المحتوى الرئيسى

بعد زيادة تدخلها العسكري وتوقيع الاتفاق النووي، هل تسعى روسيا لسحب أوراق اللعبة السورية من يد إيران؟ - ساسة بوست

09/14 20:35

منذ 3 دقائق، 14 سبتمبر,2015

مع تناقل وسائل الاعلام لصور جنود روس منتشرين في الاراضي السوريه، ومع نشر تقارير استخبارتيه عن معدات واليات عسكريه روسيه وصلت الي سوريا، يمكننا القول بان هناك مرحله جديده وخطيره من التدخل الروسي في سوريا قد بدات.

هذه المرحله وصفها المراقبون بانها ستحول سوريا الي معقل روسي، اذا اصبحت الجبهة السورية مهدده بانفجار كبير ذي بعد عالمي.

“ساسه بوست” في التقرير تقف علي التطورات الاخيره فيما يتعلق بالدور الروسي في سوريا.

ما هي مؤشرات التواجد العسكري الروسي في سوريا؟

علي مساحه 140 دونمًا، انشات روسيا عام 2012 قاعدة عسكرية في طرطوس، هذه القاعده مجهزه بسلاح اشاره متطور واسلحه دفاعيه اخري، ويرجع الخبراء سبب اختيار طرطوس الساحليه المجاوره للاذقيه، لتمكين التواجد العسكري في اكثر المناطق اهميه للنظام السوري، اذ تشير التقارير الصحفيه الي ان موسكو تزيد من تواجدها العسكري في المدينتين الساحليتين علي وجه الخصوص، في حين ان ايران تستاثر بدمشق وحمص.

اما في عام 2013، فقد بثت المعارضة السورية فيديوهات تظهر مقاتلين روس يتواجدون في الجبهات الاماميه مع قوات النظام السوري، ونشرت حركه احرار الشام في 30 من نوفمبر (2013) بطاقه شخصيه لاحد مرتزقه شبكه “موران” الامنيه الروسيه، وقالت الحركه ان هذه الشبكه هي واحده من الشركات الامنيه التي تعاقدت معها قوات الاسد للقتال داخل الاراضي السوريه مقابل رواتب مرتفعه وضمن عقود مشبوهه.

وفي منتصف شهر نوفمبر 2013، كشف موقع “فونتانكا” وجود فرقه من المرتزقه الروس تحمل اسم “الفرقه السلافيه”، وفي شهر اكتوبر عام 2014، فكك الجيش السوري الحر محطه تجسس روسيه في بلده تل الحاره جنوب القنيطره، واظهر شريط فيديو خاص بالمحطه وثائق معلقه مكتوبه باللغتين العربيه والروسيه، بما فيها رموز اجهزه الاستخبارات السوريه والمديريه السادسه في جهاز الاستخبارات الروسي الخارجي.

اما ابرز ما كشف في الايام القليله الماضيه، فيتعلق بوجود جسر جوي بين ايران واليونان، لتجهيز قاعده بحريه جديده ومطار حميميم العسكري قرب اللاذقيه، وكانت صحيفه “نيويورك تايمز” اكدت علي ان: “موسكو تقوم ببناء قاعده عسكريه سريه في سوريا وتنقل معداتها العسكريه عبر اللاذقيه، باعتبارها المنفذ الاول لسوريا علي البحر الابيض المتوسط والحاضنه لاكبر مرافئها”.

وذكرت الصحيفه: “ان وفدًا من خبراء عسكريين الي سوريا نقل الي ميناء اللاذقيه وحدات سكنيه مؤقته تستوعب حتي 1000 مستشار عسكري وغيرهم من الوحدات القتاليه”.

وتؤكد صحيفه “الاندبندنت” البريطانيه ان روسيا ارسلت دعمًا عسكريًّا للاسد خلال الاسابيع الماضيه، وذلك بعد تزايد الخسائر التي تكبدها الجيش النظامي السوري، اذا وصل هذا النظام اليات عسكريه ومقاتلات جويه وقوات بريه، وذكرت الصحيفه عن مصادرها في واشنطن “ان موسكو ارسلت سفينتي انزال دبابات ومزيدًا من المقاتلات الجويه، بالاضافه الي نشرها لعدد قليل من جنود المشاه في سوريا.

لماذا كثفت روسيا تواجدها العسكري في سوريا؟

اي تواجد عسكري روسي سيمنح “سوريا الاسد” دعمًا هامًا لنظام بات يضعف كل يوم، وباتت المساحات التي يسيطر عليها في انحسار مستمر، ناهيك عن الاستنزاف البشري في صفوف قواته.

يقول رئيس حزب الجمهوريه السوري المعارض محمد صبرا: “التحرك الروسي الاخير هو تعبير عن قناعه روسيه بانهيار شامل للبنيه العسكريه للنظام، فالروس يدركون جيدًا ان جيش النظام لم يعد قادرًا علي انجاز اي عمل عسكري سوي عمليات القصف بالطائرات، ولذلك قررت روسيا زياده عدد عناصرها المقاتله في سوريا”.

كما ان فشل روسيا في اقناع الدول الاقليميه بمقترحاتها لحل الأزمة السورية واهمها اقناعها باهميه ادماج النظام السوري في تحالف لمحاربه تنظيم الدوله، ساهم في هذا التحرك. اذ انها رات في التدخل المباشر وضعًا للتحالف الدولي تحت الامر الواقع. كما يشير المحللون الي: “ان روسيا في وجودها بسوريا خط دفاع متقدم في وجه تمدد الراديكاليه الاسلاميه، التي ستصل الي حدود روسيا اذا لم تُلجم، خاصه في ظل فشل التحالف الدولي في كبح «داعش»، ناهيك عن تخوفها من وجود بوادر للتدخل التركي، وربما الغربي في شمال سوريا”.

يقول الكاتب السوري باسل العوادت: “لم يبق لنا الا ان نفهم تحالف صقور موسكو مع نظام دمشق بانه مشروع لاستعاده مجد قيصر، وسوريا علي صغرها و(دروشتها) هي اهم سلاح لاحياء بلاط قيصر واستعاده صولجانه وقبعه (المونوماخ) الخاصه به”، وتابع في مقاله “سوريا بين حمائم روسيا وصقورها”: “لذلك ستبقي سياستها راسخه وستبرز مخالب صقورها كلما لاح ضعف في النظام السوري، ولن تهادن او تتراجع، بينما ستبقي حمائمها (تُخربش) بلطف هنا وهناك، وتلعب بمؤتمرات الوقت الضائع دون جدوي”.

ويقول روجر بويز في مقال نشرته صحيفه “تايمز” تحت عنوان “كيف يخطط الكرملين لسياسه فرق تسد في سوريا؟”: “ان بوتين سيروج لفكره ان هزيمه الجهاديين في سوريا تتطلب جيشًا لديه معدات جيده وتدعمه قوه جويه، داعمًا لفكره ان جيش الرئيس السوري بشار الاسد يمكنه تحقيق ذلك”، ورغم ان بويز قال ان هذا الراي سيقنع البعض في اوروبا، لكنه اكد ان اخرين سيحذرون، لانهم مقتنعون: “ان بوتين يسعي بحيله جديده لانقاذ حليفه في الشرق الاوسط الرئيس الاسد.”

هل تسعي روسيا لسحب اوراق اللعبه السوريه من يد ايران خاصه بعد توقيع الاتفاق النووي؟

قد يبدو ان حليفي النظام السوري “ايران وروسيا” في انسجام حول مصالحهما المشتركه في سوريا، لكن الوقائع تدلل علي ان هناك صراعًا خفيًّا بين الدولتين ناجمًا عن تضارب مصالحهما في سوريا.

ولفهم هذا الواقع الاكثر، نقول ان ايران تسيطر عسكريًّا بعشرات الميليشيات علي المناطق الممتده من ريف دمشق جنوبًا حتي اللاذقيه شمالًا، بينما تفتقد روسيا الي سيطره عسكريه وسياسيه مماثله لهذه السيطره، كما تنفرد ايران بدعمها للنظام السوري طائفيًّا، وترتبط الطائفه العلويه اكثر بروسيا والغرب.

ومن اجل احداث توازن في القوي بين روسيا وايران، لم تتردد الكرملين في زج الجنود الروس والعتاد العسكري الي سوريا بشكل ملحوظ في الفتره الاخيره، وركزت روسيا تواجدها هذا في المنطقه الساحليه “طرطوس”، بهدف تمكين التواجد في اكثر المناطق اهميه للنظام الي جانب اللاذقيه ومن ثم ابعاد هذا النظام بشكل تدريجي عن ايران، اي “نقل مفاتيح الحل من طهران الي موسكو” كما يقول المحللون، مقابل ذلك تستاثر ايران بالسيطره علي دمشق وحمص.

ثم جاء توصل ايران مع الدول الكبري الي الاتفاق النووي التاريخي، ليزيد خشيه روسيا من سيطره ايران علي سوريا بشكل اكبر، خاصه ان روسيا شعرت انها خرجت من الاتفاق الدولي بلا مكاسب حقيقيه لها، فحسب المحللين ان: “تمسك ايران بالمزيد من الخيوط في سوريا هو ما يجعلها صاحبه النفوذ الاكبر والاكثر قدره علي تحقيق مصالحها عبر الملف السوري”، فعقب هذا الاتفاق بدا المجتمع الدولي يميل اكثر الي قبول ايران والاقرار بان وجودها ضروري في حل القضيه السوريه، وقيل ذلك صراحه علي لسان المستشاره الالمانيه “انجيلا ميركل” اذا قالت ان بلادها ترحب بمشاركه ايران في ايه مفاوضات تهدف الي انهاء النزاع الدائر في سوريا منذ اربع سنوات.

كما تزيد المخاوف الروسيه بسبب التقارب الامريكي الذي ياتي مقابل زياده الخلافات بين موسكو وواشنطن، يؤكد رئيس حزب الجمهوريه السوري المعارض، محمد صبرا: “ان هنالك صراعًا خفيًّا بين روسيا وايران بعد الاتفاق النووي، روسيا تخشي من ترتيبات سياسيه ايرانيه امريكيه تخرجها من المنطقه بشكل نهائي”.

لماذا اهتمت دوله الاحتلال الاسرائيلي بالتدخل الروسي في سوريا؟

اهتمت دوله الاحتلال الاسرائيلي بالتحركات الروسيه في سوريا، واخذت وسائل الاعلام فيها تتحدث عن هذا الدور بشكل ملحوظ في الفتره الاخيره، بل كان لبعض هذه الوسائل السبق في الكشف عن سلاح او جهد روسي في سوريا.

صحيفه “يديعوت احرونوت” الاسرائيليه، تناولت في تقرير خاص خطه روسيا للتدخل المباشر في سوريا، وقالت الصحيفه : “ان روسيا اعدت خطه للتدخل المباشر في الحرب السوريه، وان المدد العسكري سيستمر من اجل مساعده النظام علي مقاتله تنظيم الدوله الاسلاميه، وربما تنظيمات اخري”، وجاء في تقرير الصحيفه ان “روسيا ارسلت طائرات ميغ 31 المتطوره، ودفعه من صواريخ “كورنيت 5” المتطوره، وطائرات مروحيه، ودبابات “تي 92″ مع اطقمها، وسربًا من طائرات سوخوي 30 (طائره تفوق جوي متعدده المهام)، وصواريخ جو ارض”.

ورغم قناعه دوله الاحتلال بان روسيا ليست عدوه لـ”اسرائيل”، وان تدخلها في سوريا ليس ناجمًا عن رغبتها في محاربه اسرائيل، الا ان دوله الاحتلال تدرك ان روسيا لا تهتم ما اذا كان السلاح المتطور الذي يبيعونه مقابل الكثير من الدولارات لايران وسوريا، يضر بدوله الاحتلال، كما تدرك دوله الاحتلال ان هذا التدخل سيفرض قيودًا علي قدره تحرك الاحتلال في مهاجمه الاهداف السوريه.

كيف تنظر الدول الغربيه للتدخل الروسي في سوريا؟

اعربت عده دول عن قلقها من التحركات الروسيه الاخيره في سوريا، اذ تراقب وتتابع هذه الدول التدخل الروسي عن قرب خلال الايام القليله الماضيه.

الولايات المتحده الامريكيه، التي حاولت تطويق التعزيزات الروسيه الي سوريا استشعرت خطر التحرك الروسي، فهي تدرك ان هذا التدخل سيؤدي الي صدام مع طيران التحالف الذي يشن ضربات ضد تنظيم الدوله في سوريا، اذ افادت صحيفه لوس انجلوس تايمز الامريكيه بان “اداره الرئيس اوباما تواجه ضغوطًا متزايده من زعماء التحالف الدولي لتوسيع العمل العسكري في سوريا بعد التدخل الروسي بارسال المزيد من الاسلحه والقوات، وهو ما قد يصبح خيارًا امريكيًّا اذا تواصل التدخل الروسي بهذه الوتيره”.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل