المحتوى الرئيسى

تجارب ثقافية عربية في اسطنبول

09/15 12:09

في مدينه اسطنبول التركيه، يعيش حالياً اكثر من نصف مليون سوري. ويبدو ان اللاجئين السوريين بداوا يخرجون من صدمه الازمه، ويحاولون الانتقال الي مرحله العطاء وانتاج تجارب ثقافيه تصبّ اهتمامها حول مسائل متنوّعه.

وراي ربيع رعد، الشاب السوري المقيم في اسطنبول والمحرر المشارك في موقعي دحنون والأصوات العالمية، ان "السوريين المقيمين في اسطنبول عرفوا كيف يتاقلمون بسرعه مع واقعهم الجديد بعد ان استرجعوا شيئاً من الشعور بالامان وبعض الاستقرار".

واضاف لرصيف22 ان "القصص الفرديه التي تعرفت عليها تدعو الي التفاؤل رغم مسلسل الاخبار الكارثيه اليومي في سوريه. التقيت هنا شباباً في مطلع العشرين قرروا المبادره بنشر الشعر واقامه امسيات قراءه عامه. وهنالك موسيقيون اسسوا فرقاً وانطلقوا في مسيرتهم الاحترافيه، اضافه الي تشكيليين وصحافيين والقائمه تطول".

ولكنه لفت الي ان هنالك مشروعين لهما برايه "اكبر اثر في خلق مساحه لقاء حقيقيه يجتمع فيها السوريون بمختلف مشاربهم واجيالهم في هذه المدينه: هامش ومكتبه صفحات".

وهنا محاوله لالقاء الضوء علي المشهد الثقافي السوري في مدينه اسطنبول، عبر ثلاثه مشاريع بارزه، بدات تخلق نوعاً من التاثير.

اسس هذا المشروع، في 17 مارس 2014، مدونون وكتاب من سوريه وتركيا. وقد وُلدت فكرته بين مجموعه من السوريين الذين كانوا علي تواصل في بلدهم ثم جمعتهم اسطنبول بعد تهجيرهم. عاينوا الواقع الجديد واطلقوا مشروعهم.

وقال الكاتب ياسين سويحات، احد مؤسسي المشروع، لرصيف22: "هامش تاسس علي يد ثمانيه سوريين واتراك، مدونين وكتاب، من بينهم المناضل السوري ياسين الحاج صالح والباحثه التركيه شناي اوزدن، وهو محاوله لخلق وجود ثقافي سوري في اسطنبول، ففي هذه المدينه يوجد الفعل السوري الاقتصادي والسياسي لكن لا وجود للفعل الثقافي السوري".

واشار الي ان "هامش قام بتنظيم انشطه عدّه غلب عليها طابع الندوات وذلك لكون اغلب المنخرطين فيه لديهم خلفيه اكاديميه وكتاب، لكنه نظم ايضاً عروضاً فنيه وشارك في تنظيم مهرجانات سينمائيه، وبالطبع هو جزء من مشروع التغيير السوري ويقف مع الثوره لكنه ليس تنظيماً سياسياً ولا جزءاً من تشكيلات المعارضة السورية".

وعلّق: "انا سعيد جداً بما حققه هامش من زخم الي الان، فخلال سنه اصبح مكاناً يتيح فرصه اللقاء بين السوريين والاتراك وتحول الي منتدي يتقابل فيه الجميع وتتناثر فيه الافكار".

وكان المشروع قد نظّم عدداً من المحاضرات نذكر منها: الليبراليه السوريه في صعودها وهبوطها/ عبد الرحمن الشهبندر نموذجاً والقاها كرم نشار، التاريخ الاجتماعي للجمهوريه التركيّه والقاها اوزهان اوندر، واعاده التفكير بالثوره والقتها سنا يازجي وتحدثت فيها عن التوثيق والذاكره.

كما ساهم المشروع في تنظيم عروض فنيه ونسق لعروض سينمائيه مع ثلاثه مهرجانات في تركيا لعرض افلام وثائقيه سوريه، وعرض فيلمين خارج المهرجانات بالاضافه الي احيائه حفلات موسيقيه.

ولهامش موقع ينشر فيه ملخصات لمحاضراته واخبار الانشطه التي يقوم بها. وبحسب الموقع، "هامش" هو "فضاء مستقل جديد في المنفي للتفكير النقدي، ولتبادل وتداول الافكار والتجارب والممارسات في مجال الثقافه. وهو ايضاً مساحه للتعاون والشراكه بين فنانين واكاديميين ومثقفين وكتاب من سوريه وتركيا وغيرهما. يتطلع "هامش" الي تجاوز التمثيلات المختزله للمجتمع والثقافه في سوريه، ويعمل علي تطوير فهم اعمق لهما... ويتطلع ايضاً الي تقويض اي مركز بطريركي مهيمن، احادي الصوت واللغه، ويرفض اي تشكيل سياسي او عسكري او ديني او اثني او طائفي يحاول فرض نفسه كشكل وحيد لسوريه الكثيره".

"هي اول مكتبه عربيه في اسطنبول" رات الفكره الوليده النور يوم 12 يونيو 2015 واطلقها الفنان التشكيلي السوري سامر القادري بمساعده مجموعه من اصدقائه هم: الصحافيه اليسار حسن، الرسامه جلنار حاجو، الممثل والمخرج ماهر صليبي، الممثله يارا صبري، المخرج فراس فيّاض، بالاضافه الي الكاتبتين التركيه زينب سيفيده باكسو والعُمانيه عبير علي.

وروي القادري لرصيف22 ان "الفكره بدات بمبادره مني ثم دعمني فيها بعض الاصدقاء، وقد فاجاني الزخم الذي اخذته في فتره قصيره، وقد اتت الفكره من عدم وجود مكتبه عربيه في اسطنبول وما لمسته من حاجه لتوفير الكتب العربيه للمواطنين السوريين والعرب". واضاف ان "المكتبه اصبح لها روادها وتحتوي علي جميع التخصصات ولا تقتصر علي توجه ايديولوجي او فكري معيّن".

الكتب المعروضه في المكتبه متنوعه. تحتوي علي الرويات والقصص والفكر والفلسفه والادب العالمي المترجم ومؤلفات بلغات اخري مثل الانجليزيه والفرنسيه والتركيه والمراجع الدراسيه، وتضم طابقاً خاصاً بكتب الاطفال. وتخصص مساحه للقراءه فهي تضمّ مقهي وتتيح لروادها الاشتراك برسوم رمزيه للاستفاده من خاصيه الاستعاره.

صفحات ليست مجرد مكتبه فقد تحولت الي ما يشبه المركز الثقافي ومنتدي للقاء المثقفين والمواطنين السوريين والعرب والاتراك. وقال القادري الذي كان قد اسس في سوريا، عام 2005، دار نشر متخصصه بكتب الاطفال تحمل اسم "الاصابع الذكيه": "تنظم المكتبه حفلات توقيع الكتب ولا تقتصر علي الكتاب السوريين ونُظمت فيها عروض فنيه، واصبحت كذلك مكاناً للقاء. وهي بدايه، فنحن نعمل علي اطلاق دار للنشر".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل