم الابتدائي "يضطرون للتدريس بمؤسستين تعليميتين، لاستكمال عدد الساعات المطلوب منهم".

يؤكد اسماعيل مرزوق ان ملفات المترشحين لاجتياز امتحان تدريس اللغه " لا تقبل الا اذا كان اصحابها من حمله الشهادات الجامعيه العليا، والتي يجب ان تكون من نفس التخصص".

ومع ذلك، لا ينفي مرزوق نقص الخبره والكفاءه المهنيه لدي اساتذه الامازيغيه، ومن اجل تجاوز ذلك "يخضع كل الناجحين في الامتحانات الي دورات تكوينيه مكثفه لمده 15 يوما، مثلما حصل قبل الدخول المدرسي لهذه السنه".

وبشان المنهاج التعليمي للامازيغيه، اوضح رئيس جمعيه استاذه اللغه الامازيغيه بولايه تيزي وزو انه " اصبح لدينا منذ سنه 2002، كتاب مدرسي خاص بكل سنه، عكس ما كان عليه الحل بين 1995 و2002، حيث درس الاستاذه بطريقتهم واسلوبهم الخاص".

وكشف اسماعيل مرزوق ان عدد اساتذه الامازيغيه بولايه البويره (شمال)، يقدر ب200 فرد، فيما يصل الي 1500 بولايه تيزي وزو واكثر من 800 ببجايه، لافتا "الي ضروره توفير الظروف الملائمه لتنقل اساتذه من هذه الولايات الثلاث لتدريس الامازيغيه بولايات اخري".

يعتبر الباحث في علوم اللغة حسين ولهه، ان الغرض من تعليم الامازيغيه هو "ربط الشعب الجزائري، بهويته وتاريخه لتعزيز الوحده الوطنيه بشكل اكبر".

ويقلل ذات المتحدث من احتمال ان تصبح الامازيغيه علي غرار اللغات الاخري، لغه للعلم والمعرفه، بالقول "ان ذلك منال بعيد"، ساردا عدد من الاعتبارات منها ان "التاريخ لم يثبت انها عبرت عن علم ولم يوجد ان عالم او باحثا او فيلسوفا اسس لنظريات بهذه اللغه"، حسب تعبيره، مضيفا "انها لغه شفاهيه ضوابطها ضعيفه من حيث النحو والصرف".

غير ان المفتش التربوي اسماعيل مرزوق، يري ان "الطموح المشروع لتدريس الامازيغيه، هو ان تتحول من لغه تعلم الي لغه تعليم لمختلف العلوم"، موضحا " ان اللغات ليس هي من تخترع وتبدع وانما الاشخاص، وبالتالي فاننا نطمح الي تخريج وتكوين جيل جزائري قادر علي الابداع بلغته الام"، معتبرا انه "لا يوجد هناك مانع في تدريس الطب، الفيزياء والكيمياء والاداب باللغه الامازيغيه".

واكد مرزوق ان "القاعده تفيد باستحاله فصل الثقافه علي اللغه"، لذلك تسعي وزاره التعليم الجزائريه، الي ترقيه الامازيغيه وتطويرها وتعمميها علي المديين المتوسط والبعيد لتشمل 48 ولايه.

ونادي رئيس جمعيه اساتذه تدريس الامازيغيه باقحام ماده الامازيغيه، في امتحانات الشهادات النهائيه للتعليم الابتدائي والثانوي، قائلا "ان من يعتقدون بغياب افاق تدريس هذه اللغه الام مخطئون، ويكفي الرد عليهم بان تيزي وزو تحتل منذ سنوات المرتبه الاولي وطنيا في نسبه النجاح لشهادات البكالوريا والاعدادي".

منذ اقرار تدريس اللغه الامازيغيه في المدارس الجزائريه، سنه 1995، عمدت وزاره التعليم الجزائريه، الي طباعه الكتاب المدرسي، بالحروف اللاتينيه، وليس بحرف "تيفيناغ" الخاص بالامازيغيه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل