المحتوى الرئيسى

مروان ياسين الدليمي يكتب: حرب مَن هذه؟ | ساسة بوست

09/14 09:53

منذ 1 دقيقه، 14 سبتمبر,2015

هي حرب يشنُّها حزب الدَّعوه ضد عرب العراق، سنه وشيعه ولا تمييز بينهما، يخوضها نيابه عن نظام الملالي في طهران منذ عام ٢٠٠٣، وهي من وجهة نظر ملالي طهران حرب قوميه وليست طائفيه، لان العامل القومي ما زال يشكل سمه جوهريه في صراعات العالم الثالث، يتقدم في اهميته علي بقيه عوامل الصراع الديني والمذهبي والاقتصادي والسياسي.

نظام الملالي في طهران رغم طابعه الديني، وهو عنوانه الوحيد الذي يستمد منه شرعيه وجوده السياسي ومذهبيته الطائفيه، الا ان العامل القومي لدي قادته يشكل حجر الاساس الذي يمكن ان نفهم من خلاله استراتيجيته السياسيه في اداره ملفات الصراع والنفوذ الدولي، سواء مع القوي الكبري او مع القوي الاقليميه، ومنها حضوره وتمدده في المنطقه العربيه،

والعراق بطبيعه الحال ياتي في مقدمه دول المنطقه بهذا الموضوع، باعتباره بلدًا مجاورًا اضافه الي طموح ايران الكبير في السيطره علي المراقد الشيعيه المقدسه الموجوده في النجف وكربلاء وبغداد وسامراء، والاهم في هذا تحويل مركز قرار المرجعيه الشيعيه من النجف الي مدينه قم في ايران، وهذا يدخل ايضًا في اطار تفعيل العامل القومي اولًا واخرًا ولا اهميه فيه للعامل المذهبي، وانْ يبدو العكس في ظاهر الصوره بين اوساط رجال الدين الشيعه سواء في العراق او ايران .

يمكن هنا اختصار النتائج التي تسعي ايران لتحقيقها عبر الحرب التي اوكلت الي حزب الدعوة قيادتها.

اولًا: نظام الملالي في طهران يريد ان يتسيد ويتزعم المنطقه العربيه بعد ان يستولي عليها متسترًا بغطاء الدفاع عن الاسلام ومقدساته في مواجهه الغرب الاستعماري ممثلًا في دوله اسرائيل.

ثانيًا: الانتقام من عرب العراق، لانهم اذاقوا نظام الملالي مراره هزيمه تجرعوها كما لو انها سُم، كما عبر الخميني في حينها في ٨/٨/١٩٨٨ ساعه اعلن – راضخًا – هزيمتهم في الحرب ضد العراق العربي.

ثالثًا: حزب الدعوه بحربه هذه يحقق امنيه الخميني بان يذيق عرب العراق طعم السم الذي اذاقوه اياه، عندما هزموا جيشه وحطموا حلمه الكبير باحتلال بلدهم.

اسئله لا بد من طرحها

لماذا يلعب حزب الدعوه (تاسس عام 1957) دون غيره هذا الدور بالنيابه عن ايران في العراق، هذا البلد الذي ينتسب له ويحمل هويته ويحكمه منذ سقوط نظام البعث في 9/4/2003؟

ما الذي يدفع حزبًا ما الي ان يضع نفسه في مثل هذا الموقف الذي لن يتجرا اي حزب علي ان يكون في مثل هذا الموضع مهما كانت الدوافع والاسباب؟

مثل هذه الاسئله لا بد ان يطرحها اي شخص، سواء كان عارفًا بدهاليز السياسه او لم يكن يعرف.

فمن كان يعرف يذهب بسؤاله الي منحي بعيد يهدف من ورائه الكشف عن تفاصيل واحداث متناثره لا تبدو بصيغتها هذه ظاهره علي سطح المشهد السياسي الذي يتحرك في اطاره هذا الموقف، والتي من الممكن بعد لملمتها ووضعها في سياقها التاريخي والموضوعي ان تقود الي فهم واضح لهذا الموقف الغامض والمرتبك.

ومن لا يعرف شيئًا في السياسه تدفعه الاسئله هذه الي حاله صدمه وارتباك تلف مدركاته ومعارفه الحياتيه البسيطه التي لا تخذله في معظم الاحيان بتحديد المكان الذي ينبغي ان يقف فيه ساعه ان يمر الوطن بمحنه، فلا تنتابه حاله تردد ولا يسال نفسه: هل يقف مع جيش بلده ام مع جيش عدوه؟ فكيف بهذا المواطن البسيط اذا وجد حزبًا يحمل اعضاؤه وقيادته السلاح ضد جيشه وبلده؟

في نفس الوقت من الناحيه المبدئيه سيبدو الجواب غير مقنع قبل وبعد شرح الظروف والدوافع التي دفعت حزب الدعوه الي ان يضع وجوده في هذا الموقف.

يرتبط الحزب بعلاقه تاريخيه طويله وعميقه مع ايران تتضح ملامحها بصوره جليه مع نجاح الخميني في الوصول الي كرسي الحكم عام 1979 بعد ان تمكن الملالي بمسانده شعبيه كبيره وقويه جدًا من اسقاط نظام شاه ايران محمد رضا بهلوي (1919 –1979)، والذي استمر حكمه من (1941ـ 1979)، وعندما ارسل الحزب برقيه تاييد للخميني ولنظام الحكم الجديد في ايران، ما كان من نظام البعث في العراق الاّ ان اصدر قرارًا في 31 اذار (مارس) 1980 نص علي اعدام كل من ينتمي الي حزب الدعوه الاسلامي، كما اعدم محمد باقر الصدر مؤسس الحزب في نفس العام.

تجلت متانه العلاقه التي تربط الحزب بنظام الحكم في ايران اثناء الحرب العراقية الأيرانية (1980–1988) فقد تشكلت من الحزب مع بقيه الاحزاب الاسلاميه الشيعيه العراقيه قوه عسكريه ميليشياويه يصل عددها الي ما يقارب 200 الف مقاتل اصطفوا الي جانب الجيش الايراني ضد الجيش العراقي، وكان معظم قاده الحزب الذين يتولون مناصب سياسيه في العراق هذه الايام ضمن تلك القوه.

وكان ابرز تشكيلات تلك القوه منظمه بدر العسكريه التابعه للمجلس الاعلي الاسلامي والتي اسسها محمد باقر الحكيم (1939–2003) والتي كان يقودها هادي العامري الذي ما يزال يتولي قيادتها الي جانب مسؤوليته العسكريه لميليشيا الحشد الشعبي التي تشكلت علي اثر فتوي الجهاد الكفائي في 13/6/2014 والتي صدرت من المرجع الشيعي علي السيستاني.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل