المحتوى الرئيسى

حسابات الوجود العسكري الروسي في سوريا.. ما بين تعزيز مصالحها وسعي إسرائيل لتحقيق مكاسب دولية

09/14 08:47

التدخل العسكري الروسي في سوريا يعزز مصالح موسكو في المنطقه التدخل العسكري يدخل موسكو باريحيه ضمن التحالف الدولي لمحاربه داعش الاعلام الاسرائيلي يعظم التدخل العسكري الروسي في سوريا لالزام موسكو بضمان مكاسب اسرائيل

واقع العلاقات بين روسيا وسوريا: 

العلاقات الروسية السورية ذات جذور، وتعود الي عقود مضت، كانت موسكو خلالها ظهيراً مؤيداً لسوريا عسكرياً وسياسياً. ومع اندلاع ثورات الربيع العربي ونشوب الحرب الأهلية في سوريا وقفت روسيا الي جانب نظام الرئيس بشار الاسد. وقد كونت روسيا مع ايران جبهه مناوئه للغرب كانت سوريا فيها بمثابه نقطه ارتكاز للبلدين، حيث مثَّلت بالنسبه لروسيا موطئ قدم لها في منطقه البحر المتوسط. كما كانت بالنسبه لايران ذات اهميه متعدده الاوجه فهي ترتبط بحدود مشتركه مع كل من لبنان التي لها بها ذراع هو حزب الله، واسرائيل التي تمثل لها هدفاً حينما تستدعي الضروره ذلك. 

لقد تواترت الانباء عن مسانده روسيا لنظام الاسد سياسياً وبالسلاح. وكذلك تواصل سيل الانباء حول مسانده ايران لنظام الاسد عسكرياً حيث يقاتل الي جانب قواته قوات من الحرس الثوري الايراني وكذلك مقاتلين تابعين لمنظمه حزب الله اللبنانيه المحسوبه علي ايران، ضد المعارضه والمتمردين والجهاديين وداعش في سوريا.

ومنذ نحو اسبوعين افادت الانباء بتعزيز الدعم الروسي لنظام الاسد في سوريا، ووصول هذا الدعم الي ذروه جديده حيث دفعت موسكو بقوات لها في سوريا وسيطرت علي مناطق بعينها وانشات مطاراً بالقرب من دمشق تنقل اليه قواتها.

الموقف الامريكي من التدخل العسكري الروسي في سوريا:

ادت تلك الانباء الي اعلان واشنطن صراحه عن قلقها من التدخل الروسي في سوريا. وابدت رفضها له وقد عبر عن هذا صراحه وزير الخارجيه الامريكي جون كيري في حديثه مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.

وقد اكد لافروف من جانبه في 9-9-2015 ان موسكو ستواصل تزويد الجيش السوري بالاسلحه والمعدات الضروريه لمكافحه الارهاب، باعتباره ان الجيش السوري هو القوه الاكثر فعاليه في مواجهه تنظيم داعش هناك.

ودعا لافروف التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش الي التعاون مع دمشق والجيش السوري ضد داعش.

واكد لافروف ان التنسيق هو امر مطلوب بين الجيش الروسي ووزاره الدفاع الامريكيه لتفادي وقوع حوادث عرضيه في انحاء سوريا.

وتابع لافروف ان البنتاجون اوقف التعاون في العمليات مع الجيش الروسي لكن هذا التعاون ينبغي استئنافه نظراً لان الجيشين الامريكي والروسي يعملان في سوريا وحولها. موضحاً ان بلاده تجري تدريبات عسكريه في البحر المتوسط تستمر لفتره وبما يتماشي مع القانون الدولي.

وحول تضخيم الانباء حول التدخل العسكري الروسي في قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجيه السوري في حديث مع قناه "روسيا اليوم" 9-9-2015 : "ان الهدف الاساسي لمثل هذه الاشاعات هو اطاله عمر الارهاب لخدمه مصالح الولايات المتحده الامريكيه واسرائيل في المنطقه وخارجها وكذلك للتعميه علي التحالف الفاشل الذي قامت به الولايات المتحده الامريكيه".

واوضح المقداد ان الوجود الروسي يقتصر علي وجود مستشارين في اطار هوامش الاتفاقيات الروسيه السوريه العسكريه.

واشار المقداد الي ان المتحدثه الروسيه باسم وزاره الخارجيه الروسيه ماريا زاخاروفا اكدت ان الاتحاد الروسي دعم سوريا في الماضي وسيدعمها الان وسيدعمها في المستقبل، مبينا ان هذا النهج الاستراتيجي هو الذي يحكم العلاقه بين سوريا والاتحاد الروسي.

وكانت زاخاروفا قد اوضحت ان روسيا لم تجعل ابدا من تعاونها العسكري التقني مع سوريا سراً، وهي تقدم المساعده للسوريين بصوره معدات وتقنيات روسيه، معتبره ان "الهيستيريا" المعلنه في هذا الصدد غير مفهومه ابداً. وان هناك خبراء عسكريين روسيين في سوريا يساعدون السوريين علي اتقان استخدام المعدات فور وصولها.

وقد وصل الخلاف بين الولايات المتحده وروسيا حول تواجد الاخيره في سوريا الي حد الصدام باعلان لافروف اليوم 13-9-2015 عن ان موسكو تملك معلومات حول معرفه الولايات المتحده بمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكنها لا تعط الاوامر بقصفها، حيث قال "شركاؤنا الامريكيون منذ البدايه لم ينظموا التحالف بعنايه فائقه او انهم يملكون اهداف اخري غير المعلن عنها. فقد تم انشاء التحالف بشكل عفوي للغايه وتم خلال ايام الاعلان عن البلدان التي ستنضم اليها وبدات اعمال القصف.

واضاف لافروف انه "عندما تحلل عمليات القوات الجويه للتحالف فانه يخلق انطباع غريب. وتنتابك افكار بان هناك غرض خفي في مهام التحالف، غير المعلن عنه".

وقال لافروف: "اتمني الا اخيب امل احد عندما اقول ان بعض زملائنا في الائتلاف يؤكدون علي انهم يملكون احيانا معلومات حول مواقع "داعش" الدقيقه، بينما ترفض الولايات المتحده التي تقود التحالف الموافقه علي قصف تلك المواقع، لا اريد ان اقدم اي استنتاجات، فلا احد يعلم ما هي افكار وتقديرات قياده التحالف".

الاعلام الاسرائيلي يعظم التدخل العسكري الروسي في سوريا:

وفي اتجاه مغاير لما اعلنه المقداد وزخاروف، ركز الاعلام الاسرائيلي خلال الاسبوع الماضي علي تعظيم التواجد العسكري الروسي في سوريا. حيث كشف مصدر عسكري اسرائيلي للاذاعه الاسرائيليه في 11-9-2015 ان قوات تابعه للحرس الثوري الايراني تشارك في القتال للمره الاولي الي جانب قوات الرئيس السوري بشار الاسد وعناصر حزب الله في المعركه ضد قوات المعارضه المسلحه في منطقه الزبداني، حيث تعجز قوات الاسد وعناصر حزب الله عن حسم هذه المعركه بمفردها. 

بل ان موقع "ديبكا" الاسرائيلي ذو الطابع الامني ذهب بعيداً في هذا الشان وافاد 9-9-2015 بان الغواصه النوويه الروسيه الاكبر علي مستوي العالم "ديمتري دونسكوي TK-208"، والمعروفه في حلف الناتو باسم "تايفون"، والتي تحمل 20 صاروخاً عابراً للقارات من طراز بولافا، وعدد 200 راس نووي – تشق طريقها الي البحر المتوسط، وسوف تتمركز قباله سواحل سوريا.

وحسب الموقع فعند تصل الغواصه والسفن الحربيه الروسيه المصاحبه لها الي سوريا خلال الايام العشر المقبله، فسوف يبلغ الانتشار الروسي في سوريا ذروته.

وتابع الموقع ان قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع قوه نوويه قباله سواحل سوريا يحول التدخل العسكري الروسي في سوريا من عمليه انقاذ ودعم للرئيس السوري بشار الاسد، الي عملية عسكرية روسيه تاخذ في الاعتبار الصدام العسكري بين القوات الجويه والأسطول الروسى وبين القوات الامريكيه في الشرق الاوسط.

وقد سعي الاعلام الاسرائيلي للتاكيد علي امرين اثنين هما:

1- وجود قنوات اتصال مباشره بين اسرائيل وروسيا، تبين منها ان المساعدات العسكريه التي تقدمها روسيا للنظام السوري ليست موجهه ضد اسرائيل، وان هناك اتصال بين البلدين حول كافه الموضوعات التي تهم الجانبين.

كما اكد موقع (nrg) الاخباري الاسرائيلي 8-9-2015 ان تل ابيب تتبادل الرسائل مع موسكو لمنع مواجهه عسكريه بينهما علي الاراضي السوريه. وكانت وسائل اعلام امريكيه واقليميه افادت بان المساعدات اللوجستيه والدبلوماسيه للاسد من موسكو تغيرت بدعم عسكري كبير، وقد طرحت احتمال ان يتصادف دخول اسرائيل وروسيا في حاله تبادل للضربات في سوريا.

2- ان ايران لن تغامر مره اخري بالقيام بهجوم من الاراضي السوريه علي اسرائيل، حيث اكد وزير الدفاع موشيه يعلون علي ان ايران استوعبت الرساله التي وجهتها اليها اسرائيل من خلال تصفيه الضباط الايرانيين وافراد حزب الله في الجانب السوري من الجولان.

اهداف روسيا من تعزيز تدخلها العسكري في سوريا:

من خلال السياق السابق – ودون نفي وجود مصالح للاطراف المختلفه في سوريا - يمكن الخروج بالدلالات التاليه بشان التواجد العسكري الروسي في سوريا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل