المحتوى الرئيسى

العالم يحيي بعد غد الذكرى 30 لاتفاقية فيينا للحفاظ علي طبقة الأوزون

09/14 08:17

يحتفل العالم بعد غد " الاربعاء " باليوم الدولي للحفاظ علي طبقه الاوزون 2015 تحت شعار" الاوزون : الساتر الوحيد الذي يحميك من الاشعه فوق البنفسجيه" ، فطبقه الاوزون هو غلاف غازي هش يحمي كوكب الأرض من الإشعاعات الشمسية الضاره مما يساعد علي حفظ الحياه علي هذه البسيطه ، واذا جعلنا افترضاً ، طبقه الاوزون بكاملها في مستوى سطح البحر سيكون سمكها نحو 3 مللميترات فقط ، تلك هي كل ما يحمينا من الاشعه فوق البنفسجيه الضاره.

كما سيصادف الاحتفال هذا العام الذكري السنويه ال 30 لاتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون ، وسوف يتم رفع شعار "30 عاماً من العمل معاً نحو استرداد الاوزون" ليدعم شعار اليوم العالمي للاوزون 2015.

ويعتبر اليوم العالمي للاوزون هو حدث سنوي لاحياء ذكري تاريخ التوقيع في عام 1987 علي بروتوكول مونتريال بشان المواد المستنفده لطبقه الاوزون. وخلال العقود الثلاثه الماضيه حفزت اتفاقيه فيينا وبروتوكول مونتريال التابعه لها 197 دوله علي العمل معا علي التخلص التدريجي من المواد المستنفده للاوزون ، وبالتالي حمايه طبقه الاوزون لهذا الجيل والاجيال القادمه والمساهمه بشكل كبير في الجهود العالميه للتصدي لتغير المناخ.

واشار بان كي مون الامين العام للامم المتحده في رسالته بهذه المناسبه الي انه كانت الانسانيه منذ عهد غير بعيد علي شفا كارثه من صنع الانسان. فقد ادي استخدامنا المواد المستنفده لطبقه الاوزون مثل مركبات الكلوروفلوروكربون الي احداث ثقب في طبقه الاوزون التي تحمينا من الاشعه فوق البنفسجيه الضاره التي تنبعث من الشمس ، لكننا تصدينا لهذا التحدي. وقبل 30 عاما مضت، وقّع المجتمع الدولي اتفاقيه فيينا لحمايه طبقه الاوزون ، وبموجب بروتوكول مونتريال الملحق بها ، تضافرت جهود العالم من اجل خفض انتاج واستهلاك مركبات الكلوروفلوروكربون وغيرها من المواد المستنفده لطبقه الاوزون ، وتمكنا معاً من وضع طبقه الاوزون الواقعه في الطبقة الوسطى من الغلاف الجوي علي الطريق المؤدي للتعافي بحلول منتصف هذا القرن ، ونتيجه لذلك ، قد يتم تلافي ما يصل الي مليوني حاله من سرطان الجلد سنويا ، بالاضافه الي تجنب عدد اكبر من ذلك من حالات اعتام عدسه العين.

واضاف مون انه اذ نتطلع الي اعتماد خطه التنميه المستدامه لعام 2030، والي الجهود التي ستبذلها الحكومات في وقت لاحق من هذا العام في باريس لتحديد مسار جماعي جديد للمضي قدما بمسائل تغير المناخ، ينبغي ان يكون النجاح الذي حققه بروتوكول مونتريال مصدر الهام لنا ، فهو خير دليل علي ما يمكننا ان نحققه عندما تتازر الامم في مواجهه احد التحديات العالميه. بيد ان العمل لم يكتمل بعد فيما يتعلق ببروتوكول مونتريال. اذ تستخدم مركبات الهيدروفلوروكربون بديلا عن العديد من المواد المستنفده للاوزون. ولئن كانت هذه المركبات لا تستنفد طبقه الاوزون، فانها من غازات الدفيئه القويه للغايه وسوف تساهم بقدر كبير في احترار كوكبنا الساخن بدرجه مفرطه علي مدي العقود القادمه ما لم نتصرف الان.

وذكر مون ان العديد من البلدان يعكفون حاليا علي بحث سبل استخدام نظام بروتوكول مونتريال بهدف تخفيض استخدام مركبات الهيدروفلوروكربون بصوره تدريجيه ، وقد يكون التوصل الي التزام سياسي باداره مركبات الهيدروفلوروكربون وفقا لاحكام بروتوكول مونتريال احد اكبر المكاسب المتعلقه بتغير المناخ في سياق التحضير لمؤتمر باريس المعني بالمناخ. كما سيشكل التزاما من هذا القبيل انتصارا قويا اخر للجهود المتعدده الاطراف المبذوله لحمايه بيئتنا. وبمناسبه هذا اليوم الدولي ، لنحرص علي حمايه مناخنا كما حرصنا علي حفظ طبقه الاوزون.

و طبقه الاوزون ، هي طبقه من طبقات الغلاف الجوي، وسميت بذلك لانها تحتوي علي غاز الأوزون وتتواجد في الغلاف "الاستراتوسفيري" وتعني "اوزون" في اللغه اللاتينيه "رائحه" ، ويتكون غاز الاوزون من ثلاث ذرات اكسجين مرتبطه ببعضها ، وهو غاز ازرق اللّون وذو رائحه مميزه كرائحه البحر التي تعزي لتصاعد كميات قليله من الاوزون، مهمته الاساسيه هي حمايه كوكب الارض من الاشعه فوق البنفسجيه التي تصلنا من الشمس ، حيث يتولي امتصاص نسبه تسعه وتسعين بالمائه من تلك الاشعه ، وبذلك يحمي غاز الاوزون اشكال الحياه علي سطح كوكب الارض ، ويتكون الاوزون بشكل طبيعي نتيجه التفريغ الكهربي الناتج عن البرق ، كما يتكون نتيجه النشاطات البشريه في طبقه الستراتوسفير بواسطه التفاعلات الكيموضوئيه ، وطبقه الستراتوسفير احدي اهم طبقات الغلاف الجوي، وتعرف ايضا بطبقه الاوزونوسفير لانها غنيه بغاز الاوزون، ويبلغ سمكها 40 كم.

ويمثل وجود طبقه الاوزون ضروره لاستمرار الحياه علي كوكب الارض، حيث تمثل حزاما واقيا ودرعا حاميه من الاشعه فوق البنفسجيه ، كما انها تمتص جزءا كبيرا من الاشعاعات الكهرومغناطيسيه ، والاوزون الموجود في الغلاف الجوي للأرض في حاله توازن ديناميكي ، حيث يتعرض لعمليتي البناء والهدم بصوره مستمره ومتوازنه ومتساويه في المقدار ، ويمثل هذا التوازن ناموسا كونيا حتي تستقر الحياه ، غير ان الملوثات البيئيه التي تنشا عن الصناعه والانشطه البشريه تؤدي الي خرق هذا التوازن الفطري ، مما يؤدي الي حدوث الاضطرابات الكونيه والتدهور البيئي ، وهناك مجموعه من الاسباب والانشطه الصناعيه والتنمويه التي تسهم في اضمحلال وتاكل الاوزون في طبقه الستراتوسفير، وتتلخص في المذيبات العضويه المتطايره، حرائق الغابات، عوادم السيارات، ابخره الوقود، حرق النفايات، ومحطات توليد الطاقه الكهربائيه المعتمده علي الوقود الاحفوري .

ولا تتوقف الاثار السلبيه لتقليص طبقه الاوزون علي البشر وحدهم ، فيسهم تدمير طبقه الاوزون واتساع الثقب فيها في زياده درجه حراره سطح الأرض ، مما يؤدي الي ما يعرف بظاهره الاحتباس الحراري . ومن ناحيه اخري ، هناك مخاوف من اضعاف تجمعات الكائنات الحيه الدقيقه الموجوده في مياه البحار والمحيطات ، والمعروفه بالعوالق النباتيه نتيجه تعرضها للاشعه فوق البنفسجيه ، وتعتبر هذه الكائنات اساسا مهما لسلسله الغذاء في الانظمه البيئيه الموجوده في المياه العذبه والمالحه ، وفي مقدمتها الاسماك. كما ان العوالق النباتيه تقوم بدور كبير في امتصاص غاز ثاني اكسيد الكربون في الجو، كما انها تطلق الاكسجين الضروري لاستمرار الحياه.

وتشير تقارير برنامج الامم المتحده للبيئه لعام 2014 ، ان الاتفاق العالمي للايقاف التدريجي لاستخدام الكيماويات الضاره بطبقه الاوزون بالفعل يعمل ، وكشف التقرير ان المواد التي تستنزف الاوزون في الجو قد انخفضت بنسبه 10 الي 15% وان طبقه الاوزون تزداد سمكاً بشكلٍ عام. ويرجع السبب في ذلك الي ان البلدان قد اوفت بالتزامات تمت تحت بروتوكول مونتريال وعهود مشابهه لتقليل استخدام الكلوروفلوروكربون والهالونات طبقاً للتقييم الجديد المنشور من قبل البرنامج البيئي للامم المتحده #### UNEP #### ومنظمه الاحوال الجويه العالميه #### WMO #### ، وقد شارك في التقرير حوالي 300 عالم.

وكانت الكلوروفلوروكربونات والهالونات شائعه في الثلاجات ورغوه مكافحه النيران وعلب الرش الصفيحيه، لكن منذ سبعينيات القرن الماضي وما بعدها تراكمت الادله علي ان الاشعاع فوق البنفسجي قد فكك المركبات الموجوده في منتصف طبقه الستراتوسفير (التي تقع علي ارتفاع 6 اميال فوق سطح الارض)، مما نتج عنه انطلاق ذرات الكلورين والبرومين اللتان تفككان جزيئات الاوزون. وتقدر منظمه حمايه البيئه الامريكيه انه يمكن لذره كلورين واحده ان تمزق ما يزيد عن 100 الف جزيء اوزون ، وبعد ان تم تطبيق بروتوكول مونتريال في عام 1989 بدات الدول في الحد من تصنيع واستخدام المواد التي تدمر الاوزون ، وكانت هناك علامات في ال10 او 15 سنه المنقضيه ان "عمود الاوزون" يزداد سمكاً في بعض الاماكن مما يقترح ان قرار المنع يعمل.

ويقدر التقرير الجديد انه بحلول عام 2050 ستعود طبقه الاوزون في القطب الشمالي وعلي مدي خطوط عرض اخري الي ما كانت عليه تقريباً في عام 1980، بسبب ان الظروف الجويه الطبيعيه تتسبب في تركز الملوثات فوق قطبي الارض فسيحتاج ثقب الأوزون الموسمي القابع فوق قاره انتارتيكا (الذي تسبب في تغيرات في مناخ فصل الصيف الخاص بنصف الكره الجنوبي) لمده اطول كي يتعافي.

ومن ضمن فوائد تقليل الكلوروفلوروكربونات الجانبيه هو انه يمكنه الحد من تسارع الاحتباس الحراري بما ان غازات كلوروفلوروكربون #### الـCFC #### وهي من الغازات الدفيئه شديده القوه. ويقدر التقييم في عام 2010 ان انخفاض انبعاثات مستنفزات الاوزون تسبب في منع حوالي 10 جيجاطن من ثاني اكسيد الكربون من دخول الجو، وهو حوالي خمسه اضعاف كميه الانبعاثات المراد تقليلها سنوياً للاعوام من 2008 حتي 2012 تحت المعاهده المناخيه الخاصه ببروتوكول كيوتو. وهنالك ايضاً بعض التحذيرات في التقرير حيث ان بعض المركبات التي تستخدم بدلاً من مستنفزات الاوزون (كالهيدروفلوروكربونات ) هي غازات دفيئه قويه ، ان ازداد استخدامهم كما هو متوقع سيشاركوا بنسبه كبيره في رفع حراره سطح الكوكب. وتظَل ايضاً مستويات رباعي كلوريد الكربون#### CCl4 #### مرتفعه بصوره غير متوقعه بالرغم من ان الماده تم حظرها تحت بروتوكول مونتريال. واقر اعضاء المعاهده عدم وجود اي انبعاثات جديده للرباعي كلوريد الكربون الذي تم استخدامه في مكافحه الحرائق والتنظيف الجاف (الدراي كلين ) بين عامي 2007 و2012. وترجع وكاله ناسا المستويات المرتفعه الي تسريبات صناعيه غير معروفه ، انبعاثات كثيفه من مواقع ملوثه او مصادر غير معروفه لغاز الرباعي كلوريد الكربون .

ويحذر تقييم الامم المتحده ايضاً من ان الخيارات المتاحه لايقاف الدمار المستقبلي لطبقه الاوزون هي في تناقص مستمر حيث اصبحت الحلول المباشره تنفذ ، وتراوحت تلك الحلول ما بين انهاء انتاج المركبات الضاره بالاوزون الي تدمير جبهات الكيماويات المدمره والانتقال الي استخدام اجهزه لا تحتوي علي غازات الكلوروفلوروكربون. ومن المفترض اننا سنكون في حاجه الي المزيد من الابداع من قبل البشر لاستكمال التقدم عن طريق الاتيان بكيماويات وتقنيات جديده وامنه ، بالاضافه الي عدم تكرار اخطاء الماضي.

واشار تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ان طبقه الاوزون التي تحمي الارض من اشعاعات الشمس الضاره التي تسبب الاصابه بالسرطان، ازدادت سمكا في الاعوام الاخيره، وان ثقب الاوزون في طريقه للاختفاء والانغلاق في العام 2050.

وافاد رئيس قسم الابحاث العلميه بالمنظمه غير براثين ، ان الحظر المفروض منذ العام 1987علي انبعاث الغازات المضره بالطبقه الضعيفه الموجوده علي ارتفاع عال نجح بشكل كبير مقارنه بما كانت عليه الطبقه قبل 4 سنوات ، وان هذا يعتبر انجازا كبيرا يساعد علي منع ملايين الاصابات بسرطان الجلد ، واضاف ان طبقه الاوزون بدات تتعافي بشكل واضح، مشيرا انه من المحتمل اختفاء الثقب في العام 2050، في حال استمر الالتزام باتفاقيه مونتريال ، وفقا لبرنامج البيئه التابع للامم المتحده، تشير اتفاقيه مونتريال لعام 1987 التي منعت المواد الكيميائيه المسببه لتاكل الاوزون ، ستمنع مليوني حاله اصابه بسرطان الجلد سنويا بحلول عام 2030.

في حين اشار تقرير صادر من وكاله ناسا ، ان مستويات الاوزون ارتفعت في المنطقه الواقعه علي مسافه 45 كلم فوق خطوط العرض الشماليه الرئيسيه 4%، وذلك منذ عام 2000 الي عام 2013 ، واكد العلماء ان مساحه ثقب الاوزون فوق القطب الشمالي تقلصت بفضل الاجراءات التي اتخذت لحمايه طبقه الاوزون، علي عكس الثقب الاخر فوق القطب الجنوبي. واكد علماء ان مساحه ثقب الاوزون فوق القطب الشمالي تقلصت بفضل الاجراءات التي اتخذت لحمايه طبقه الاوزون، علي عكس الثقب الاخر فوق القطب الجنوبي. وجاء هذا الاستنتاج استنادا الي نتائج دراسات اجراها علماء من معهد ماساتشوسيتس التكنولوجي باستخدام المناطيد ومعلومات عن مستوي الاوزون في القطبين حصلوا عليها من الاقمار الاصطناعيه. ولا تزال طبقه الاوزون في القطب الشمالي ضعيفه ، اما فوق القط الجنوبي فهي سيئه. ان درجات الحراره المنخفضه تخلق ظروفا ملائمه لتدمير طبقه الاوزون ، ومع ذلك لم يؤثر الشتاء البارد جدا والشاذ عام 2011 علي طبقه الاوزون بالقطب الشمالي ، اضافه لذلك تم تسجيل انخفاض مستوي حمض الاوزون في طبقه الستراتوسفير في القطب الشمالي.

وبالرغم من هذه الاخبار المتفائله الا ان التقرير ذكر ان طبقه الاوزون لا تزال بعيده عن الالتئام الكامل خاصه فوق نصف الكره الجنوبي الاقصي حيث لاتزال المواد الكيميائيه طويله الامد التي تفتك بهذه الطبقه تسبح في الغلاف الجوي، وتخلق ثقبا في الطبقه خريف كل عام.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل