المحتوى الرئيسى

حسام الدين العطار يكتب: البتكوين .. عملة افتراضية (آمنة) لغسيل الأموال والأعمال المشبوهة | ساسة بوست

09/14 19:09

منذ 1 دقيقه، 14 سبتمبر,2015

البتكوين هي عباره عن عمله افتراضيه «غير ماديه» يمكن مقارنتها بالعملات الرئيسيه الاخري مثل الدولار او اليورو، لكن مع عده فوارق اساسيه ابرزها؛ انها تعتبر عملة إلكترونية بشكل كامل يتم تداولها عبر الانترنت فقط.

تعمل البتكوين وفقًا لمنظومه ارقام خاصه، تعتمد علي تشفير البيانات الماليه للمستخدمين، بحيث يتم التحويل المادي عبرها دون المرور علي اي اليه من اليات الرقابه الماليه المعروفه التقليديه، معتمدهً في عملها علي مبدا يعرف باسم Peer-to-peer او «من نظير الي نظير»، بمعني ان تتم العمليه مباشره بين شخصين، دون وجود وسيط ثالث بينهما.

في عام 2007 بدا احد المبرمجين اليابانيين بالعمل علي عمله البتكوين الافتراضيه باسم مستعار وهو ساتوشي ناكاموتو وفي عام 2009 تم اطلاق هذه العمله بشكل رسمي

وتهدف العمله الي الاستغناء عن السلطه المركزيه بالكامل (البنوك والمؤسسات الماليه) التي تقوم باصدار العمله ومراقبه حركتها وانشاء اقتصاد مجهول ومكتف ذاتيا.

تنتج البتكوين من اي مكان في العالم عبر عمليه تسمي «التنقيب» ليست مقصوره علي جهه مركزيه او اشخاص معينين، بل هي متاحه للجميع، ولكنها تتطلب وقتاً وكمبيوتر سريع بمواصفات عاليه تسمح بتحميل “برنامج التعدين المجاني” او Bitcoin Miner، بهذا البرنامج يُمكن حل عدد من اللوغاريتمات التي يحصل عليها المنقب من شبكه البتكوين، وبعد الانتهاء من حل اللوغاريتمات يقوم البرنامج باصدار عمله بتكوين واضافتها الي المحفظه الالكترونيه لمن قام بالتنقيب.

يتم كتابه كود علي العمله بحيث تزداد صعوبه انتاجها مع مرور الزمن، وهناك سقف اصدار للعمله بـ21 مليون وحده حول العالم، تم انتاج 14 مليون وحده منها حتي الان، ومن المنتظر الوصول الي كامل الاصدار في الفتره من سنه 2025 الي 2030، حيث يتم في هذه الايام انتاج 25 بتكويناً حول العالم كل 10 دقائق، ويتم تقليص هذه الكميه الي النصف كل 4 سنوات الي ان يتم انتاج اخر بتكوين في عام 2140، وبعدها يمكن الحصول علي البتكوين عن طريق الشراء فقط.

تحتوي كل عمله علي مفتاح تشفير وتتم بصوره مباشره بين مستخدم الي مستخدم اخر دون وجود اي سلطه مركزيه او بنك.

يحدد سعر عمله البتكوين بقانون العرض والطلب، فعندما يزداد الطلب علي البتكوين يزداد السعر، وعندما يقل الطلب يقل السعر.

وشهدت القيمه السوقيه ارتفاع قوي جدا في بدايه عام 2013؛ حيث كانت عند حوالي الـ30 مليون دولار، لكن اليوم تخطت مستويات المليار و200 مليون دولار.

يتم تداول اكثر من 50 الف بتكوين في اليوم الواحد.

حريه الدفع؛ من الممكن ارسال واستقبال اي مبلغ من الاموال لحظياً من او الي اي مكان في العالم وفي اي وقت، وتسمح البتكوين لمستخدميها ان يتحكموا في اموالهم بشكل كامل.

رسوم قليله جداً؛ مدفوعات البتكوين يتم تنفيذها حالياً اما بدون رسوم علي الاطلاق او برسوم قليله جداً لا تتجاوز الـ1%. يمكن للمستخدمين تضمين رسوم نقل مع مدفوعاتهم للحصول علي اولويه تنفيذ، مما ينتج عنه تاكيد اسرع للمعامله من قبل الشبكه. علي نحو اضافي، التجار لديهم وحدات للمساعده في معالجه المعاملات وتحويل البتكوين الي عملات رسميه وايداع الاموال بشكل مباشر في حسابات البنوك الخاصه بهم بشكل يومي. ولان هذه الخدمات قائمه علي البتكوين، يمكنهم ان يقدموا خدماتهم بمصاريف اقل بكثير من الباي بال او شبكات بطاقات الائتمان.

مخاطر اقل للتجار؛ معاملات البتكوين امنه، ولا تحتوي علي معلومات المستهلك الخاصه او الحساسه. وهذا يحمي التجار من الخساره الناشئه عن الاحتيال او المحاولات غير الامينه لاسترجاع الاموال.

الامن والتحكم؛ يمتلك مستخدمو البتكوين تحكم كامل في معاملاتهم؛ من المستحيل للتجار ان يفرضوا عنوه رسوم غير معلن عنها او غير مرغوب بها كما يمكن ان يحدث مع وسائل الدفع الاخري. مدفوعات البتكوين يمكن ان تتم بدون ان يتم دمج او ربط المعلومات الشخصيه بالمعامله. وهذا يوفر حمايه فائقه ضد سارقي الهويات. مستخدمي البتكوين يمكنهم ايضاً حمايه اموالهم من خلال النسخ الاحتياطي والتشفير.

الشفافيه والحياديه؛ جميع المعلومات الخاصه بتزويد الاموال للبتكوين نفسها متاحه لاي احد لكي يستخدمها ويستوثق منها بشكل لحظي. لا يمكن لاي احد او منظمه ان يتحكم او يتلاعب ببروتوكول البتكوين لانه مؤمن من خلال نظام التشفير.

درجه القبول؛ العديد من الاشخاص لازالوا غير ملمين بالبتكوين.

تذبذب القيمه؛ القيمه الكامله للبتكوين في التدوال وعدد الاعمال التي تستخدم العمله لاتزال صغيره مقارنه بما يمكن ان تكون عليه. ولهذا، الاحداث الصغيره نسبياً والتجاره او انشطه الاعمال يمكنها التاثير في السعر بشكل ملحوظ. نظرياً، هذه القابليه للتطاير ستقل مع تطور اسواق وتكنولوجيا البتكوين.

التطوير المستمر؛ برنامج البتكوين لا يزال تحت التجريه “beta” مع العديد من المزايا غير الكامله التي لا تزال قيد التطوير. العديد من الادوات الجديده والمزايا والخدمات يتم تطويرها لجعل البتكوين امنه اكثر وقابله  للوصول اليها من الجميع. العديد منها لا تزال غير جاهزه بعد للجميع ولا تزال قيد النضوج.

هناك اكثر من الف موقع يقبل التعامل بعمله البتكوين وشركات كبري مثل ebay ومايكروسوفت وكذلك هناك جامعات مثل جامعه نيقوسيا في قبرص بدات تقبل البتكوين.

تكنولوجيا البتكوين -البروتوكول المستخدم والتشفير- لديها سجل امان قوي، وشبكه البتكوين ربما تكون واحده من اكبر مشاريع الحوسبه الموزعه في العالم، كما يمكن للمستخدمين تشغيل اصوات ممارسات الامان لحمايه اموالهم او استخدام مزودي خدمه يقوموا بتوفير درجات جيده من الامان والتامين ضد السرقه او الخساره.

تعد المانيا هي الدوله الوحيده التي اعترفت رسمياً بان البتكوين نوع من النقود الالكترونيه، وهو ما يسمح للحكومه الالمانيه بفرض الضريبه علي الارباح التي تحققها الشركات التي تتعامل بالبتكوين، في حين تبقي المعاملات الفرديه معفيه من الضرائب.

كما صدر مؤخراً حكم من قاضي فيدرالي امريكي بان البتكوين هي عمله ونوع من انواع النقد، ويمكن ان تخضع للتنظيم الحكومي، لكن الولايات المتحده لم تعترف بالعمله رسمياً بعد.

ركبت شركه ” روبوكوين ” ومقرها لاس فيجاس (مدينه كازينوهات القمار) اول جهاز صراف الي ATM في العالم لعمله البتكوين في مدينه فانكوفر الكنديه، لتصبح كندا هي اول دوله تحتضن مثل هذا الجهاز.

انتشار بطيء في العالم العربي

لا يزال التداول بالبتكوين ينتشر ببطء، الا انها موجوده بقوه في دبي وبعض دول الخليج العربي، حيث تعتمدها العديد من المحال التجاريه والمطاعم والمؤسسات واولها مطعم بيتزا The Pizza Guys في دبي.

تعد البتكوين عمله افتراضيه يتم تداولها عبر الشبكات؛ لذلك فهي لها جاذبيه من قبل قراصنه الانترنت التي زادت استهدافاتهم للعديد من المؤسسات العامله بهذه العمله وكان ابرزها ام تي جوكس اليابانيه «mt. gox» وهي اشهر موقع تداول للعمله الافتراضيه وتقدمت بطلب لاشهار افلاسها والحمايه من الدائنين بعد ثلاثه ايام من وقف التداول بالعمله الافتراضيه في ظل تقارير عن عمليات سرقه واسعه.

البتكوين مثلها كباقي الاموال يتم استخدامها دوماً من اجل كلاً من الاغراض المشروعه وغير المشروعه، وتعد الملاذ الامن لعصابات المافيا واصحاب الاعمال غير المشروعه.

وزادت التهديدات بشان امكانيه ارتفاع حجم عمليات غسيل الاموال عالميًا، في ظل التقدم التكنولوجي واللجوء الي عمليات تحويل الاموال الكترونيًا، لكن تحولا دراماتيكيًا ينتظر عمليات تبييض الاموال في ظل تزايد التعامل مع البتكوين دون وجود قوانين تنظم تداولها.

من جانبها، القت السلطات الامريكيه القبض علي شخصين يشتبه في تورطهما باستخدام عملات بتكوين الالكترونيه لغسيل اموال تم المتاجره بها في سوق افتراضيه للمخدرات علي الانترنت.

فيما حذر المصرف المركزي الروسي المواطنين والمؤسسات الماليه من ان تداول العملات الافتراضيه، ومنها البتكوين، يعرض المتعامل للاشتباه بالتورط في عمليات غسيل اموال مصدرها الجريمه او غرضها تمويل الارهاب.

واوضح المصرف المركزي ان هذه العملات لا تملك سندا قانونيا لاصدارها، وتعتمد علي المضاربه في تحديد سعرها، الامر الذي يشكل خطرا كبيرا، لفقدان نسبه كبيره من قيمتها.

واكد خبراء ماليون ومصرفيون ان انتشار البتكوين دون تبنّي احد البنوك المركزيه لها، او دوله من الدول يجعل منها قنبله قد تنفجر في ايّه لحظه، حيث ستزيد من عمليات غسل الاموال، كما يمكن ان تتسبب في عمليات احتياليه ضخمه.

من جانبه، قال محمد سالم ،المحلل الفني بالبورصه المصريه: ان هناك تقريرًا عالميًا اوضح ان حجم التعاملات بعمله البِتْكُوين اقترب من العشره مليارات دولار، رغم ان هذه العمله لم يتم اطلاق العمل بها الا في عام 2009، موضحًا ان زياده تداول هذه العمله جاء كنتيجه مباشره لاعتماد عددٍ كبيرٍ من المتاجر الالكترونيه لها.

واضاف ان المشكله الكبيره التي يمكن ان تتسبب فيها هذه العمله ان تداولها لا يخضع لرقابه الدول، ولا ينظمه اي قانون، حيث يتم التعامل بها من خلال اجراءات فنيه فقط تضمن حقوق المتعاملين بها، حيث يمكن استبدال الدولار او ايّه عمله اخري بها.

واضاف ان سعر البِتْكُوين في الوقت الراهن تجاوزت الالف دولار بعد ان كانت تعادل بضعه دولارات فقط قبل عامين، مشيرًا الي ان عدم تقنين التعامل بهذه العمله قد يؤدي الي عواقب وخيمه فيما يتعلق بعمليات غسل الاموال حول العالم.

حققت سوق تجاره المخدرات عبر الانترنت عن طريق الموقع المعروف باسم”طريق الحرير”، ايرادات قدرها 1.2 مليار دولار، وجذبت نحو 200 الف مستخدم مسجل؛ وذلك من خلال استخدامها البتكوين علي مدار عامين من التشغيل.

فجاء قرار مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي باغلاقه في اكتوبر 2014 بتهمه الاتجار بالمخدرات غير المشروعه، ليسلط الضوء علي التعقيد المتزايد لتجاره المخدرات عبر شبكه الانترنت التي تتيح للمشترين والتجار امكانيات التكنولوجيا الفائقه، بدون الكشف عن هويتهم.

فيما اكدت الدائره الفيدراليه الروسيه لمكافحه المخدرات ان عصابات تجاره المخدرات اصبحت تعتمد علي نطاق واسع علي العمله الافتراضيه الالكترونيه “بتكوين” في حساباتها المتعلقه بتجاره المخدرات.

انتشرت في الاونه الاخيره التنظيمات الارهابيه في مختلف انحاء العالم، والتي تسعي الي زعزعه الامن والاستقرار العالمي، وذلك لن يحدث الا من خلال ارسال دعم مالي الي تابعي هذه التنظيمات في الدول المضطربه والتي تشهد صراعات سياسيه، وهنا يظهر دور البتكوين، حيث تستخدم لتمويل الانشطه الارهابيه.

واثارت وثيقه لاحد تابعي تنظيم «داعش» الارهابي بعنوان “بتكوين وصدقه الجهاد”، من تاليف “تقي الدين المنذر”، حدد فيها الاحكام الشرعيه لاستعمال “البتكوين”، مشددا علي ضروره استعمالها لتمويل الانشطه الجهاديه، اهتمام وسائل الاعلام العالميه ومواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء في الوثيقه ان البتكوين تمثل حلا عمليا للتغلب علي الانظمه الماليه للحكومات، وشرحت كيفيه استخدام هذه العمله الافتراضيه وانشاء الحسابات الماليه علي الانترنت، ونقل الاموال دون لفت انتباه اي احد.

ودفع ذلك الوكالات المتخصصه بالبدء في دراسه التداعيات والتهديدات الامنيه المحتمله لهذه المعطيات.

واعلنت وزاره الدفاع الاميركيه ان “ادخال عمله افتراضيه من المرجح ان تشكل تهديدا ماليا، اذ تزيد في عدم الشفافيه، وتساعد سرعه تبادلها علي كفاءه التخطيط للهجمات الارهابيه”.

تهديد استقرار النظام المالي العالمي

اصبحت البتكوين عمله تهدد استقرار النظام المالي العالمي؛ وذلك لانها عمله تتيح لمختلف الافراد التعامل بحريه مع ارصدتهم الماليه ومن دون ايه قيود او موافقه من ايه جهه حكوميه.

البتكوين يتيح اجراء العديد من التحويلات الدوليه بسهوله، و هذا ما جعل اغلب افراد الشعب الارجتيني يعتمدون علي البتكوين كعمله اساسيه للتداول حيث تصل نسبه التعامل بالبتكوين في دوله الارجنتين الي ما يزيد عن الـ60%.

عمله البتكوين سوف يكون لها دور كبير جدا مستقبلا في تنميه اقتصاد الدول و خصوصا الدول الغربيه، ومن المتوقع ان تزيد السيطره الماليه في البلدان الغربيه، وهذا يعني ان الاقتصاد سيزداد سوءا.

وتخطط المملكه المتحده بالفعل للحد من تدفق الاموال داخل وخارج البلاد في حال تفكك اليورو.

من المتوقع ان يلعب البتكوين مستقبلا دور المنقذ اثناء انهيار العملات الرسميه في الأسواق المالية العالميه .

علي الرغم من مطالبه الولايات المتحده الامريكيه الدائمه بحمايه الدولار الامريكي من عمله البتكوين؛ الا انها تملك من خلال وكاله الامن القومي سر تصنيع البتكوين.

ويسمي ذلك بازدواجيه المعايير؛ حيث تقوم امريكا بخلق الظاهره لتدرس تاثيرها علي الاقتصاد ولتشاهد سيناريوهات ما بعد استخدامها والاستفاده منها.

والدليل علي ذلك ان مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI  الان يمتلك اكبر كميه من المحافظ الالكترونيه لعمله بيتكوين، فهي بعد ان حرزت هذه المحافظ تقوم الان ببيعها بمزاد علني في بورصات خاصه بيتكوين علي شبكه الانترنت حتي يرتفع سعرها كل ثانيه وبالفعل الان توجد دول عربيه مثل دبي لديها ماكينات صرافه تتعامل بعمله البتكوين.

البتكوين عمله الكترونيه تفيد التعاملات الاقتصاديه في الوقت الراهن، وراج تداولها في الاشهر الاخيره حول العالم باعتبارها أداة مالية يميل سعرها الي التقلب، ارتفعت قيمتها لاكثر من مليون مره خلال 5 سنوات، حيث كان الدولار يساوي 1000 بتكوين عند صدوره سنه 2009، وتجاوزت قيمته الان الـ 1090 دولار ليقترب من سعر الذهب.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل