المحتوى الرئيسى

"التعري".. وسيلة "فيمن" الأوكرانية للاحتجاج على قمع الحريات

09/14 17:01

الحريه مصطلح مطلق، يفسره الجميع وفق ارادته ومتطلباته، لا وفق ما ينبغي القيام به في اطار المجتمع وبنيه العقل السليم، وفي الوقت الذي تعددت فيه اشكال الاحتجاجات بتعدد المجتمعات واختلاف الثقافات، ظهر لنا في الفتره الاخيره تظاهرات اقتحمت العالم كله مطالبه بالحريه ومتخذه "العري" وسيله.

بدايه هذه الظاهره "الاحتجاجات العاريه للفتيات"، كانت تحت قياده حركه اوكرانيه تدعي "فيمن"، وارتفع صوتها مؤخرًا، ثم انتقلت عدواها الي الوطن العربي، وهو ما ظهر جليًا فيما فعلته علياء المهدي المصريه وأمينة تيلر التونسيه، وخاصه الوقفات الاحتجاجيه العاريه الاخيره في برلين، مسانده لحق المراه السعوديه في قياده السيارات.

حركه "فيمن" النسائيه، مقتبسه من كلمه لاتينيه تعني "المراه" وهي جماعه احتجاجيه تدافع عن حقوق المراه، تاسست في عام 2008 بالعاصمه الاوكرانيه "كييف", علي يد سيده اوكرانيه تدعي "انا غوستول" تبلغ من العمر 29 عامًا، ضد هدر حق المراه في اوكرانيا التي تشكل النساء فيه اكثر من النصف، وتمارس اعمالًا لا تقل اهميه عن اعمال الرجال.

تقول انا انها اطلقت هذه الجمعيه لانها اكتشفت ان بلادها تحتاج الي السيدات السياسيات والاجتماعيات، في ظل سيطره قوه الرجل علي البلد، وتقلدهم جميع المناصب، في حين تفتقر المراه لابسط حقوقها، وهي التساوي به، رغم انها قد تكون اكثر منه نشاطًا وتواجدا في الشارع، ومع ذلك يتم اقصاؤهم من المشهد.

بدات احتجاجاتهم منذ سنوات من خلال التظاهر عاريات لجذب الاهتمام الي وضع السيدات في جميع انحاء العالم، وخاصه في اوكرانيا، البلد التي انطلقوا منها والتي اشعرتهم بالقهر للمره الاولي, واصبحت المنظمه معروفه دوليًا بتنظيم احتجاجات عاريه ضد وكالات الزيجات المرتبه، والتي تعرض المراه نفسها في كتالوجات علي الانترنت او في غيرها من الوسائل ليتم اختيارها للزواج، كما تظاهرن ضد التمييز علي اساس الجنس وغيرها من العلل والمشاكل الاجتماعيه.

وبين من يعتبر ما تفعله الحركه خروجا عن النطاق الاخلاقي، ويمقتهم ويحتقر تصرفاتهم، ومن يعتبره من قبيل ثقافه الحريات المختلفه، ولا يراه مشينًا، توسعت المنظمه لتنتشر في معظم انحاء اوروبا، وتهدف الي اثبات كفاءه المراه وانها لا تقل شانا عن الرجل بل انها افضل منه.

وعن فكره تعريه الصدور تقول غوتسول: فكره التظاهر عاريات الصدر اتت "صدفه"، اثناء التظاهره للحركه في العام 2009، حيث كشفت النشاطات عن ظهورهن العاريه، وقد كتبن عليها شعارات مهمه، فالتقط احد المصورين لهن صورًا من الخلف، ونشرت في مجله اوكرانيه بحجم ضخم جدًا، عندها انتبهنا الي ان الوسيله الوحيده الي لفت الانتباه بشكل كبير بشان مشكله ما، هو الاحتجاج بالجلد "العاري".

كان التحرك الابرز لهذه المجموعه في فبراير من عام 2009، عندما تمكنت اربع نساء عاريات من اجل اجتياز الجهاز الامني للمرشح الي الرئاسه "فيكتور يانوكوفيتش" في مركز الاقتراع حيث كان من المفترض ان يدلي بصوته يوم الاقتراع، وقبل دقائق من وصوله صرخن امام كاميرات الصحفيين وحراسه المذهولين "كفي اغتصابًا لبلدنا... النجده! اغتصاب!"، ومنذ ذلك الحين وعند اي تحرك "ينتهي المطاف بهن اجمالًا في مراكز الشرطه، لكن غوتسول تؤكد: ان "صدورنا سلاح تخشاه السلطه".

ويري البعض ان هناك ارتباط بين هذه الظاهره و اسطوره قديمه ترجع للقرن الثالث عشر، فيما تعرف باسطوره "الليدي غوديفا", فقد لجات الليدي غوديفا للتعري والكشف عن الصدر كوسيله للاحتجاج، في عهد زوجها الامير ليوفريك حاكم مقاطعه كوفنتري بانجلترا خلال العصور الوسطي، الذي كان يعرف باستبداده لشعبه والاثقال علي رعيته بفرض الضرائب الجائره، فلم يكن من شعبه بعد ان قصدوه اكثر من مره دون تلبيه لمطالبهم، الا ان يلجاوا لزوجته.

وحين ناشدته ان يخفف من معاناه الناس، اشترط عليها ما ظنه مستحيلًا بان تتجرد من ملابسها وتركب حصانًا يطوف بها في طرقات المدينه، لتنفيذ المطالب، فوافقت بعد التاكد من التزام الرعيه بيوتهم وعدم النظر اليها، الا ان شخصًا دفعه فضوله الشهواني الي حفر ثقب في جدار منزله كي يتمكن من رؤيتها عاريه، وتقول الاسطوره ان الرجل المتلصص عوقب بالعمي من فوره نتيجه استراقه النظر الي امراه عاريه.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل