المحتوى الرئيسى

في انتظار تحقق حلم الشعب المغربي بتنظيم مونديال 2026

09/15 18:44

يشهد التاريخ ان المغرب كان اول بلد عربي واسلامي وافريقي يكسر القاعده العالميه في التقدم بطلب تنظيم مونديال كره القدم، الذي ظل حكراً علي القارتين الاوروبيه والامريكيه، مع الاستثناء لاسيا، بعد التنظيم المزدوج عام 2002 بين كوريا الجنوبيه واليابان.

فكان المغرب سباقاً في دخول غمار التنافس للترشّح لاحتضان هذا العرس العالمي، اذ تقدّم باربعه عروض لتنظيم المونديال لدورات 1994 و1998 و2006 و2010، لكنه خسرها جميعاً.

لعلّ ابرز انجاز حققّه المنتخب المغربي لكرة القدم في مونديال المكسيك عام 1986، المرور الي الدور الثاني من النهائيات. حينذاك، اعتبر اول بلد افريقي وعربي واسلامي يتاهّل الي هذا الدور، انجاز شكّل الدافع الاساسيّ في انخراط الدولة المغربية في السباق نحو احتضان كأس العالم لكره القدم، علي الرغم من عدم توفّر البنيات التحتيه الرياضيه المهمه حينذاك، باسثتناء ملعبي الرباط والدارالبيضاء.

دخل المغرب حلبه السباق لتنظيم مونديال 1994، وكان التنافس ثلاثياً الي جانب البرازيل والولايات المتحده الامريكيه، وخسر الملف بعد ان حصلت الولايات المتحده علي شرف التنظيم، بنيلها 10 اصوات مقابل 7 للمغرب، و3 للبرازيل.

بعد الترشح الاول باربع سنوات، تقدم المغرب بملف تنظيم دوره 1998، لكنّه خسر السباق امام فرنسا التي فازت بفارق صوت واحد. لكنه ضرب بقوه في نهائيات الحدث العالمي، وكان قريباً من تكرار سيناريو 1986 للتاهل الي الدور الثاني. وبلغه التحدي، عاود المغاربه من جديد الترشح لمونديال 2006. وكان الاخفاق سيد الموقف مجدداً، اذ خرج من الدور الاول تاركاً التنافس ثنائياً بين جنوب افريقيا والمانيا قبل ان تفوز الاخيره بفارق صوت واحد.

"حلم قاره ومشروع امه"، كان شعار الحمله الترويجيه لملف المغرب لاحتضان مونديال 2010. فاعتبر المغرب انّه في حال تنظيم هذا العرس الكروي، سيكون قد حقّق حلم القارة الأفريقية، ومشروع الامتين العربيه والاسلاميه. غير ان الرهان المغربي اخفق مره اخري، وكان طعمه هذه المره مختلفاً عن المحاولات السابقه. 

بحسب سعد الكتاني، مدير الحمله المغربيه، "كان ملف الترشح لمونديال 2010 متميزاً". واشار في تصريحات اعلاميه، الي ان "الترشح الرابع كان يتضمن بنيات تحتيه رياضيه جاهزه، عكس الملفات السابقه، التي كانت تحوي مجسمات للملاعب فقط". وقد راهن المغرب كثيراً علي الفوز بحق التنظيم، مستغلاً قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الرامي الي اعتماد التناوب بين القارات في اقامه الحدث العالمي.

وبالرغم من المنافسه الشرسه لجنوب افريقيا، عوّل المغرب كثيراً علي الصحوه التي عرفتها منشاته الرياضيه والفندقيه والصحيه. الا ان التصويت جاء لمصلحه جنوب افريقيا بفارق 3 اصوات في الجوله الثانيه. وكشفت الصحافه الدوليه اخيراً ان المغرب كان ضحيه مؤامره، غيّرت مجري الاحداث بحرمانه من 3 اصوات كانت ستمنحه افضليه تنظيم مونديال 2010.

راي نجيب السالمي، عميد الصحافيين الرياضيين، ان "المغرب اذا خسر شرف تنظيم المونديال، فانه ربح البنيات التحتيه الرياضيه ذات المواصفات العالميه". وقال لـرصيف22 ان "المغرب كان يقدّم خلال الترشيحات الثلاثه الاولي المجسمات فقط، ولا يتوفر الا علي ملعبين: مولاي عبد الله في الرباط، ومحمد الخامس في الدار البيضاء". واشار الي ان "الاخير كان مستبعداً لعدم توفره علي مواصفات الفيفا الدوليه". وتابع: "كان الترشيح الرابع قوياً لاحتوائه علي ملاعب جديده انجزت بهدف احتضان منافسات عالميه، مثل ملاعب مراكش وفاس واكادير".

مكّنت هذه البنيات التحتيه، التي وازتها منشات اخري في مجالات الفندقه والصحه والطرق والمواصلات، المغرب من احتضان نسختين من كأس العالم للأندية عامي 2013 و2014. ونال اعجاب الفيفا التي بعثت برساله شكر وتنويه للمغرب علي حسن الاداره والتنظيم. 

وشجّع احتضأن المغرب لهذه الفعاليات الرياضيه المسؤولين المغاربه، علي التفكير في الترشح مره خامسه لنيل شرف تنظيم مونديال 2026.

فقال امحند العنصر، وزير الشباب والرياضة المغربي، في احدي الجلسات البرلمانيه، انّ "المغرب يملك الامكانيات المطلوبه للترشح لاستضافه نهائيات كأس العالم 2026". لافتاً الي ان "المغرب باتت له تجربه في التنظيم، بالاضافه الي توفره علي ملاعب وبنيات تحتيته بمواصفات عالميه". وقال الوزير: "الترشيحات السابقه للمغرب تمّت بعيداً عن كل الشبهات وفضائح الفساد التي اثيرت اخيراً".

وفق مصادر خاصه لرصيف 22، شرع المغرب في اعداد ملفه الرسمي لتقديم ترشيحه لاستضافه نسخه 2026، لا سيما انّه استوفي كل الشروط التي تفرضها "الفيفا" لقبول ترشيحات الدول المعنيه، منها تنظيم مونديال الانديه في نسختيه السابقتين.

وبحسب المصدر نفسه، ستعوّل المملكه علي نظام المداوره الذي اقرّته الفيفا، للفوز بالتنظيم. فقد احتضنت البرازيل من القاره الامريكيه، نسخه 2014، وروسيا ممثله اوروبا، ستنظم دوره 2018، في حين ستذهب نسخه 2022 لقطر، ممثله للقاره الاسيويه، علي ان تعود الكأس العالميه للقاره الافريقيه عام 2026 بعد ان كانت دوله جنوب افريقيا اول من احتضنها عام 2010.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل