المحتوى الرئيسى

لمَ يعود الروّاد المغاربة من فرنسا إلى بلدانهم؟

09/14 12:22

يبدو ان هذا المنظر يشكّل عاملاً اضافياً لصالح تونس. (الصوره من West East South North)

لقد قام الكثير من الرياديّين التونسيّين والمغربيين باطلاق شركاتهم الناشئه في فرنسا، ولكنّ اخرين يختارون الان العودهَ الي بلدانهم الاصليه في المغرب العربيّ ليُطلِقوا اعمالهم فيها.

قد تبدو العوده غير منطقيهٍ، خصوصاً وانّ البيئه الحاضنه في تونس والمغرب متاخّرهٌ جدّاً عمّا هي عليه في اوروبا. وذلك بالاضافه الي صعوبه التمويل في المغرب العربيّ، كما انّ الزبائن والشركاء ومقدّمي الخدمات غالباً ما يكونون اكثر في فرنسا والمملكه المتّحده. وبالرغم من انّ البيئه الحاضنه في المغرب العربي ليسَت مثاليهً لروّاد الاعمال، لا ينفكّ الروّاد يعودون الي هذه المنطقه.

ولكنّ هذا ليس عملاً جنونياً، فالفرص في سوقٍ ناميهٍ هي فرصٌ كبيره، ونوعيه الحياه تختلف ايضاً: يقوم روّاد الاعمال هنا باحداث فرقٍ بينما يتمتّعون بحياهٍ اقلّ ارهاقاً.

يقول كريم الجويني انّ "تونس هي المكان الذي ولدتُ فيه، وهي حيث اريد ان انشط وان يكون لي اثر." هذا الرياديّ تقدّم شركته الناشئه "اكسبنسيا" Expensya خدمهً لاداره النفقات، وهي تستهدف السوق الاوروبيه، لانّ تونس ما تزال متاخّرهً لناحيه الاعمال التي تستهدف الاعمال B2B كما يشرح. وبالتالي، اختار هذا الجويني ان يبقي مقرّ شركته في تونس وان يسافر الي اوروبا باستمرار.

من جهته، تقول فاطم زهراء بياز، مؤسِّسه مساحه الاعمال المشتركه في الدار البيضاء، "نيو وورك لاب" New Work Lab، انّ "الاثر الذي يمكن ان اتركه هنا اكبر بكثير من الذي يمكن ان اتركه في ايّ مكانٍ اخر."

"تمتلك تونس مجتمعاً ريادياً متنامياً، وطاقهً كبيره، والكثير من المواهب، بالاضافه الي تكاليف اقلّ بكثر ممّا هي عليه في باريس،" كما تضيف بياز.

بسبب انخفاض كلفه المعيشه سواءً في تونس او الدار البيضاء، يمكن لروّاد الاعمال تحمّل بعض الخدمات الاضافيه والتمتّع بمستويات معيشهٍ افضل، في الوقت الذي يركّزون فيه علي مشاريعهم. فمن خلال المال الذي يوفّرونه، يمكنهم توظيف فريقٍ معهم، ما يعني ساعات عملٍ اقلّ ومزيداً من الوقت للاسترخاء والتمتّع بالحياه.

من الميزات الاخري لاطلاق شركهٍ ناشئهٍ في هذه المنطقه، هي طريقه العيش المغاربيه. فالشمس تسطع معظم ايّام السنه، ويوجد وجباتٌ لذيذهٌ مثل طبق الكسكس، بالاضافه الي المناظر الطبيعيه الخلّابه وحسن الضيافه.

وتقول بياز انّه "من الجميل ان تعيش هنا، فوتيره العيش افضل؛ هنا اجد بقربي عائلتي واصدقائي، وحتّي الشطان." امّا الجويني فيشير الي انّ "نوعيه الحياه [في تونس] افضل، كما انّ الاحساس بالناس الذين تاثّروا ايجابياً، حتّي لو علي نطاقٍ صغير، لهو امرٌ رائع."

منافسهٌ اقلّ، فرص نجاحٍ اكبر

من الامور المريحه للاعصاب، انّ البيئه الحاضنه لا تضمّ الكثير من الناس ما يعني انّ المجتمع الرياديّ اصغر؛ وهذا يودي الي منافسهٍ اقلّ وتعاونٍ اكثر.

وفي هذا الشان، تشرح بياز قائلهً انّه "من المريح العمل هنا، فالناس مضيافون وحاضرون، ربّما لانّ البيئه الحاضنه صغيره."

بدوره، ياسر الاسماعيلي الذي انشا "تاكسي" Taxiii، تطبيق سيارات الاجره المغربيّ الذي استحوذَت عليها "كريم" Careem مؤخّراً، يقول: "لقد تمكّنتُ من اطلاق شركتي الناشئه، وجذب انتباه لاعبٍ اقليميّ، والقيام بما احبّ؛ كلّ ذلك ضمن بيئه عيشٍ جيّده سمحَت لي بتمضيه وقتٍ ثمينٍ مع زوجتي وابنائي الثلاثه."

ومن ناحيته، يقول الجويني: "عل الصعيد العالميّ، وكذلك في فرنسا، اعتقد انّني لم اكن لانجح او احقّق ما وصلتٌ اليه."

من الصعب ان تكون رائد اعمال، كما من المهمّ ان تتواجد في مكانٍ ييسّر لك الامور. وحتّي لو كانت الفرص كبيره، فاذا لم تشعر بالسعاده وبالالهام وبتواجد المحبّين حولك وبالصحّه الجيّده، لن تستطيع الصمود والاستمرار في العمل علي اقلاع شركتك.

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل